أخبار الرافدين
اقتصاد

بعد مضي 4 أشهر على حرب أوكرانيا.. ما مصير سوق الطاقة العالمي؟

أزمات حادة في الطاقة ستعيشها دول الاتحاد الأوربي بسبب تراجع إمدادات الغاز الروسي

برلين – تعقّدت إمدادات الطاقة العالمية، مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الخامس، في وقت بات أمن الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي على المحك.
وأصبحت الطاقة اليوم وخاصة الغاز الطبيعي ضمن السلع النادرة في عديد من الدول داخل التكتل الأوروبي، كما صرح وزير الطاقة الألماني روبرت هابيك، الأسبوع الماضي.
ولم تأت تصريحات هابيك من فراغ، إذ تراجعت إمدادات الغاز الطبيعي بنسبة 60 بالمائة حاليًا عما كانت عليه مطلع حزيران الماضي، عبر خط الغاز نورد ستريم 1.
وتعاني أكثر من 10 دول أوروبية من شح في إمدادات الغاز الروسي، وسط سعي للمفوضية الأوروبية للبحث عن مصادر متنوعة من الطاقة، إلا أن الموردين ملتزمون بعقود طويلة الأجل مع مستهلكين معظمهم خارج التكتل.
ويبدو أن أمن الطاقة في عديد الدول الأوروبية سيواجه مستقبلًا أكثر قتامة من اليوم، مع إعلان شركة غازبروم الروسية أنها ستجري صيانة على أنبوب نورد ستريم 1، خلال تموز الجاري.
ويعني ذلك، أن الغاز سيتوقف نهائيًا إلى ألمانيا، ومنه إلى بعض الدول الأخرى، ما دفع هابيك الخميس، للقول إن الصيانة ليست إلا ذريعة روسية.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي ستة أضعاف عما كانت عليه قبل عام، لتصل حاليًا إلى قمة تشرين أول الماضي، عندما تسابقت دول التكتل لملء منشآت تخزين الغاز مع قرب حلول الشتاء.
ولم تتوقف زيارات القادة الأوروبيين إلى قارتي إفريقيا وآسيا ودول الخليج بحثا عن إمدادات أخرى للغاز الطبيعي، إلا أنها (الإمدادات) تحتاج وقتًا لتجهيز البنية التحتية.
وحتى قبل الحرب، كانت أوروبا تستورد من روسيا قرابة 176 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، تمثل نسبته 40 بالمائة من مجمل احتياجاتها.
وشهد أمن النفط الخام ارتباكا أقل، لكن أسعاره المرتفعة طالت مختلف دول العالم دون استثناء، بفعل زيادة الطلب، والبحث عن بدائل للغاز الروسي.
وبلغ سعر برميل النفط حاليًا قرابة 113 دولارًا، بزيادة 45 بالمائة عن أسعاره بنهاية 2021، وسط توقعات مؤسسات بحثية بتجاوزه حاجز 150 دولارًا بحلول الربع الأخير 2022.
وتنتج روسيا في اليوم، قرابة 10.5 ملايين برميل يوميًا، معظمها يتجه اليوم للسوق الآسيوية بصدارة الصين والهند – أول وثالث أكبر مستوردين للنفط الخام – عالميًا.
وارتفعت مطلع الشهر الجاري، أسعار الوقود في غالبية دول العالم التي تغير الأسعار على أساس شهري، فقد سجل قفزة كبيرة في الأردن، بينما سجل في فلسطين أعلى مستوى منذ 8 سنوات.
من جانبها قالت، مجموعة “أوبك+” الخميس، إنها ستلتزم بزيادات إنتاج النفط المقررة في آب لكنها تجنبت بحث سياسة الإنتاج من أيلول فصاعدًا.
ويعود ذلك إلى المخاوف المتعلقة بعدم قدرة أعضاء المجموعة على ضخ مزيد من النفط الخام، بشكل مباشر، لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
ونتيجة للأزمات السابقة، عادت دول أوروبية بصدارة ألمانيا وفرنسا والنمسا وهولندا، وقريبًا إيطاليا، لاستخدام الفحم في توليد الطاقة الكهربائية، عبر إعادة فتح محطات تعمل بالفحم.
وارتفع الطلب على الفحم عالميًا اعتبارًا من حزيران الماضي، من مختلف دول العالم باستثناء روسيا، التي تحاول دول التكتل تجنب الاستيراد منها.
وبذلك، يطرح السؤال الأبرز حول خطط الدول الصناعية الخاصة بالحياد المناخي، وتحقيق الأهداف العالمية بحلول 2030 و2050.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى