أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مسلمو فرنسا يتنفسون الصعداء بعد هزيمة اليمينية المتطرفة لوبن

مارين لوبن أعلنت عن تشددها تجاه المهاجرين، وحظر الحجاب واستبعاد الأجانب من المساعدات الاجتماعية، وتضييق الخناق على الفرنسيين المسلمين

باريس- تنفس مسلمو فرنسا الصعداء بعد فوز الرئيس إيمانويل ماكرون بولاية ثانية، أمام منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن، في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، التي جرت الأحد.

ووفق نتائج أولية أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية، حصد ماكرون (44 عاما)، 58 بالمائة من الأصوات مقابل 42 بالمائة لمنافسته لوبن (53 عامًا)، ليصبح بذلك أول رئيس فرنسي يحظى بولاية ثانية منذ عشرين عامًا.

ماكرون أول رئيس فرنسي يحظى بولاية ثانية منذ 20 عامًا

وشكلت الانتخابات لحظة فارقة في حياة الكثير من الفرنسيين والمهاجرين المسلمين الذين تخوفوا من وصول اليمين المتطرف إلى رئاسة الإليزيه، فقد خصصت لوبن، جزءًا كبيرًا من حملتها الانتخابية لمواضيع الهجرة والإدماج الاجتماعي للمهاجرين والمسلمين.

كما أعلنت عن تشددها تجاه المهاجرين غير النظامين وطالبي اللجوء، وسعت لحظر الحجاب واستبعاد الأجانب من المساعدات الاجتماعية، وغيرها من القوانين التي تزيد من تضييق الخناق على الفرنسيين المسلمين والمهاجرين عمومًا.

ووفق أرقام المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي (حكومي) لعام 2021، يوجد 7 ملايين مهاجر في فرنسا، بينهم 2.5 مليون حصلوا على الجنسية الفرنسية، فيما يغيب إحصاء رسمي عن عدد المسلمين بالبلاد، الذي تقدره جهات غير رسمية بنحو 5 ملايين، مثل “مرصد العلمانية” الفرنسي.

وفي أحاديث متفرقة مع وكالة الأناضول، أعرب عدد من المهاجرين والفرنسيين المسلمين عن ارتياحهم وفرحهم جراء فوز ماكرون بالرئاسة، على الرغم من وجود “تخوفات” على مستقبلهم بالبلد.

وقال محمد (42 عامًا)، مهندس معلوماتية وصاحب مقاولة ناشئة بالعاصمة باريس “تجمدت أمام التلفاز أنتظر النتيجة، مرت الدقائق الأخيرة طويلة جدا”.

وأضاف “كنت متابعًا جيدًا لتفاصيل الحملات والتحليلات الإخبارية، كلها كانت تقول إن لوبن أصبحت لها شعبية كبيرة وقد تصنع المفاجأة لأن فئة واسعة من الفرنسيين غير راضين عن ماكرون”.

وأضاف مفضلًا عدم ذكر اسم عائلته “للأسف لم أصوت لبرنامج بل صوتت للمشاركة في منع لوبن من تحقيق الفوز، وأحس نسبيًا بالرضًا”.

من جهتها، عبّرت التونسية زينب (25 عامًا)، التي تعيش بمدينة ليون (جنوب شرق) بطريقة غير نظامية، عن سعادتها بخسارة مرشحة اليمين المتطرف لوبن.

وأفادت بأنها تعيش في فرنسا منذ خمس سنوات، مضيفة “سرنا في مسيرات طويلة للمطالبة بتسوية وضعيتنا وبيننا فرنسيون أبا عن جد يدعموننا ويحاولون مساعدتنا”.

وأردفت “فرنسا ليست بالسواد الذي ترسمه لوبن ولا أظن أن فرنسا تستطيع الاستغناء عن المهاجرين، نحن نشكل يدا عاملة قوية”.

أما التونسية سارة (29 عامًا)، الممرضة المساعدة في ليون، فقالت إنها كانت متأكدة من فوز ماكرون ولو بنسبة ضئيلة، مضيفة “لقد تبادلنا التهاني أمس، فوز ماكرون لا يعني الفرنسيين فقط”.

وأضافت مفضلة عدم ذكر اسم العائلة “في كل مرة كانت تتحدث لوبن عن برنامجها المتشدد وتحديدًا الصعوبات التي تنوي وضعها أمام الملتحقين بأسرهم في فرنسا، كنت أدعو ألا يتحقق مرادها لأنني التحقت بزوجي إلى فرنسا بعد انتخاب ماكرون رئيسا بشهور قليلة في عام 2017″.

وتابعت “لم أستطع التصويت لأنني لا أحمل الجنسية الفرنسية، لكن كل أصدقائي الفرنسيين صوتوا لماكرون، كنت أعلم أنها (لوبن) ستفشل وإن حاولت تلميع صورتها، فأفكار اليمين المتطرف هي نفسها منذ سنوات”.

أما التاجر الفرنسي من أصول مغربية، هشام ودغيري (35 عامًا)، والمقيم في ليون، فقال “كنت أفكر فعليًا في الرحيل إن صعد اليمين المتطرف في فرنسا”.

وتابع “ترتدي زوجتي الحجاب وتعبر دائما عن رفضها لفكرة إزالته رضوخا لطموحات لوبن في حظره بالأماكن العامة”.

وأوضح “لهذا قررنا، أنا وزوجتي أن نهاجر إلى كندا أو أي بلد آخر يحترم الحريات الشخصية في حال فوز لوبن، وأظن أن العديد من الفرنسيين المسلمين فكروا مثلنا”.

وأضاف “صوتنا لمرشح اليسار جون لوك ميلانشون في الجولة الأولى لأنه الوحيد الذي دافع عن المسلمين والمهاجرين، سواء كانوا فرنسيين أو لا”.

وحلّ ميلانشون، مرشح حزب “فرنسا الأبية”، المعروف بدعمه للمهاجرين، ثالثا بـ21.95 في المئة من الأصوات خلال جولة الرئاسيات الأولى، التي جرت في العاشر من نيسان الجاري، وحصل فيها ماكرون على 27.84 بالمئة، ولوبن على 23.15 بالمئة.

واستدرك “وبعدها لماكرون في الجولة الثانية لأنه الحل الوحيد لردع لوبن، ويبدو أنه فهم الرسالة وأتمنى أن يتذكر ما جاء على لسانه في خطاب النصر الأحد، نحن صوتنا له ضد برنامج لوبن”.

وفي خطاب النصر، الذي ألقاه ماكرون مساء الأحد في باريس، خاطب مناصريه قائلا “بالنسبة لأولئك الذين صوتوا لي، ليس لدعم أفكاري ولكن لمنع أفكار اليمين المتطرف، فإن تصويتكم يلزمني، الليلة لم أعد مرشح معسكر واحد، بل رئيس الجميع”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى