أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

السياسيون في العراق والتصريح حسب الطلب الإيراني!

مراقبون: تصريحات السياسيين في العراق تندرج في سياق التصريحات الدعائية فقط.

بغداد- الرافدين

قال زعيم ميليشيا بدر هادي العامري في كلمة له بمناسبة “يوم القدس العالمي”، الذي حدده الخميني في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان إن “كل المؤامرات التي تحاك ضد العراق يقف خلفها الكيان الصهيوني”.
وأضاف العامري قائلا إن “الكيان الصهيوني يعتقد أن الرايات التي ستحرر القدس هي الرايات القادمة من العراق، لذلك علينا أن نعرف قدر أنفسنا”

وتأتي كلمة العامري بعد أيام من دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وكشف الصدر أن تحالفه الثلاثي يعتزم عرض مقترح مشروع لـ”تجريم” التطبيع مع الكيان الصهيوني، للتصويت عليه في البرلمان.

وقال الصدر في تغريدة على تويتر إن “من أهم الأسباب التي دعتني إلى زج التيار الصدري في العملية الانتخابية مجددًا، هي مسألة التطبيع والمطامع الصهيونية بالهيمنة على عراقنا الحبيب”.

ولم تقتصر هذه المزايدات السياسية في ما يتعلق بفلسطين على العامري والصدر حيث قال رئيس الحكومة السابق، عادل عبد المهدي، إن “المبادرة التي أطلقها التيار الصدري بتأييد التحالف لتجريم التطبيع يجب التعامل معها بوجه إيجابي وبتفاعل كبير، بعيدًا عن المنافسات والمناكفات والحسابات السياسية، ويجب أن يتصدى الجميع لتبنّيها وتمريرها في مجلس النواب لتصبح ملزمة للحكومة والقوى السياسية والمؤسسات والمواطنين على حد سواء”.

وأضاف عبد المهدي “عندما نخسر القدس لا نخسر فلسطين فقط، بل نخسر أيضًا بغداد وأربيل والبصرة والأنبار، ونخسر القاهرة ودمشق والجزائر وتونس والرياض وصنعاء وطهران وأنقرة وبقية عواصمنا وبلداننا”.

وأشار إلى أن “تجريم التطبيع خطوة مهمة، خصوصًا في هذه الظروف الحساسة عراقيًّا وفلسطينيًّا وإقليميًّا ودوليًّا”.

وفي آذار الماضي اتفق الصدر ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، على تشكيل لجنة تقصي حقائق حول ذريعة وجود مقرات “إسرائيلية” في أربيل بعد ساعات من استهداف أربيل بـ12 صاروخًا إيرانيًا.

وجاء ذلك بعد أن تبنى الحرس الثوري الإيراني الهجمات، وقال إنه استهدفت ما وصفه بـ “المركز الإستراتيجي للتآمر والأعمال الخبيثة للصهاينة”.

وتندرج تصريحات السياسيين في العراق لاسيما الموالين لإيران بتوجهات طهران الدعائية في ما يتعلق بفلسطين والقدس وهو ما دأب عليه النظام الإيراني منذ ثورة الخميني عام 1979

ومنذ ذلك الوقت عمل نظام الخميني على بناء هياكل سياسية وعسكرية على شكل ميليشيات طائفية لها امتدادات جغرافية خارج حدود إيران

وعلى الرغم من أن المشروع الإيراني هو مشروع استراتيجي من حيث الشكل، إلا أن جوهره هو مشروع عقائدي يهدف إلى احتواء العالم الإسلامي بدوله ومجتمعاته، سعيًا لبناء المجال الحيوي الإيراني.

وقال قائد “الحرس الثوري” الإيراني حسين سلامي إن “إسرائيل تهيئ الظروف لتدميرها، وذلك خلال مسيرة بمناسبة الاحتفال بـ”يوم القدس”، الذي تم فيه استعراض لصاروخين باليستيين”.

إيران تستخدم القضية الفلسطينية كجسر لاستمرار احتلالها أربع دول عربية

ودائمًا ما يقتصر الرد الإيراني على القصف الصهيوني لمنشآتها على تصريحات وتهديدات للسياسيين الإيرانيين وقادة الحرس الثوري بضرب الكيان الصهيوني، بينما تكون الهجمات الإيرانية  في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

ويرى مراقبون أن القضية الفلسطينية حولتها إيران إلى جسر لاستمرار احتلالها أربع دول عربية وتدمير مجتمعاتها واقتصاداتها وقتل وتشريد شعوبها.

وقال الباحث في الشأن السياسي الدكتور هلال الدليمي “إن كل ماتقوله طهران عن تحرير القدس هو ضحك على الذقون والحقيقة أنها تعمل على إفراغ منطقة الشرق الأوسط من القوى التي تهدد وجود الكيان الصهيوني”.

وأوضحت الحكومة في العراق إن عرض مفهوم التطبيع مرفوض دستوريًا وقانونيًا وسياسيًا في الدولة العراقية، وأنها عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وتنص المادة 201 من قانون العقوبات العراقي الصادر سنة 1969على أنه “يعاقب بالإعدام كل من حبذ أو روج مبادئ الصهيونية بما في ذلك الماسونية، أو انتسب إلى أي من مؤسساتها أو ساعدها ماديا أو أدبيا أو عمل بأي كيفية كانت لتحقيق أغراضها”.

ومما يقوض الدعاوى الإيرانية عن حرصها على فلسطين وشعبها ودعواتها للتحرير هي الجرائم والفظاعات التي ارتكبتها الميليشيات الموالية لإيران ضد الجالية الفلسطينية في بغداد والاستحواذ على ممتلكاتها الخاصة كما أن إيران التي تملأ الفضاء بالجعجعة السياسية والضجيج الإعلامي لم تطلق طلقة واحدة باتجاه “إسرائيل” على الرغم من انتشار حرسها الثوري والميليشيات الموالية لها قرب “الحدود الإسرائيلية” في سوريا ولبنان لتبقى مواقف إيران فيما يتعلق بفلسطين مزايدات سياسية فارغة لا مشتري لها خاصة بعد انكشاف جرائمها في العراق وسوريا واليمن.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى