أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

إيران تغرق العراق بالمخدرات لتعزيز نفوذها وتدمير نسيج المجتمع العراقي

تمر عبر محافظتي ميسان والبصرة مواد الكريستال والحشيشة المهربة من إيران، وتتصدران المدن الأكثر تهريبًا للمخدرات إلى المناطق الأخرى.

بغداد- الرفدين

يهدد تعاطي المخدرات المجتمع العراقي بعد انتشارها بشكل مخيف وبدأ تداولها في المناطق والمدارس والمقاهي في ظل غياب الخطط الحكومية لمكافحة هذه الظاهرة، وتغاضي القوات الحكومية عن ملاحقة تجارها خوفًا من الانتقام.

ويتوقع أن تصل نسبة المتعاطين في السنوات المقبلة إلى 70% من عدد السكان، وسط اتهامات قوى سياسية ومنظمات المجتمع المدني لإيران بإغراق العراق بالمخدرات، فيما لا تظهر السلطات الحكومية موقفًا حازمًا من مصدر تلك الكميات الواردة من إيران.

وأعلنت وزارة الداخلية الحالية الأحد، عن دخول أكثر من 8 ملايين حبة مخدرة إلى بغداد مؤخرًا في أكبر كمية للمخدرات خلال الربع الأول من العام الحالي.

وتطور الأمر إلى استخدام طرق متعددة لدى تجار المخدرات، باستخدام الحيوانات النافقة والطائرات المسيرة في نقل المخدرات.

والغريب بالأمر ظهور نساء متاجرات بالمخدرات، مما يدل على تسللها إلى عمق المجتمع بشكل خطير وممنهج.

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين في أربيل تأكيدهم أن إيران أصبحت المصدر الرئيس لواردات المخدرات إلى شمال العراق والمهربة إليها عبر الحدود من محافظتي البصرة والسليمانية.

وقال مدير عام مديرية مكافحة المخدرات، مازن كامل، إن ميسان والبصرة الأكثر تهريبًا للمخدرات إلى المناطق الأخرى، مبينًا أن هاتين المحافظتين تستقبلان مواد الكريستال والحشيشة من إيران، وتحدث عن جهود مع بعض دول الجوار أدت إلى تفكيك شبكات عالمية.

وأشار كامل، إلى أن المواد التي تأتي إلى هاتين المحافظتين هي الكريستال في أكثر الأحيان إضافة إلى الحشيشة عن طريق إيران.

وأضاف أن التهريب من الجانب الإيراني يكون ايضًا إلى إقليم كردستان وخصوصًا مادة الهيروين، وقد ضبطنا قبل مدة 15 كغم من هذه المادة معدة للتهريب من العراق إلى تركيا.

وأكدت وزارة الداخلية القبض على 11 ألف تاجر ومتعاطي للمخدرات من بينهم 5 آلاف يتعاطون أنواع مختلفة من الحبوب المخدرة، مشيرة إلى أن نسبة الأدمان على المخدرات بين صفوف الشباب والمراهقين وصل إلى 50% في بعض المدن، الأمر الذي يهدد بتدمير المجتمع العراقي.

ويقول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقرير أصدره في شهر شباط، إن مخدرات الكرستال تعتبر المخدر الأخطر والأكثر انتشارًا في العراق محذرًا من أنه بدأ يصنع سرًا داخل العراق بعد أن كان يهرب سابقًا من إيران.

وأضاف أن العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 أصبح ممرًا لتهريب المخدرات الإيرانية.

وتقول مصادر أمنية، إن القوات الحكومية تتجنب التعرض إلى معظم تجار المخدرات، خوفًا من ملاحقتهم واستهداف ذويهم.

ويمتلك أغلب تجار المخدرات هويات تعريفية رسمية تابعة لأماكن حساسة في الدولة تسهل عملية تحركاتهم من مكان لآخر دون محاسبة.

الميليشيات تحمي تجار المخدرات أمام أنظار القوات الحكومية

وفي مطلع العام الجاري اندلعت اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية وعصابات تجارة المخدرات بمنطقة حي العروبة في مدينة الديوانية بمحافظة القادسية أدت إلى مقتل ضابط في مكافحة المخدرات إثر إطلاق ناري من قبل أحد المطلوبين.

ويتهم مراقبون الأحزاب وميليشياتها المهيمنة على السلطة بالتنسيق مع تجار المخدرات وحمايتهم مقابل الحصول على أموال طائلة تدرها تلك التجارة في بلد يعاني من ضعف قبضة القانون أمام نفوذ الأحزاب والميليشيات.

وقال الكاتب السياسي جاسم الشمري إن “هناك أطراف سياسية داخل وخارج العراق تحاول تفكيك المجتمع العراقي عن طريق نشر المخدرات في البلد”.

وأضاف الشمري في تصريح لقناة “الرافدين” إن “حالة البطالة والفقر المتفاقمة في البلاد أدت إلى تزايد تعاطي المخدرات بين فئة الشباب”.

وشدد على أنه لا يمكن تجاهل آفة المخدرات عند الحديث عن الانتحار، حيث يعاني نصف شباب العراق من انتشار كارثة المخدرات، التي تفقد الإنسان القدرة على التحكم بقراراته المصيرية، ومنها الحياة، أو الانتحار.

وتواجه الميليشيات والأحزاب الموالية لإيران اتهامات العراقيين بالوقوف وراء تهريب وتجارة المخدرات التي تدمر نسيج المجتمع العراقي.

وتشير تقارير طبية عراقية إلى أن عناصر الميليشيات هم الأكثر تعاطيًا للمخدرات في البلاد.

وأكدت منظمة “عراق خالي من المخدرات” عدم قدرة المتعاطين في العراق على علاج أنفسهم مع قلة المستشفيات المتخصصة بعلاج حالات الإدمان.

وأضافت المنظمة أن غالبية الشباب المتعاطين لا يملكون القدرة على علاج حالاتهم كما وأنهم لا يفصحون عنها خشية الملاحقة القانونية.

وأكد أطباء في مستشفى ابن الرشد ببغداد أن المستشفى غير متخصصة في علاج مدمني المخدرات، حيث تمتلك ردهة واحدة لا تتجاوز سعتها 70 سريرًا، لافتين إلى أن قلة التخصيصات أعاقت إنجاز مستشفى مخصص لمتعاطي المخدرات.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى