أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الرئيس اليمني يسلم صلاحياته إلى مجلس رئاسي من ثمانية أعضاء

توحيد الصفوف اليمنية هل سينهي سيطرة ميلشيا الحوثي المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء.

إسطنبول – الرافدين

سلم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخميس صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، في مسعى لتوحيد الصفوف في المعسكر الذي يقاتل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال هادي المقيم في الرياض في خطاب بث على التلفزيون “ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وأفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضًا لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”.

ويتألف المجلس الرئاسي من ثمانية أعضاء وهو برئاسة الوزير السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي. ويتسلم المجلس، بالإضافة لصلاحيات الرئيس، صلاحيات نائب الرئيس بعدما قام هادي أيضًا بإعفاء نائبه علي محسن الأحمر من منصبه.

وقال هادي إنّ مجلس القيادة الرئاسي الجديد مكلّف بـ “التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام”.

كما أفاد الإعلان الرئاسي بأن قرارات المجلس الرئاسي ستصدر بالتوافق، وفي حال عدم التوافق تتخذ القرارات عند التصويت عليها بالأغلبية البسيطة، وعند تساوي الأصوات يرجح الجانب الذي صوت له رئيس المجلس.

وجرى كذلك إنشاء هيئة للتشاور والمصالحة وفريق قانوني وفريق اقتصادي، وفق الإعلان.

ويأتي الإعلان في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، في غياب ميلشيا الحوثي التي رفضت إجراء حوار في السعودية.

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ينقل كامل صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي

يذكر أن الميليشيا تعتمد على إيران في اتخاذ قراراتها في التفاوض مع الحكومة اليمنية وقصف المنشآت النفطية السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، وطالما استثمرت طهران استغلال الملف اليمني في علاقتها الملتبسة مع السعودية.

وتقود السعودية تحالفًا عسكريًا في اليمن دعما للحكومة التي تخوض نزاعًا داميًا ضد ميليشيا الحوثي منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

ودخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ مساء السبت، في بارقة أمل نادرة في الصراع الذي مزّق أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وبحسب المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر سالزبري، فإن هذا “التحول هو الأكثر تأثيرًا في الإجراءات الداخلية في التكتل المعادي للحوثيين منذ بداية الحرب”، ولكنه أشار في تعليق لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن تطبيق بنود هذا الاتفاق سيكون “معقدًا”.

ويضم المجلس الرئاسي شخصيات من المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد للانفصال عن شمال البلاد.

من جانبه، استقبل ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وأعرب الأمير الذي يتولى كذلك وزارة الدفاع منذ بداية التدخل العسكري لبلاده في اليمن، عن تطلعه “في أن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية”.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يؤكد دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي اليمني

وفي إطار ترحيبها بالإعلان، أكدت السعودية في بيان على “دعمها الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعالة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية”.

كما أعلنت عن تقديم “دعم عاجل” للاقتصاد اليمني بقيمة 3 مليارات دولار، تتضمن ملياري دولار مناصفة بينها وبين الإمارات دعما للبنك المركزي اليمني.

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة انسانية في العالم.

وتسبّب انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ بدأ في منتصف 2014 على السلطة الشرعية في اليمن، بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

وتبنت ميلشيا الحوثي اعتداءات استهدفت منشآت نفطية رئيسية لشركة أرامكو السعودية العملاقة، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.

وصعّدت المليشيا التي يقوم عناصر من الحرس الإيراني وحزب الله اللبناني، بتدريب عناصرها وتسليحهم، هجماتها بطائرات مسيّرة وصواريخ ضد المملكة العربية السعودية. وأوقع بعضها قتلى وجرحى.

وتستهدف خصوصًا المطارات في جنوب المملكة. وفي 26 آذار 2022، شنّت الميلشيا سلسلة هجمات جديدة ضد السعودية، تسبب أحدها في حريق في منشأة نفطية في جدة.

وفي السابع عشر من كانون الثاني، هاجم الحوثيون أبوظبي بطائرات مسيرة، ما تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص. وفي 31 من الشهر نفسه، تعرضت الإمارات لهجوم صاروخي، تلاه اعتداء ثالث بعد فترة.

وفي الثاني من شباط 2022، أعلنت الولايات المتحدة إرسال طائرات مقاتلة والمدمّرة حاملة الصواريخ الموجهة للبحرية يو أس أس كول إلى أبوظبي لمساعدة الإمارات في التصدي لهجمات ميليشيا الحوثي. كما أعلنت باريس أنها ستساعد الإمارات على حماية مجالها الجوي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى