أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

  بشار الأسد يلوذ بعباءة خامنئي في طهران

لا يعول غالبية السوريين على مستقبل بلادهم في العلاقة مع إيران، ويرون أن مشروعها يسعى إلى إخراج سوريا من بيئتها العربية.

 

إسطنبول- الرافدين

ذكرت وكالة نور نيوز الإيرانية أن الرئيس السوري بشار الأسد زار إيران أقرب حليف إقليمي له والتقى بالزعيم الأعلى علي خامنئي في طهران الأحد.

وقالت الوكالة إن الأسد، الذي يزور طهران للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، التقى أيضا بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال زيارته.

ويجد المراقبون صعوبة في جمع مؤشرات سياسية واقعية في الإجابة على سؤال “من ينقذ سوريا من إيران؟” ويقولون إذا كان الوجود الإيراني في سوريا أقل إلى حد ما من الاستحواذ الإيراني على سلطة القرار في العراق ولبنان. فإنه أيضًا مستمر لتنفيذ المشروع الإيراني في المنطقة.

ومع زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق في آذار الماضي، فإن سؤال إنقاذ سوريا من المشروع الإيراني تردد بقوة كي لا تتحول دمشق إلى بيروت حزب الله وبغداد الحشد الشعبي.

ويجمع المراقبون على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن ينسى الدعم الإيراني بإرسال المرتزقة والميليشيات التي جمعها الحرس الثوري الإيراني ودربها مثل “فاطميون” و “زينبيون”، لتقاتل مع قواته إبان الثورة السورية، لكنهم يرون أن هناك قوى سورية داخل النظام لا تخفي قلقها من استمرار الوجود الإيراني في بلدهم وتأثيرها المستقبلي على طبيعة المجتمع السوري.

وتأتي زيارة الأسد إلى طهران مع تعهد القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي بانتقام إيران على الفور من قتل إسرائيل لأي من جنودها في سوريا.

وأعلنت طهران في الثامن من آذار الماضي مقتل جنديين إيرانيين قرب العاصمة السورية دمشق، في إثر قصف إسرائيلي لريف دمشق.

وأكد وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أن سوريا وإيران حريصتان على وجود أفضل العلاقات بين دول المنطقة.

وسبق وان استعاد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخطاب الإيراني التقليدي حيال سوريا والميليشيات الطائفية في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن بقوله: “نحن في خندق واحد وإيران تدعم سوريا قيادة وحكومة وشعبًا والعلاقات الاستراتيجية بين بلدينا تمر بأفضل الظروف، وستتم مناقشة ما يخدم مصلحة البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية”.

لكن حيال ذلك لا يعول غالبية السوريين على مستقبل بلادهم في العلاقة مع إيران، ويرون أن مشروعها الآيديولوجي في المنطقة يسعى إلى إخراج سوريا من بيئتها العربية، كما حدث في العراق. ويطالبون بإنقاذ دمشق من طهران رافضين أن تكون بلادهم نسخة من لبنان تحت سطوة حزب الله.

إلا أن فابريس بالانش الأستاذ المحاضر بجامعة ليون 2 والمختص في الشأن السوري. لا يرى أن بشار الأسد يمتلك هامش مناورة كبيرًا ولا يمكن له الانفصال عن طهران.

ويتفق غالبية المحللين السياسيين على أن النظام السوري هو نسخة طبق الأصل من حُماته الإيرانيين. ومن الصعوبة بمكان أن يستجيب في الوقت الحاضر للأصوات السورية الوطنية المطالبة بالاستقلالية عن القرار الإيراني.

وكان مدير المخابرات السوري علي مملوك، قد نقل تحيات الأسد للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال لقاء جمعهما في طهران، في الثامن والعشرين من شباط الماضي.

وأكد مملوك لرئيسي أن سوريا لن تنسى أبدًا دعم إيران لها في مواجهة من وصفهم بـ”الإرهابيين”، مشددًا على استمرار التعاون بين البلدين في هذا المجال.

وعرض مملوك خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني تقريرًا عن الوضع الأمني في أنحاء سوريا، كما شكر جهود إيران في دعم سوريا لـ”اجتياز الأزمة الأمنية والتصدي للإرهاب بفضل الجهود المشتركة للحكومة والشعب والقوات المسلحة، والدعم الفاعل الذي تلقته من الدول الصديقة”.

وفي كل ذلك يصعب على المراقبين جمع مؤشرات سياسية قريبة للحد من الدور الإيراني المتصاعد والمستمر في سوريا.

ويرى الكاتب اللبناني خيرالله خيرالله، أن ما بدأ بثورة شعبيّة في سوريا انتهى بخمسة احتلالات يصعب التكهن بما يمكن أن تؤدي إليه.

وكتب خير الله في مقال له تناقلته صحف ومواقع عربية “هناك احتلال إسرائيلي للجولان مستمرّ منذ العام 1967 وهناك احتلال إيراني لجزء من سوريا وسيطرة مباشرة للجمهوريّة الإسلاميّة على مركز القرار، وهناك احتلال تركي في الشمال السوري وهناك احتلال روسي اتخذ شكل قواعد عسكريّة في اللاذقية ومحيطها وطرطوس. وهناك أخيرا احتلال أمريكي، على تماس مع الأكراد الساعين إلى حكم ذاتي لمناطق سوريّة غنيّة بالنفط والغاز والمياه وكلّ ما له علاقة بالزراعة”.

وأضاف “ما يجمع بين الاحتلالات الخمسة هو الرغبة بتحويل سوريا إلى يوغوسلافيا أخرى. احتاج تفكّك يوغوسلافيا ما يزيد على عشر سنوات وذلك منذ وفاة جوزيف بروز تيتو في العام 1980. مع رحيل تيتو، بدأت العواصف تضرب يوغوسلافيا التي ما لبثت أن تحوّلت إلى دول مستقلّة عدة في بداية تسعينات القرن الماضي”.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى