أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

رعاة الإبل في نينوى تحت نيران طيران الجيش الحكومي

طيران الجيش الحكومي يقتل رعاة إبل في بادية الحضر بمحافظة نينوى.

نينوى– الرافدين

استهدف طيران الجيش رعاة إبل بضربة جوية في بادية الحضر جنوبي محافظة نينوى، أدت إلى مقتل اثنين منهم.

وأعلنت وزارة الدفاع الحالية يوم الأحد، أن طيران الجيش نفذ ضربة جوية في قاطع عمليات غربي نينوى أسفرت عن مقتل “إرهابيين” اثنين.

كما أعلنت خلية الإعلام الأمني قتل عدد ممن وصفتهم بالإرهابيين باستهداف سيارتهم في بادية الحضر بمحافظة نينوى وقالت الخلية، إن “معلومات استخبارية دقيقة أفادت بوجود عجلة يستقلها عناصر تنظيم داعش قرب أحد الإنفاق جنوبي الحضر”.

لكن سكان محليون في بادية الحضر جنوبي نينوى، فندوا رواية خلية الإعلام الأمني عن توجيه ضربة جوية لمن وصفتهم بالإرهابيين لأن الضحايا من رعاة الإبل من قبيلة شمر.

وقال هؤلاء السكان إن الضحايا المستهدفين لا علاقة لهم بالتنظيمات الإرهابية وإنما هم من البدو الرحل في بادية الحضر.

وقال مصدر مطلع إن الضربة الجوية جاءت استنادا إلى معلومات استخباراتية خاطئة من قبل قوة من ميليشيات الحشد.

وتبين فيما بعد، أن “طيران الجيش قتل اثنين من رعاة الإبل بـ”الخطأ”، أثناء تمشيط بادية الحضر بحثًا عن “إرهابيين” بحسب المصدر.

القصف الجوي الحكومي في نينوى تسبب بقتل رعاة للإبل في بادية الحضر

أما وجهاء قبيلة شمر فقد قالوا إن “القصف الجوي الحكومي في نينوى تسبب بقتل رعاة للإبل في بادية الحضر مؤكدين أن الضحايا لا تربطهم صلة بأي جهة إرهابية،

وكشف وجهاء القبيلة، عن أسماء الضحايا وهم فارس علي سحيم الصبحي الشمري، و عويد فنيخر الخليفي الزوبعي الشمري، مبينين، أن هؤلاء الرعاة لديهم رخصة رسمية لمزاولة الرعي من قيادة عمليات نينوى.

وفق فيصل الفند، أحد وجهاء قبيلة شمر على صفحته في فيسبوك

أما النائب عن محافظة نينوى، نايف الشمري، قال إن المنطقة التي استهدفها القصف تخلو من أي نشاط مشبوه ردًا على بيان خلية الإعلام الأمني عن قتل إرهابيين مفترضين في بادية الحضر جنوبي نينوى.

وأضاف الشمري، أن “هذا الخرق الفادح تسبب بفقدان شخصين حياتهما دون أي مسوغ، بالتالي فإن مثل هذه الجرائم بحاجة إلى فتح تحقيق عاجل ومعرفة أسبابه لضمان عدم تكراره، وضمان عدم حصول أي تبعات او تداعيات.

يذكر أن المعلومات الاستخباراتية الخاطئة التي استندت إليها عمليات قصف سابقة، أودت بحياة مئات المدنيين منذ العام 2003، وهو أسلوب دأبت عليه القوات الحكومية وقبله الجيش الأمريكي، الذي يعتمد على معلومات مضللة وزائفة.

وكانت وثائق سريّة لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” كشفت في وقت سابق، عن انتهاكات وإخفاقات متكررة في شنّ غارات جوية مُميتة من قبل الجيش الأمريكي ضد المدنيين في العراق.

حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير مطول نشرته باللغة العربية في موقعها الإلكتروني عن عمليات استهداف خاطئة، وسنوات من سقوط القتلى من المدنيين بدون أية مساءلة قانونية.

ويرى صحفيون وناشطون عراقيون، أن الانتهاكات المتكررة للجيش الحكومي باتت ظاهرة مقلقة تستدعي الوقوف عندها وفتح تحقيق دولي، حفاظًا على أرواح الأبرياء.

وتساءل الصحفي العراقي عثمان المختار في حسابه في توتير، “كم من أرواح بريئة أزهقت تحت عبارة “بناءًا على معلومات دقيقة” في السنوات الأخيرة في العراق؟”.

كما غرد الصحفي العراقي إياد الدليمي في تويتر، “الاعتراف بالخطأ هنا ليس فضيلة، من سيعيد لهؤلاء الرعاة حياتهم التي سلبت منهم؟ هل يمكن أن نشهد مجلسًا تحقيقًا بحق الفاعلين؟ على الأقل حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء مستقبلًا”.

ويرى محللون سياسيون، أن الحكومة ستكتفي بفتح تحقيق شكلي مثل التحقيقات السابقة، على غرار التحقيق الحكومي في المجزرة التي ارتكبتها قوات سوات في منطقة جبلة في محافظة بابل حينما هاجمت منزل أحد السكان فقتلت عشرين شخصًا من عائلته بينهم 12 طفلًا بحجة معالجة أحد الإرهابيين الخطرين لكن تبين لًاحقا زيف الرواية الحكومية

ويقول حقوقيون وناشطون عراقيون، إن استمرار حلقة الإفلات من العقاب الحالية والعجز والتواطؤ الحكومي سيغري الجناة لارتكاب المزيد من هذه الجرائم التي ستبقى دون أي كشف لأسبابها الحقيقية أو محاسبة قضائية عادلة في ظل نظام قضائي مهشم وفاسد ومسيس بالكامل

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى