أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

عراقيون يفتقدون نكهة العيد وسط مخيمات النزوح وتجاهل الحكومة لأوضاعهم المأساوية

ارتفاع أسعار السلع والملابس عبء يثقل كاهل العراقيين ويسلب بهجة العيد من أطفالهم

بغداد- الرافدين

تتوالى الأعياد على العراقيين عامًا تلوى عام بفرحة غائبة وأحاسييس مفقودة للبهجة فأجواء العيد لم تعد كما في السابق فالأمان معدوم وآلاف المعتقلين في السجون، وأعداد كبير من سكان المدن المكنوبة يرزحون في مخيمات النزوح بعد أن شردتهم الميليشيات من مناطقهم، فالعراق منذ 2003 يعيش في دوامة من الأزمات أفقدت العيد مسرته التاريخية.
واختفت جل مظاهر العيد في العراق لأسباب كثيرة منها غلاء المعيشية الذي بات عبئًا يثقل كاهل العراقيين.

وأجبر الغلاء المتصاعد في العراق الكثير من الأسر الفقيرة على شراء الملابس المستعملة المعروفة شعبيًا باسم “البالة” التي شهدت رواجًا واسعًا مع ارتفاع أسعار الملابس الجديدة وتراجع القدرة الشرائية لكثيرين، نتيجة تراكمات تداعيات جائحة فيروس كورونا وخفض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار.
ويواجه المواطن البسيط الكثير من المشاكل الاقتصادية، بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبة تلبية احتياجات العائلة، مما يجعله أمام حيرة من أمره بين توفير الطعام والغذاء وشراء ملابس جديدة.

الأزمة الاقتصادية تجبر الأهالي على عدم شراء مستلزمات عيد الفطر المبارك

وقال تاجر المواد الغذائية إيهاب محمد إن “الاضطراب الاقتصادي واضح على السوق، وهناك ركود نسبي في الحركة التجارية لأسباب متعددة”.
وأضاف “أبرز تلك الأسباب أن الطبقة الفقيرة تكاد تخرج من قائمة المستهلكين بفعل العوامل الاقتصادية المتراكمة، مثل ارتفاع الأسعار وغياب المشاريع الاقتصادية لعدم إقرار الموازنة المالية، مما أضعف القدرة الشرائية لتلك الطبقة”.
وقال مراقبون إن “العام الحالي اختلف عن الأعوام السابقة، إذ طال ارتفاع الأسعار جميع المواد الغذائية والاستهلاكية”.
وأكدوا على أن “الظروف الحالية تحتم إيجاد حلول عاجلة مناسبة ترفع المعاناة عن المواطن”.
وعبر رواد منصات التواصل الاجتماعي عن سخطهم من غياب الدور الحكومي في معالجة أبسط المشاكل التي تواجه المواطن في حياته العامة فعقب هطول كميات ضيئلة من المطر في مدينة الموصل غرقت الأسواق والشوارع بالمياه بسبب البنية التحتية المتهالكة وغياب البلدية في تأدية دورها ليتساءل البعض عن كيفية التبضع والاستعداد لما تبقى من مناشط العيد.
وانتقد ناشطون فساد مشاريع الأحزمة الخضراء للمدن وعجز الحكومة عن القيام بها بعد عاصفة ترابية قوية ضربت عددًا من محافظات العراق جعلت الرؤية منعدمة في الشوارع، قائلين “هكذا استقبلت بغداد عيد الفطر 19 سنة من حكم الفساد والجهل والتخلف، كانت كافية لدمار الطبيعة والأرض والدولة”.
وأضافوا “حكم الفاسدين كفيل بتحويل العراق إلى صحراء قاحلة خالية من النبات وقتل المساحات الخضراء والاراضي الزراعية  كفيلة بإخلاء المدن من الأحزمة النباتية”.
وليس غلاء المعيشية وارتفاع أسعار السلع الأسباب الوحيدة التي يعاني منها المجتمع العراقي فمصيبة التغييب القسري والاعتقال يخيم على أسر كثيرة لا تعرف مصير أولادها.
وفي مقابلات حصرية مع قناة “الرافدين” قال ذوو المغيبين “نعيش أوقاتًا عصيبة فليس لدينا قوت يومنا منذ أن تم اختطاف أبنائنا واعتقال من يعيلوننا، فأصبح العيد لنا مناسبة نستذكر فيها أحزاننا”.
وأضافوا “الحكومة ظالمة فنحن لم نطلب منهم سوى إطلاق سراح معتقلينا الذين تم اعتقالهم بذرائع كاذبة”.
وأكدوا على أن الأعياد تمر عليهم ولا يستطيعون شراء الملابس لأطفالهم، فلا طعم للعيد بالنسبة لهم مع غياب أحبابهم.

فرحة العيد تغيب عن ذوي المعتقلين والمغيبين بعد اعتقال أبنائهم بحجج واهية

وقالت الأسر النازحة في لقاءات أجرتها قناة “الرافدين” معهم أثناء تغطيتها لأحوالهم في عيد الفطر المبارك “سنوات والأعياد تغدو علينا وتذهب ولا نشعر بها، الحكومة تتجاهل مطالبنا بتوفير المقومات اللازمة لعودتنا لمناطقنا، فحلم العودة لم يغب عن ناظرنا لكن واقع الحال يمنعنا من ذلك”.
وأردفوا قائلين “حياتنا قاسية، خيامنا ممزقة، فقدنا ممتلكاتنا لم يعد لدينا أموال لشراء الاحتياجات الأساسية لأسرنا، ولا نستطيع إدخال السرور في قلوب أبنائنا بأشياء يسيرة”.
وأضافوا “المسؤولون الحكوميون لم يقدموا لنا أي دعم ولم يوفروا لنا شيئًا وبتنا نقتات من المساعدات المقدمة من المنظمات الإغاثية ومن جهود الأهالي القريبين من مخيامتنا”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى