أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

ضجيج تصريحات ضد العملية التركية بعد صمت معيب أمام القصف الإيراني لأربيل

مراقبون سياسيون يربطون العملية العسكرية التركية بضرورة تأمين أنابيب النفط في شمال العراق باتجاه تركيا.

بغداد- الرافدين

عبر مراقبون سياسيون عن تهكمهم على اندفاع أقطاب العملية السياسية في العراق للتنديد بالعملية العسكرية للقوات التركية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني “بي كاكا” في شمال العراق.

وقالوا إن الحديث عن “السيادة العراقية” مجرد لغو فارغ لأن نفس المسؤولين في حكومة المنطقة الخضراء مارسوا صمتا معيبًا عندما قصفت قوات الحرس الإيراني أربيل بالصواريخ قبل أسابيع.

وأشاروا إلى أن بعض قادة الميليشيات والأحزاب الطائفية الذين يتوعدون تركيا اليوم لملاحقتها مجموعات إرهابية، عبروا عن دعهم لإيران ووقوفهم معها عندما قصفت أربيل.

وتشن تركيا بصورة متكررة عمليات تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية، وتقول إن مسلحي التنظيم يتخذون من جبال شمالي العراق معقلا لهم، وينشطون في العديد من المدن والمناطق والأودية ويشنون منها هجمات على الداخل التركي.

تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الكردستاني مصنف منظمة إرهابية في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية ارتفاع عدد عناصر حزب العمال الكردستاني “بي كاكا” الذين تم تحييدهم في عملية “قفل المخلب” شمالي العراق إلى 26 عنصرًا.

وأكدت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء، على أن عملية “قفل المخلب” تسير وفق ما هو مخطط له.

وأعلنت الوزارة مقتل عسكري برتبة ملازم أول خلال العملية الجارية ضد الإرهابيين شمالي العراق.

أنقرة تستند إلى معلومات استخباراتية عن نية حزب العمال الكردستاني تنفيذ هجمات داخل الأراضي التركية

وتساءل مراقب سياسي عراقي ألا يجدر بنا سؤال حكومة المنطقة الخضراء “كيف تسمح بوجود منظمة إرهابية أجنبية تمارس تحركاتها القتالية من داخل الأراضي العراقية”.

وقال المراقب في تصريح لقناة “الرافدين” إن حزب العمال الكردستاني مصنف ضمن الميليشيات الإرهابية من مختلف دول العالم، فلماذا تسمح له السلطات العراقية أن يتخذ من الأراضي العراقية منصة لمهاجمة تركيا؟

وطالب السلطات في بغداد أولا أن تمنع العناصر الإرهابية من استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة الدول الأخرى، وبعدها يحق لها التحدث عن السيادة العراقية المنتهكة، وعدم جعل أرض العراق ساحة لتصفية الحسابات.

وكانت الرئاسة في العراق قد عبرت عن قلقها إزاء العمليات العسكرية التركية الجارية داخل الحدود العراقية، ووصفتها بأنها “خرق للسيادة العراقية وتهديد للأمن القومي العراقي”.

وقال ناطق باسم الرئاسة، في بيان، إن “تكرار العمليات العسكرية التركية داخل الحدود العراقية، ومن دون تنسيق مع الحكومة الاتحادية العراقية، رغم دعوات سابقة إلى وقفها وإجراء محادثات وتنسيق حولها، هو غير مقبول”.

في وقت انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فجر الثلاثاء العملية العسكرية التركية التي تنفذها القوات التركية بقصف مناطق داخل الأراضي العراقية في شمال العراق.

وقال الصدر في تغريدة له على حسابه الشخصي على تويتر “الجارة تركيا قصفت الأراضي العراقية بغير حق وبلا حجة وكان عليها التنسيق مع الحكومة العراقية لإنهاء الخطر الذي يداهمها من الأراضي العراقية والقوات الأمنية العراقية قادرة على ذلك”.

وأضاف “لن نسكت.. ولن نقبل التعدي وزعزعة الأمن من الأراضي العراقية ولن نقبل بالاعتداء على دول الجوار”.

جدير بالذكر أن السلطات التركية وقعت اتفاقية مع السلطات العراقية منذ سنوات يسمح لقواتها التوغل إلى مسافة محدودة داخل الأراضي العراقية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، ولازالت هذه الاتفاقية سارية المفعول.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان صحفي إن “العراق يعدُّ هذا العمل خرقًا لسيادته، وحُرمة البلاد، وعملاً يُخالف المواثيق والقوانين الدوليَّة التي تُنَظّم العلاقات بين البلدان كما يخالف مبدأ حسن الجوار الذي ينبغي أنَّ يكون سببًا في الحرص على القيام بالعمل التشاركي الأمني خدمة للجانبين”.

لكن الصحاف نفسه لم يعلق بنفس تلك اللغة حيال القصف الإيراني لأربيل بالصواريخ قبل أسابيع.

ولم تقدم حكومة مصطفى الكاظمي إلى اليوم أي مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بعد قصف أربيل من قبل الحرس الإيراني، وعلى العكس من ذلك حيث تداولت تقارير عن عزم الحكومة في العراق التراجع عن تقديم شكوى ضد إيران.

وذكر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية إن الحكومة في بغداد قررت عدم تدويل قضية القصف الإيراني على أربيل، مؤكدًا في الوقت ذاته أن العراق لم يتلق أي رد من إيران على جملة أسئلة وتوضيحات رسمية تقدمت بها بغداد في 14 و17 آذار الماضي بشأن القصف.

وأطلقت تركيا فجر الاثنين، عملية “قفل المخلب” ضد العناصر الإرهابية في مناطق متينا وزاب وأفشين- باسيان شمالي العراق.

ووفقًا للبيانات التركية، فقد قتل عناصر حزب العمال الكردستاني “بي كاكا” نحو أربعين ألف شخص خلال أنشطتها الانفصالية المستمرة منذ أكثر من ثلاثين عامًا.

وأخلت القوات الحكومية، الثلاثاء، حاجزًا أمنيًا من مسلحين موالين لتنظيم “بي كاكا” الإرهابي شمالي البلاد، وفق مصدر عسكري.

وقال ضابط بالجيش الحكومي لوكالة الأناضول، إن “قوة الجيش طلبت فجر الثلاثاء من مسلحين تابعين لجماعة (إيزديخانة) الموالية لتنظيم (بي كاكا)، إخلاء موقعهم بقضاء سنجار في محافظة نينوى”.

وأوضح الضابط، مفضلًا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول للحديث مع الإعلام، أن “المسلحين رفضوا إخلاء موقعهم، ما تطور الأمر إلى تبادل لإطلاق النار”.

وأضاف “الجيش العراقي تمكن من إخلاء الحاجز الأمني، غير أن العملية أسفرت عن إصابة عنصرين من الجماعة المسلحة، وعنصر من الجيش بإصابات طفيفة”.

توتر بين الجيش الحكومي ومليشيا حزب العمال الكردستاني “بي كا كا” في سنجار

وفي تشرين أول 2020، وقعت حكومتا بغداد وأربيل، اتفاقًا يقضي بحفظ الأمن في قضاء سنجار من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات إقليم كردستان (شمال)، لإخراج الجماعات المسلحة غير القانونية.

وينص الاتفاق أيضا، على إنهاء وجود منظمة “بي كاكا” الإرهابية في قضاء سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة بها في المنطقة.

وحتى الآن لا يزال عناصر منظمة (بي كاكا) يتواجدون في قضاء سنجار، خلافا لبنود الاتفاق بين بغداد وأربيل، وفق تصريحات سابقة لقائم مقام قضاء سنجار محما خليل.

وكانت “بي كاكا” أوجدت لها موطئ قدم في نينوى وخاصة قضاء سنجار غربي المحافظة، عند اجتياح تنظيم داعش للمنطقة صيف 2014، وأنشأت هناك ما يسمى “وحدات حماية سنجار”.

وقال الخبير العسكري التركي، إسماعيل حقي بيكين، أن “أهداف عملية قفل المخلب تم تحديدها منذ زمن بعيد”، مشيرًا إلى أن التسمية الخاصة بها تأتي من نية الجيش التركي إقفال المناطق المستهدفة بشكل أساسي أمام أي نشاط لحزب العمال”.

وأضاف “القفل يعني أن مرور حزب العمال الكردستاني لن يكون ممكنا بعد الآن”، في إشارة منه إلى مناطق متينا وزاب وأفشين- باسيان.

وتطرق إلى “نقطة مهمة”، بحسب تعبيره، وهي أن جزء من العملية الحالية قد يكون مرتبطا بضرورة “تأمين أنابيب النفط والغاز في شمال العراق باتجاه تركيا”، مضيفًا “يجب ضمان الاستقرار حتى يمر الغاز الطبيعي”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى