أخبار الرافدين
21عاما على احتلال العراق: فشل وفساد سياسيتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

واشنطن تضع ميليشيا “أنصار الله” المشاركة في حكومة السوداني بقائمة الإرهاب الدولي

عراقيون يتساءلون: كيف لنا أن نفهم هذا التناقض في ظل الاجتماعات المستمرة مع السفيرة الأمريكية المنتهية ولايتها آلينا رومانوسكي، والتي تكاد تكون أسبوعية لضبط سياسة الحكم الذي تشارك فيه هذه الميليشيات المصنفة إرهابية وفق القانون الأمريكي.

بغداد- الرافدين
صنفت وزارة الخارجية الأمريكية ميليشيا “أنصار الله” وزعيمها حيدر مزهر مالك السعيدي، المنضوية في الحشد الشعبي والمشاركة في تشكيل حكومة الإطار التنسيقي برئاسة محمد شياع السوداني كمنظمة إرهابية عالمية.
وتنظم ميليشيا “أنصار الله” إلى ميليشيات “كتائب حزب الله” و “حركة النجباء” و”كتائب سيد الشهداء” التي سبق وأن صنفت كمنظمات إرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.
ومع الأهمية السياسية لهذا التصنيف الذي يدين حكومة السوداني لأن ميليشيا “أنصار الله” مشاركة في تشكيلها، إلا أن غالبية المراقبين السياسيين يعزو هذا التصنيف إلى مقتضيات الصراع الأمريكي الإيراني التخادمي في العراق.
وقالوا إن “التفاهمات” مستمرة بين واشنطن وطهران على استمرار الوضع على ما هو عليه في العراق، إلا أن هذا الصراع تنتابه أحيانًا مراحل من التدافع اللين أو الهين.
وأوضحوا بأنه عندما تتقاطع مصالح قوتين أو دولتين في مكان أو زمان ما، تبدأ كل واحدة منهما تدفع الأخرى بطريقة ما.
ويجمع مراقبون سياسيون على أن السوداني يحاول المحافظة على وضعه في رئاسة الحكومة ببعث رسائل خضوع لخطاب الميليشيات، فيما يتحدث بشكل مختلف كليًا مع المسؤولين الأمريكيين.
وشارك نواب ميليشيا “أنصار الله” في تشكيل حكومة السوداني، وانضموا إلى الإطار التنسيقي” من خلال “تجمع سند” بزعامة أحمد الأسدي، زعيم ميليشيا “جند الإمام” اللواء السادس في الحشد الشعبي ووزير العمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة.
وتعلن ميليشيا “أنصار الله” ولاءها إلى إيران ومرشدها على خامنئي بشكل مطلق وتتخذ من تعليمات فيلق القدس الإيراني أساس عملها وتحركها داخل العراق وسوريا، وسبق أن شارك زعيمها حيدر السعيدي، المعروف أيضا باسم حيدر الغراوي مع ثمانية من زعماء الميليشيات في الاجتماع بخامنئي في طهران.


المحامي علي جاسب اغتالته ميليشيا “أنصار الله” في ميسان وأفلت عناصرها من العقاب
وأوغل عناصر ميليشيا “أنصار الله” بدماء ثوار تشرين في محافظتي بغداد وميسان وذي قار من دون أن يتم محاسبة أيا منهم. وفق سياسة الإفلات من العقاب التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة.
وفي عام 2019، أصبحت ميليشيا “أنصار الله” مرتبطة علنًا باختطاف وقتل رمزَي ثوار تشرين سجاد العراقي (في الناصرية) وعلي جاسب (في العمارة).
وقالت السفيرة الأمريكية المنتهية ولايتها آلينا رومانوسكي “إن تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية لحركة أنصار الله الأوفياء وقائدها منظمة إرهابية يؤكد من جديد التزام الولايات المتحدة بمواجهة النفوذ الخبيث لإيران والتهديدات التي تشكلها الميليشيات التابعة لإيران”.
وعلقت رومانوسكي على تغريدة مماثلة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر.
ويتساءل معلقون سياسيون كيف لنا أن نفهم هذا التناقض في ظل الاجتماعات المستمرة مع السفيرة الأمريكية المنتهية ولايتها آلينا رومانوسكي، والتي تكاد تكون أسبوعية لضبط سياسة الحكم الذي تشارك فيه هذه الميليشيات المصنفة إرهابية وفق القانون الأمريكي؟
وطالما التقت رومانوسكي بزعماء في حكومة السوداني يمثلون ميليشيات الحشد. في إشارة مقتضيات الصراع الأمريكي الإيراني التخادمي في العراق.
وسبق أن صف عراقيون تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، بشأن قلق واشنطن من عدم إطاعة ميليشيات الحشد الشعبي لأوامر “القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني” بالنفاق المكشوف والتضليل السطحي.
وأكد مراقبون سياسيون على أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يتعمد تضليل الرأي العام عندما يتجاهل عن عمد بأن حكومة السوداني شكلت من أحزاب وميليشيات منضوية في الإطار التنسيقي الذي تعد الميليشيات المكون الرئيسي فيه.
وقالوا إن السوداني بلعب دور الشريك الضعيف مع الميليشيات، يبدو مناسبًا لواشنطن في هذه المرحلة، وهو ما تريده طهران في كل المراحل.
ويحظى السوداني بنفوذ محدود على الميليشيات المتحالفة مع إيران. واحتاج إلى دعم تلك الجماعات المنضوية في الحشد الشعبي والإطار التنسيقي للظفر برئاسة الحكومة.
واعتبر موقع “لوو فير” الأمريكي المتخصص بالنزاعات والقضايا القانونية، أن الهجمات التي تشنها الميليشيات من وكلاء إيران على القوات والمصالح الأمريكية في العراق وسوريا، هدفها توجيه “إشارات سياسية” الطابع إلى واشنطن، وأنه برغم أن هذه الميليشيات لا تسعى إلى افتعال مواجهة كبرى مع الولايات المتحدة.
وتسعى طهران من خلال حث وكلائها على شن الهجمات إلى الحفاظ على شرعيتها وتعزيزها بين وكلائها باعتبارها القوة المعارضة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، في حين أن الوكلاء يستفيدون من هذه الهجمات من أجل تحقيق مصالحهم والاستمرار في الهيمنة وتخويف الشارع العراقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى