أخبار الرافدين
د.عبد الوهاب القصاب

المجتمع يحتاج قيادات جديدة

صعقت وأنا أراقب هرولة البعض من أبناء مناطقنا باتجاه المندوب السامي الإيراني في بغداد، بل باتجاه نوري المالكي طالبًا الصفح عن جرائم وذنوب لم يرتكبها، بل ألصقها به نفس من يهرول باتجاههم الآن.
تطهير الذيول من الذنوب أمر مستحسن، ولكن أن تطلب المعروف في غير أهله مجلبة للحسرة والندم.
نحن لا نطلب من الناس فوق ما يتحملون، لكن عليك أن تحسن اختيار من تريد أن تطلب منه معروفًا.
رب سائل يسأل لم يتراكض الناس باتجاه المالكي طلبًا للصفح، وسعيًا وراء إسقاط تهم يعلم الجميع أنها كيدية صنعها المالكي لهم ليوقع بهم، ومنهم من كان زميلًا له في حكوماته؟ كيف تثق بقضاءٍ كاد لك وأراد أن يوقع بك والحق عليك أن تشكو أنت هذا القضاء والتهم الكيدية.

كيف تثق بمن نبزكم بأنكم معسكر يزيد وهدم خيامكم على رؤوسكم وحمّلكم مسؤولية دماء سفكت قبل أربعة عشر قرناً؟ كيف ستجلس أمامه وماذا ستناقش معه، قضية جرف الصخر، أم جسر بزيبز، أم المنارة الحدباء، أم استباحة سامراء؟
تجابه السياسي في حياته السياسية عقبات كأداء وهفوات ومطبات، لكن عليه أن يعدها محطات لمجالدة النفس وتقوية العزيمة وليس استجداء إيرج مسجدي، لماذا كل هذا الانبطاح؟
طلع علينا ما يسمى بالإطار التنسيقي وهو الإطار الذي جمع أشتات المهزومين في العملية الانتخابية الأخيرة ومن لاذ بهم من ضعاف النفوس ببيان طائفي رافضًا الذهاب إلى خيار وطني جامع. بيان بائس يصر على التقسيم القسري للمجتمع العراقي على أساس عرقي وطائفي، ويصر على رفض نتائج العملية الانتخابية الأخيرة بطلب تشريع المحاصصة والهيمنة على منصب رئيس الوزراء باعتباره حقًا مكفولًا للشيعة، وألا تكون الكتلة الأكبر إلا كتلة شيعية، وأن يقنن لهذه الأشتات الفاشلة بأن تستولي على البلد وإلى الأبد.
السؤال هنا نوجهه لضعاف النفوس الذين هرولوا لطلب الصفح ومن ثم التحالف مع هذا الإطار المشوه، ماذا تقولون الآن وقد أصبحت أهداف هذا الإطار واضحة بشكل صارخ؟ هل من مجيب؟ أم ستخرس الألسن؟ وهو الأفضل لأن جواب الشعب سيكون: هؤلاء لن يمثلونا أبداً.
الشعب سيقول نحن بحاجة لقيادات جديدة خارج المطروح الآن قيادات جديدة سيفرزها الشعب العراقي كله بنضاله المشروع لتحقيق العدالة والاستقلال التام الناجز.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى