أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

البطالة والفقر والتهجير تدفع عراقيين إلى الاقدام على الانتحار

هدى الدليمي: نسبة الانتحار في أوساط النازحين 4 أضعاف نسبتهم في أوساط المجتمعات المستقرة.

بغدادــ أعلنت وزارة الداخلية تسجيل سبع حالات انتحار في يوم واحد في عدد من المحافظات العراقية.

وتنوعت وسائل الانتحار، حيث انتحر رجل في ديالى وشاب في بغداد وآخر في التأميم بإطلاق الرصاص على أنفسهم، في حين أقدمت شابة على الانتحار، بإلقاء نفسها من أعلى جسر الجادرية وسط بغداد، قبل أن ينقذها عدد من الشبان.

وفي مدينة الناصرية انتحرت امرأة شنقا، كما انتحر شاب في البصرة بالطريقة ذاتها، في حين انتحرت فتاة في البصرة كذلك بإشعال النار في جسدها.

ويعزو أخصائيون في علم النفس والاجتماع أسباب الانتحار إلى الضغوط النفسية والعنف الأسري والبطالة والفقر، بعد ارتفاع عدد حالات الانتحار في العراق بشكل كبير بعد عام 2003، وبالذات خلال السنوات القليلة الماضية.

ولا يكاد يمر يوم على هذا البلد الغني بثرواته، الفقير بسخائه على مواطنيه إلا ويسجل فيه انتحار شخص أو أكثر غالبيتهم من شريحة الشباب.

وتبلغ نسبة البطالة في العراق، الغني بالنفط، 27 بالمئة فيما تبلغ نسبة الفقر 31.7 بالمئة، وفق أحدث إحصاء لوزارة التخطيط العراقية.

وشهدت الأشهر الأربعة الأولى فقط من العام الجاري نحو 200 حالة انتحار في حصيلة وصفت بالصادمة، حيث بلغ عدد حالات الانتحار 772 حالة خلال عام 2021، بحسب إحصاءات حكومية.

وتؤكد الوقائع في العراق والتي تقر بها الجهات الحكومية المعنية، تزايد حالات الانتحار بشكل يبعث على القلق، إذ تزداد نسبة حالات الانتحار عشرة درجات سنويا، وازدادت بنحو ثلاثة أضعاف معدلاتها مقارنة بخمس سنوات مضت لأسباب كثيرة أهمها التردي في المعيشة نتيجة تدهور الاقتصاد، والفقر الذي بلغت نسبته خمسين بالمئة، والبطالة التي تجاوزت نسبتها أربعين بالمئة، والابتزاز الإلكتروني، بحسب إحصاءات لوزارة التخطيط الحالية، فضلا عن اتساع رقعة تعاطي المخدرات في البلاد، ناهيك عن التداعيات السلبية الكبيرة الاقتصادية والنفسية لجائحة كورونا.

وعلى الرغم من الإقرار الحكومي بالمنعطف الذي يعيشه المجتمع العراقي، والإعلانات الحكومية الكثيرة على مدار السنوات الماضية التي تؤكد تشكيل لجان مختصة لمتابعة تنامي ظاهرة الانتحار بشكل خطير واتخاذ حزمة من التدابير لمواجهة تنامي هذه الظاهرة، إلا أن كل ذلك لم ينتج عنه سوى زيادة كبيرة جدا في نسبة المنتحرين، يرى مراقبون أنها مؤشر كبير على إهمال وفشل حكومي على جميع الأصعدة يتنامى يومًا بعد آخر.

وسبق وان أعلنت السلطات ارتفاع حالات الانتحار في البلاد إلى 772 شخصا خلال عام 2021، مقارنة بالعام 2020.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا “بلغت حالات الانتحار خلال عام 2021، 772 شخصا بارتفاع أكثر من 100 حالة عن العام 2020 الذي سجل 663 شخصا”.

وأوضح المحنا أن “36.6 بالمئة من المنتحرين كانت أعمارهم أقل من عشرين عاماً، فيما تشكل نسبة الذكور 55.9 بالمئة، والإناث 44.1 بالمئة”.

وعزا المحنا أسباب ارتفاع حالات الانتحار إلى الضغوط النفسية والعنف الأسري وتدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر في البلاد.

وأضاف “وزارة الداخلية اتخذت حزمة تدابير لمواجهة زيادة حالات الانتحار، أبرزها تشكيل لجان متخصصة لدراسة الظاهرة والخروج بمعطيات تبين أسبابها ونسبتها مقارنة بدول الجوار”.

لكن الخبيرة النفسية العراقية هدى الدليمي لا تتفق مع كل الأسباب التي تحدث عنها الناطق باسم وزارة الداخلية.

وقالت الدليمي “حسب الأرقام التي أصدرتها وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، فأن ثلث الشعب العراقي تعرض لحالة نزوح واحدة خلال السنوات العشرة الأخيرة، أي قرابة 12 مليون مواطن عراقي. والنزوح عامل رهيب لتغيير أنماط العيش والقيم وشكل العلاقات داخل الأسرة والعلاقة مع المحيط”.

وأضافت “بحسب الإحصاءات العالمية، فإن نسبة الانتحار في أوساط النازحين 4 أضعاف نسبتهم في أوساط المجتمعات المستقرة، فكيف سيكون الوضع إذا عرفنا أن نصف النازحين العراقيين أقاموا في معسكرات مؤلفة من مجموعة من الخيم؟”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى