أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

عمار الحكيم لا يرغب في الحكم.. كوميديا التلفيق السياسي مستمرة في العراق

رئيس تيار الحكمة وجد نفسه بأنه بلا قاعدة شعبية وأن العراقيين أدركوا بشكل قاطع بأنه أحد كبار لصوص الدولة في العملية السياسية

بغداد- الرافدين

تستمر “كوميديا التلفيق السياسي” في تصريحات قادة الميليشيات والأحزاب الطائفية في العراق، بينما تزعم بيانات التيار الصدري والإطار التنسيقي المنضوية تحته ميليشيا الحشد، بأنها تمارس صمتًا إعلاميًا.

ويستغل قادة تلك الأحزاب والميليشيات ما سمي بالصمت الإعلامي المفترض لإطلاق تصريحات، في لعبة لغو مكشوف، فيما الانسداد السياسي مستمر بسبب الخلاف المتصاعد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي على توزيع حصص تقاسم المغانم قبل الاتفاق على تشكيل الحكومة.

وتندرج تصريحات رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم ضمن كوميديا التلفيق السياسي الذي بات يثير سخرية العراقيين، بعد تأكيده أن تياره الخاسر في الانتخابات الأخيرة لن يشارك في الحكومة المقبلة، حتى لو كان الإطار التنسيقي هو الطرف الذي سيشكلها. معتبرًا أن التحالف الثلاثي بين التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، غير مفهوم من حيث البرامج والخطة.

عمار الحكيم يشكك بتحالف الصدر مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة

وقال الحكيم الذي عاش أكثر من نصف عمره في إيران وعاد إلى العراق بعد احتلاله عام 2003 “منذ أشهر ونحن نجاهر بأننا لن نشارك في الحكومة أيًا كانت فما الضير من عدم الاستماع لمبادرتنا، الفكرة ليست حكرًا لأحد ولا ضير بأن تؤخذ من قبل الأطراف”.

وزعم الحكيم في تصريحات تلفزيونية أن “الواقع الاجتماعي أوسع من المقاعد” في ذريعة لتبرير رفضه من قبل العراقيين.

غير أنه في هذا الكلام يعبر عن ازدواجية سياسية، فبينما كان قبل الانتخابات البرلمانية يعد جمهور تياره بفوز انتخابي كبير ودور سياسي مرتقب، وجد نفسه بعد الانتخابات بأنه بلا قاعدة شعبية وأن العراقيين أدركوا بشكل قاطع بأنه أحد أركان أزمة العملية السياسية.

ويرى مراقبون أن تشكيك عمار الحكيم بتحالف الصدر مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، يكشف عن الضغينة التي يكنها عمار لمقتدى، خصوصًا وأن الصراع والتنافس بين أسرتي الحكيم والصدر يمتد على سنوات طويلة.

وأكد الحكيم أنه “لم يلتق الصدر مؤخرًا”، قائلًا إنه “إذا حصل وكان لقاء سريًا فلن أعلن عنه، ولأننا لا نريد المشاركة في الحكومة فالجميع يعلم بأننا لا نريد أن نحوز النار إلى خبزنا”.

ولم يستطع الحكيم في التصريح التلفزيوني أن يتخلص من تقسيم المجتمع العراقي إلى طوائف ومكونات وتهميش مفهوم الوطنية العراقية تحت ذريعة “لا استقرار من دون توازن في توزيع حصص المكونات بقوله “لدينا مكونات لها أحجامها وعند تشكيل حكومة ما وتحويل مكون كبير من أغلبية إلى أقلية فهذا يحدث خللًا في التوازن”.

وقال: “قناعتي إن حكومة يغيب عنها الإطار أو التيار الصدري لا يمكن لها تحقيق الاستقرار”.

وأشار إلى أن إصرار الصدر على الأغلبية سيحول دون المشاركة الواسعة في الحكومة الجديدة، في إشارة إلى الميليشيات وأحزاب إيران في العراق.

عمار الحكيم: إصرار الصدر على الأغلبية سيحول دون المشاركة الواسعة في الحكومة الجديدة

ويعزو مراقبون سياسيون تصريحات الحكيم المزدوجة إلى أنه لا يمكن أن يلعب دورًا داخل الحكومة بوجود مقتدى الصدر، الذي لا يخفي ضغينته لأسرة الحكيم المتهمة بالتحريض على قتل والده محمد الصدر.

واتهمت أوساط مقربة من أسرة الصدر، المجلس الأعلى الذي كان في إيران آنذاك برئاسة محمد باقر الحكيم عم عمار والمخابرات الإيرانية بتدبير مقتل محمد الصدر والد مقتدى في تسعينات القرن الماضي.

ولم يكن باقر الحكيم يخفي كراهيته لمحمد الصدر وكان يعتبره مرجع نظام صدام حسين آنذاك.

ويتحرك عمار الحكيم للبحث عن دور سياسي منذ خسارة تيار الحكمة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وشوهد مؤخرًا جالسًا جوار السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زاد في ندوة أقيمت في محافظة دهوك شمال العراق.

فعمار الخاسر في الانتخابات البرلمانية العراقية، يطمح بنوع من الرصيد السياسي من خليل زاد الذي يعيش أكبر هزيمة في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة بوصفة المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان ورئيس فريق التفاوض مع حركة طالبان.

وليس مفهومًا على ماذا يعوّل عمار الحكيم وهو يتودد إلى زلماي خليل زاد، كما كشفت الصورة المشتركة لهما خلال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط الذي أقيم في الجامعة الأمريكية في محافظة دهوك.

عمار الحكيم يتودد إلى زلماي خليل زاد خلال ندوة في الجامعة الأمريكية بدهوك

وكتب الصحفي كرم نعمة معلقًا على لقاء الحكيم وخليل زاد بالقول: “نستطيع أن نتفهّم القُبل التي رسمها والد عمار عبد العزيز الحكيم على خدي كولن باول وزير الدفاع الأمريكي الذي تلبّس الكذبة التاريخية الآسنة بشأن أسلحة العراق. كان آنذاك ثمة ما يقدمه المحتل الأمريكي للحكيم الأب. لكن تودد مهزوم عراقي إلى مهزوم أفغاني – أمريكي، معادلة لا يمكن فهمها إلا بنتيجة سياسية صفرية، وهي كل ما تبقي في يدي الحكيم وخليل زاد معا”.

وطالما عبر عمار الحكيم عن طريقة تفكيره الطائفي مفندًا كل مزاعمه التي ساقها قبل الانتخابات عن “عبور الطائفية” و”محاربة اللاّدولة” التي تمثّلها الميليشيات، عندما دافع عما سمّاه الأغلبية الشيعية. وقال “الشيعة أينما كانوا أغلبية”، معتبرا أنّ “العراق هو موطن التشيع الأصيل”.

يذكر أن عمار الحكيم عاش مع والده عبد العزيز الحكيم منذ صغره في إيران وقاتل مع القوات الإيرانية ضد العراق في حرب الثماني سنوات ما بين عام 1980 -1988.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى