أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

السوداني يعود من طهران بصك رضى خامنئي

محمد شياع السوداني يؤكد على أن حكومته تحت حماية المرشد الايراني علي خامنئي.

بغداد- الرافدين
قال مصدر سياسي عراقي إن المرشد الإيراني علي خامنئي ربت على كتف رئيس الحكومة الحالية محمد شياع السوداني، وأعتبره من الاتباع المخلصين في المحافظة على وحدة الطائفة ووضعها فوق أي اعتبار وطني عراقي.
وكرر خامنئي على السوداني جملته الأثيرة عندما يلتقي بأي من أتباعه في العراق، مشددًا على أن وحدة الطائفة فوق أي اعتبار وطني عراقي.
وكشف المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” مفضلًا عدم الكشف عن هويته أن السوداني عاد إلى بغداد من طهران “رافعًا صك رضا خامنئي” في وجه جميع الأتباع داخل وخارج الإطار التنسيقي، مؤكدًا أنه وحكومته تحت حماية المرشد الإيراني من أي تهديد يقوم به قادة الأحزاب والميليشيات في الإطار المختلفين على توزيع حصص الحكومة، بعد أن دفعوا به إلى رئاستها.
وذكر المصدر المطلع أن اشتباكًا حدث داخل الإطار التنسيقي في اجتماع عقد بمنزل نوري المالكي قبل يوم من سفر السوداني إلى طهران، عندما اقترح السوداني على الإطار سحب خطة وأرصدة الأموال المخصصة لإعمار المدن المدمرة من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وتحويلها إلى أعمار محافظات العراق كلها.
وهدف السوداني في المقترح توزيع أموال أكثر على ميليشيات وأحزاب الإطار في محافظات وسط وجنوب العراق بذريعة إعمار المدن.
وواجه السوداني شرطًا من نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وقيس الخزعلي زعيم ميليشيا العصائب وهادي العامري رئيس فيلق بدر، على الموافقة على مقترحه على أن يتعهد بعدم الترشح في الانتخابات المقبلة.
وتصاعد الجدل بعد أن رفض السوداني شرط المالكي والخزعلي والعامري، الأمر الذي أدى إلى انتهاء اللقاء والتوجه بعدها بساعات إلى طهران.
ولقي السوداني ترحيبًا إيرانيًا حارًا وحضي باستقبال المرشد على خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي فضلًا عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وحث خامنئي رئيس الوزراء الحالي على الوقوف بوجه من اعتبرهم “أعداء” العراق.
وقال “عليك أن تقف بحزم ضد إرادة العدو من خلال الاعتماد على الشباب” في إشارة إلى ميليشيا الحشد وأحزاب إيران في العراق.
ودفع خامنئي إلى المزيد من”مذكرات التفاهم والتعاون بين إيران والعراق” في إشارة لربط السيادة والاقتصاد العراقي بإيران.
وقال “في الفترات السابقة جرت مفاوضات وتفاهمات جيدة لكنها لم تصل إلى مرحلة العمل. لذلك علينا أن نتحرك نحو العمل فيما يتعلق بجميع الاتفاقات، وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي وتبادل البضائع والسكك الحديدية”.
وزعم خامنئي”موقفنا حيال أمن العراق هو أنه لو أراد أي طرف المساس بـأمنه، فستكون صدورنا دروعًا لمواجهته من أجل الحفاظ على أمنه”.
وأضاف أن “أمن العراق هو أمن إيران، وبالمثل فإن أمن إيران يؤثر على أمن العراق” مبديًا استعداده لحمايته ممن يريد زعزعة أمنه.
من جهته أكد السوداني أن حكومته مصمّمة على عدم “السماح باستخدام الأراضي العراقية لتهديد أمن إيران”، مؤكدًا أن “الحكومة ملتزمة تطوير التعاون مع إيران في جميع المجالات”.
وأشار إلى أن البلدين بصدد وضع “آلية (…) للتنسيق الميداني لتجنّب أي تصعيد”.
وشدد السوداني على امتنانه لإيران “لدعمها في إمدادات الغاز” والكهرباء، خصوصًا أن العراق يعتمد بشكل كبير على إيران في تأمين الغاز والكهرباء.
وأعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة السوداني لطهران تشكّل “نقطة تحول في العلاقات الثنائية و(ستشكّل) المفاوضات بيننا خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات”.
وأجمع مراقبون سياسيون عراقيون على أن تصريح خامنئي بشأن حماية العراق يمثل أقصى درجات الإذلال للسوداني والوزراء المرافقين له عندما أعتبر أن العراق محافظة إيرانية تكفل بحمايتها.
واعتبروا أن السوداني ذهب إلى طهران لتقديم فروض الولاء والطاعة من أجل الإبقاء عليه في منصبة، فهو يدرك أن مصدر القرار في طهران وليس بغداد.

يحيى السنبل: إيران تمكنت من تصدير أزماتها من خلال حكومة تبرر لها انتهاكاتها لسيادة العراق.
وقال الدكتور يحيى السنبل عضو الميثاق الوطني العراقي “العراق أصبح الحلقة الأضعف في المنطقة، وإيران تمكنت من تصدير أزماتها من خلال حكومة تتشفع لإيران وتبرر لها انتهاكاتها لسيادة العراق”.
فيما اعتبر الباحث السياسي بلال وهاب النفوذ الإيراني داخل الحكومة العراقية، يُبقي العراق متعلقًا بواردات الكهرباء والغاز باهظة الثمن من إيران. وهناك عائق آخر يتمثل في الأمن الغذائي للعراق، الذي يعتمد أيضًا على الواردات من إيران.
وكان تقرير لمعهد واشنطن قد ذكر أن حكومة السوداني تعود إلى مسار حكومة عادل عبد المهدي، في الولاء التام لإيران.
وذكر التقرير في قراءة للمؤشرات المنتظرة من حكومة السوداني بأن رئيس “مجلس القضاء الأعلى” فائق زيدان في صف قادة الميليشيات لمساعدتهم عبر أحكام معدّة خصيصًا حسب الطلب تصدر عن “المحكمة العليا الاتحادية”، بحيث يصبح ارتكاب هذه الانتهاكات وغيرها ممكنًا حتى على نطاقٍ أوسع.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن السوداني وحكومته تعمل على جعل العراق أقرب إلى إيران وسط رفض شعبي لنفوذها وللفساد المستشري في البلاد.
وأضافت الصحيفة، أنه بعد عام من الصراع والجمود السياسي بين الميليشيات الموالية لإيران وتيار مقتدى الصدر وصل إلى الحكومة السوداني الذي يتمتع بخبرة قليلة فضلًا عن قربه من نوري المالكي والإطار التنسيقي الأمر الذي سيرسخ تقسيم الوظائف العليا وفقًا للتركيب الطائفي والعرقي ويرسخ النفوذ الإيراني.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى