أخبار الرافدين
محمد الجميلي

ويحك أيها الخجل.. أين حمرتك؟!

استذكر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي صولات منظمة بدر الجهادية في ذكرى تأسيسها، ومنها صولتها ضد النظام الديكتاتوري كما قال، وكيف حولت النظام إلى ديمقراطي؛ ولنا صولة بعدة نقاط على صولة الحلبوسي ورفاقه في فيلق بدر الإرهابي:
1- هذا التمجيد للإرهابيين دأب عليه ممثلو السنة في العملية السياسية، وهو ضريبة قبولهم شركاء بوظيفة ديكور في النظام الطائفي الدموي منذ عام 2003 وحتى اليوم، وقد سبق الحلبوسي بهذا التمجيد والثناء سليم الجبوري الذي كان يجلس جوار الحلبوسي في احتفالية بدر، ولم ننس قولته المخزية عن الإرهابي هادي العامري حين وصفه بابن العراق البار، ثم لم ينفعه هذا التملق، وها هو خارج العملية السياسية التي أصبحت أكسير حياتهم ولا غنى لهم عنها.

2- حديث الحلبوسي عن صولة منظمة بدر ضد النظام الديكتاتوري قبل أربعين عامًا كما قال، طمس لحقيقة الاحتلال الذي نصبهم حكامًا على العراق، ولا يفهم منه إلا قتال العامري ورفاقه في فيلق بدر ضد الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، والتي كان يقاتل فيها فيلق بدر مع الحرس الثوري الإيراني، وتحت لواء خميني عدو العراق وأهله، وفي هذه الحرب قال العامري قولته المعروفة: “نحن مع الإمام حتى آخر قطرة دم، الإمام إذا يقول حرب حرب وإذا يقول صلح صلح”. فبأي منطق يفتخر رئيس السلطة التشريعية التي تمثل الشعب -بحسب ديمقراطيتهم- بمجرم قاتل جيش العراق مع عدو خارجي؟!
3- هل كانت صولة فيلق بدر الإرهابي ضد داعش كما يقول الحلبوسي، أم هي في الحقيقة ضد أهالي المحافظات المنكوبة، حيث قتل منهم عشرات الآلاف -في الموصل لوحدها ما يقرب من ثلاثين ألف قتيل- وشرد الملايين في مخيمات النزوح، واختطف آلاف الرجال ولم يعثر على واحد منهم حتى اليوم، على الرغم من المناشدات المتكررة من ذوي المغيبين، والتقارير العديدة من المنظمات الحقوقية التي تطالب بالكشف عن مصيرهم، ناهيك عن تدمير هذه المدن وتخريب البنى التحتية فيها، وترك النازحين لمصيرهم بدون أي مساعدات حقيقية تغيثهم من شظف العيش.
4- طبعًا لم يخل كلام الحلبوسي من أشياء صادقة وصحيحة، فقد تحدث عن الانسداد السياسي، وأزمة الثقة بين الشركاء، وعدم وجود شيء اسمه دولة، وهذه أمور نعلمها ويعلمها الشعب كله، وهو إنما يقولها شاكيًا من الهجوم الكبير الذي يتعرض له من أحزاب الإطار التنسيقي وفيهم صاحب الدعوة العامري، حيث بلغ الأمر أعلى درجات التشهير والتهديد بعد تحالفه مع الصدر ومسعود، واتهامهم بشق الصف الشيعي، ومليشيا كتائب حزب الله مازالت تخيم على تخوم الكرمة حيث مسقط رأسه، بانتظار أوامر إيرانية باقتحامها وهدم قصره الأبيض على رأسه إن تطلب الأمر، ويظل اعتراف الحلبوسي وغيره بعدم وجود دولة، تحصيل حاصل لنظام طائفي ودموي وفاسد وفاشل.
5- إن ما يفعله ساسة السنة وما يقولونه في كل مناسبة، بمثابة حجر في أفواه الناعقين الذين زينوا للناس انتخاب هؤلاء، من أجل تحصيل حقوقهم وتفريج كربهم، ومنهم أصحاب عمائم جعلوا من منابرهم وصفحاتهم شركة دعاية، خلطت الحابل بالنابل، كي تدفع الناس دفعًا للمشاركة في مسرحية الانتخابات، وأوصلوا ذلك لدرجة الفرض والواجب، فماذا عساهم يقولون الآن وهم يسمعون مثل هذا الكلام، الجواب؛ لن يقولوا شيئًا، وسيدسون رؤوسهم في الرمال، وكأنهم ما سمعوا ولا رأوا، وربما أوّل بعضهم ذلك بالمصلحة، وهم بارعون في التأويل والتضليل، وتاركون لأمر عظيم أوجبه القرآن الكريم: (فاعتبروا يا أولي الأبصار)، وهم في كل مرة لا يعتبرون، وفي غيهم سادرون، ولو كان شكسبير حيًا لصاح بهم: ويحك أيها الخجل، أين حمرتك؟!

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى