أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

الحلبوسي في طهران للحفاظ على منصبه في بغداد

محمد الجميلي: لا خيار أمام الحلبوسي بعد أن نغصت عليه إيران وميليشياتها حياته السياسية، إلا استلام التوجيهات من مركز القرار كالعادة.  

بغداد – الرافدين

عزت مصادر سياسية عراقية زيارة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الى إيران، إلى محاولة لتخفيض الضغوط المتصاعدة علية من قبل أحزاب إيران في العراق بعد تحالفه مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وذكرت المصادر في تصريح لقناة “الرافدين” “مع إن الزيارة مجدولة مسبقا، وتأجلت من قبل، إلا أن الحلبوسي عجل بالقيام بها في هذا التوقيت، بعد أن شعر ان موقعه في رئاسة البرلمان صار مهددا”.

وتدفع قوى الإطار التنسيقي المنضوية تحته الميليشيات الولائية، الى تفكيك التحالف الثلاثي بين التيار الصدري، بقيادة مقتدى الصدر، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وتحالف السيادة الذي يضم كتلتيْ رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وخميس الخنجر.

ومثلت عودة علي حاتم سليمان أحد شيوخ محافظة الانبار وأشد خصوم الحلبوسي، ورافع العيساوي الذي تقلد مناصب وزارية في حكومة نوري المالكي، صفقة سياسية، تديرها أحزاب إيران في العراق، للتأثير على تحالف التيار الصدري مع الحلبوسي.

ويرى مراقبون سياسيون أن عودة سليمان “بعثرت” خطط التحالف الثلاثي، ووصف آخرون عودته وغيره بـ “بيادق الشطرنج السُنّية الجديدة التي قررت إيران أن تلعب بها” ضد التحالف الثلاثي.

وكان الحلبوسي قد لوّح، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بمراجعة موقفه من المشاركة في العملية السياسية الجارية بشكل كامل.

وقال “سنتخذ مواقف جدية من مجمل المشاركة في العملية السياسية، نظراً لتحكّم المسلحين الخارجين عن القانون، وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة، وإضعاف القانون، والعبث بالنسيج الاجتماعي، إذ لا يمكن أن تُبنى دولة دون العدل والعدالة، ولا يُحترم فيها حق المواطن بالعيش الكريم”.

غير ان غالبية المراقبين يرون ان تهديد الحلبوسي لا أهمية له، لأنه بالأساس وضع في منصبه بموافقة “لصوص الدولة” وبترتيب إيراني في عملية محاصصة على المغانم.

وقال الإعلامي محمد الجميلي في تعليقه على تهديد الحلبوسي “منذ تشكلت ما يسمى بالعملية السياسية على يد بول بريمر، كانت بلا ثوابت وبلا أخلاقيات”.

وكتب الجميلي في تغريدة على حسابه على تويتر “الحلبوسي إلى طهران مرة أخرى، ولكن هذه المرة في طقس مختلف، عواصف شديدة تضرب العملية السياسية في العراق، وبعد أن نغصت عليه إيران وميليشياتها حياته السياسية، من إعادة خصوم باحثين عن موقع في حلبة الصراع، وليس أمامه إلا استلام التوجيهات من مركز القرار كالعادة”.

فيما وصف مصدر صحفي في تصريح لـ “الرافدين” خضوع الشخصيات السياسية والعشائرية للابتزاز الإيراني من أجل المصالح السياسية والشخصية الأنانية، أقصى درجات انهيار الوطنية.

ويندفع الحلبوسي باتجاه إيران، مستمرا في نفس التنازلات التي قدّمها منذ تقلده منصب محافظ الأنبار عام 2014 ثم عضوا في البرلمان العراقي إلى أن تم اختياره، بدعم من الأحزاب الموالية لإيران، رئيسا للبرلمان في الدورة السابقة 2018 كمفاجأة فُضّل فيها على منافسه رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي ووزير الدفاع الأسبق خالد العبيدي.

وكتب الصحفي كرم نعمة أن “تجربة الحلبوسي المرتبطة بعمره تساعدنا على فهم أنه يصعب عليه استلهام القيم التاريخية في الوطنية العراقية، خصوصا تلك التي لم يعشها وذلك ليس ذنبه في كل الأحوال، فالرجل كان عمره سبعة أعوام عندما انتهت الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، فلم يعش بوعي ذلك التاريخ الفاصل في تاريخ بلاده إلا بما يقرأه ويروى له، وهو في كل الأحوال لا يكفي. وهذا يفسّر لنا علاقة تبادل المنفعة للحلبوسي مع أحزاب إيران في العراق”.

وترى أوساط سياسية عراقية أن البلاد مقبلة على صراع خصوصًا في محافظات غرب العراق يصب في صالح المشروع الإيراني في العراق، وأن المؤشرات الأولية التي تعدها إيران مع ميليشياتها في العراق، تشير إلى إعداد مشروع سياسي لعلي حاتم ما بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين في بداية صراع على الزعامة مع الحلبوسي.

وظهرت أولى مؤشرات ذلك التنافس بعد فصل تحالف “تقدم”، النائب ليث الدليمي، من صفوفه، إثر الأنباء التي تحدثت عن لقاء جمعه بسليمان خصم الحلبوسي اللدود، بمجرد عودته إلى بغداد.

وعدّ محلل سياسي عراقي أن نوري المالكي بوصفه صانع أزمات يهرب بها إلى الأمام، نجح لحد الآن وبتعليمات إيرانية، في استغلال ملف عودة سليمان والعيساوي إلى بغداد لأغراض المزايدات السياسية، وإرباك تحالف الصدر والحلبوسي.

ووصل الحلبوسي، صباح الاربعاء، الى العاصمة الإيرانية طهران برفقة وفد نيابي.

والتقى رئيس مجلس النواب بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف.

وسيلتقي الحلبوسي ضمن جدول الزيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والأمين الأعلى للمجلس القومي الإيراني علي شمخاني، إضافة الى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني.

وقبل توجهه إلى طهران زار الحلبوسي محافظة أربيل برفقة زعيم تحالف السيادة خميس الخنجر، والتقيا بزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني.

وترى مصادر سياسية عراقية أن خطة تفتيت تحالف الصدر مع الحلبوسي والبارزاني أعدت في طهران بإدارة السفير الإيراني السابق حسن دانائي فر، الذي كان فاعلًا في بغداد حين تشكلت حكومتا المالكي وحيدر العبادي.

وتأتي زيارة الحلبوسي الى طهران بعد ساعات من الاخبار التي تحدثت عن انشقاق نواب من تحالف السيادة.

وقال علي الزبيدي عضو تحالف الفتح برئاسة زعيم ميليشيا بدر هادي العامري إن “أكثر من عشرة نواب من تحالف السيادة انسحبوا من الاخير والتحقوا بالاطار التنسيقي”، موضحا ان “اي تفكك في تحالف انقاذ وطن حتما سيؤثر في المعادلة الرقمية التي تغير كثيرا في قواعد المعادلة السياسية المتحكمة في المشهد العراقي”.

الا ان تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر، نفى الحديث عن تشظي وانقسام مكونات التحالف وانسحاب بعض نوابه والتحاقهم بالإطار التنسيقي.

وقال النائب عن حزب “تقدم” يوسف فرج السبعاوي إن “تحالف السيادة متماسك أكثر من ذي قبل ولا صحة لما يروج له البعض من انقسام او تشظي لمكونات التحالف”.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى