أخبار الرافدين
تقارير الرافديندولية

التمييز والكراهية ضد المسلمين تتزايد في المجتمع الأمريكي

أكثر من ستة آلاف شكوى خلال عام لمسلمين أمريكيين متعلقة بالهجرة والتمييز في السفر والتجاوزات الحكومية والتحيز والكراهية وحقوق الحجز القضائي والحوادث المدرسية.  

واشنطن- قال تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، إن حوادث التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة زادت 9 بالمئة في 2021، مقارنة بالعام السابق له.

وعقد مسؤولون من “كير” مؤتمرا صحفيا لنشر نتائج التقرير الذي حمل عنوان: “لا يزال مشتبها فيه: تأثير الإسلاموفوبيا الهيكيلية”.

ووفق التقرير، فإن المجلس تلقى 6 آلاف و720 شكوى من عموم البلاد العام الماضي تتعلق بجملة قضايا، بما فيها الهجرة، والتمييز في السفر، والتجاوزات الحكومية ووكالات إنفاذ القانون، وحوادث التحيز والكراهية وحقوق الحجز القضائي والحوادث المدرسية وحوادث حرية التعبير.

وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي لـ”كير”، في مؤتمر صحفي، إن “هذا يمثل أكبر عدد حالات أبلغ عنها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية منذ 27 عاما. هذا أمر ينذر بالخطر”.

وأضاف عوض أن “التقرير واضح وغني عن الشرح والبيان، إن الإسلاموفوبيا ظاهرة هيكلية ومشكلة عميقة في مجتمعنا”.

وأوضح أن “الإسلاموفوبيا أصبحت ظاهرة سائدة في الولايات المتحدة، وشقت طريقها إلى المؤسسات الحكومية والمجال العام من خلال القوانين والسياسات والخطاب السياسي ومظاهر أخرى”.

وبحسب التقرير، تلقت المجموعة 2823 شكوى متعلقة بالهجرة والسفر، و745 متعلقة بالتمييز في أماكن العمل، و553 حول التمييز في الأماكن العامة، و679 بخصوص تجاوزات الحكومة ووكالات إنفاذ القانون، و308 بشأن حوادث الكراهية والتحيز.

كما تلقت المجموعة 278 شكوى بشأن حقوق الموقوفين، و177 عن حوادث مدرسية، و56 ضد حرية التعبير عن مناهضة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات “BDS”، و1101 شكوى عامة.

ووجد التقرير أن هناك زيادة 55 بالمئة في شكاوى تجاوزات الحكومة ووكالات إنفاذ القانون عام 2021، في حين كانت هناك زيادة 28 بالمئة في حوادث الكراهية والتحيز التي تضمنت الخلع القسري للحجاب، والمضايقات.

وأعرب عوض عن اعتقاده بأن الحكومة الأمريكية يمكن أن تكون جزءًا من الحل في مكافحة الإسلاموفوبيا.

وقال “إننا نحث الكونغرس اليوم على اعتماد تشريع يجعل التمويل الفيدرالي لوكالات إنفاذ القانون المحلية مرهونا بتوثيق تلك الوكالات جرائم الكراهية والإبلاغ عنها لقاعدة البيانات الوطنية لمكتب التحقيقات الفيدرالي”.

واعتبر أن من شأن ذلك “توفير حافز لإنفاذ القانون المحلي لأخذ تهديد الإسلاموفوبيا على محمل الجد”.

وسبق وان رسمت ندوة أقيمت في إسطنبول، مسارا لمكافحة ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، بمناسبة تخصيص الأمم المتحدة يوما لهذا الغرض.

وحملت الندوة عنوان “العالم الإسلامي والإسلاموفوبيا ماذا بعد قرار الأمم المتحدة”، وأقامها عبر اتصال مرئي مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية (إسطنبول)، بالتعاون مع منظمة نجدة لحقوق الانسان.

ودعا المفكر الإسلامي القطري جاسم سلطان، خلال الندوة، إلى مكافحة “الإسلاموفوبيا” عبر “تغيير الصورة الذهنية للمسلم في العالم بإصلاح صورته كمستضعف لا فائدة منه”.

وكذلك “العمل على تعديل ثقافتنا التي تثير قلق المجتمعات الأخرى، من خلال التعبير عن مضمون الدين الحضاري وليس الدين الغاضب”.

وحث على “كسر عزلة المسلمين عن المجتمعات الأخرى، وتعلم فنون بناء جسور مع المجتمعات الأخرى، لا سيما مع النخبة”.

وحذر من “الاحتفاء بالدراسات التي تروج لفكرة سيطر المسلمين؛ لأنها تثير تخوف المجتمعات الغربية وتضخم ظاهرة الإسلاموفوبيا”.

وقال سلطان إن “الخوف واقع تاريخي أدى إلى الشعبوية في كل المجتمعات”.

وتابع أن “التخويف من الآخر يؤدي إلى انتهاك والانتهاك يؤدي إلى قضايا أخرى، كالعنف الجسدي والتهجير والاعتقال”.

ودعا إلى التمييز بين الدين والتدين، فالدين يبدي قيما عالية ووظيفته المساواة والعدل بين الناس، بينما التدين قد يحمل معه آفات الإنسان ويوظفه من أجل أهداف سياسية.

فيما أشاد مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي بقرار الأمم المتحدة تحديد يوما عالميا لمكافحة “الإسلاموفوبيا”.

وفي السادس عشر من آذار الماضي، وافق أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع (193 دولة) على اقتراح باكستان جعل 15 آذار يوما سنويا لمكافحة الإسلاموفويا.

وينص القرار على الدعوة إلى “تنظيم ودعم مختلف الأحداث البارزة التي تهدف إلى زيادة الوعي بفاعلية على جميع المستويات في مكافحة الإسلاموفوبيا”.

وشدد أقطاي على أن الكراهية ضد الأديان تعد “جرائم”.

وقال إن “الخوف من المسلمين والإسلام يسبب انتهاك حقوقهم، وسكوت المجتمع الدولي عنه يعتبر ازدواجية في المعايير”.

وتابع “الخوف أمر طبيعي، لكن تحريض الخوف ضد المسلمين يسبب كراهية، وهذا يعد جريمة”.

وأكد أن “الإسلام بطبيعته لا يسبب الخوف، بل هو سبب لقيام الحضارات”.

وأردف “بل أن المسلمين لديهم أسباب كثيرة للخوف من الصهاينة والمحتلين الذين اغتصبوا أراضيهم وانتهكوا أعراضهم وأوطانهم وقتلوا وسفكوا دمائهم، ومع ذلك المسلمون لم يستهدفوا أحدا”.

وأبدى أقطاي استغرابه من “تخوف القوي من الضعيف، فالمسلون اليوم مستضعفين في الأرض، ومع ذلك نرى ظاهرة الإسلاموفوبيا من الدول التي تملك الأسلحة وأدوات القتال والمجازر، وهذا ليس من العدل”.

واستنكر “الخوف من الإسلام في أرض المسلمين أنفسهم، ما يجعل بعض الأنظمة السياسية تمارس انتهاكا ضد حق التجمعات الإسلامية”.

وأضاف “بل إن دماء المسلمين تُسفك في بلاد المسلمين وتُنتهك أعراضهم أكثر من الغرب، وهذا عار على المسلمين”.

وشدد على أن “الإسلام وحقوق الإنسان لا يتجزآن، فسجن المسلم دون حق هو انتهاك لحقوق الإنسان”.

ودعا إلى “التركيز على الانتهاكات ضد المسلمين في بلاد الإسلام قبل اتهام الغرب، فالمسلم يجب أن يُعزز في بلده”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى