أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

حزب الله يلجأ الى الترهيب والتحريض الطائفي للضغط على الناخبين

ناخبون لبنانيون: الموالون لحزب الله وحركة أمل يراقبون القوائم الانتخابية ويضايقون من لا يصوتون لهم.

إسطنبول- الرافدين

يستخدم عناصر حزب الله في لبنان التهديد والترهيب والمحسوبيات الطائفية من أجل إرغام الناخبين للتصويت لمرشحي الحزب وحركة أمل.
ويرى محللون ان حزب الله لديه ما يدعو إلى التوتر قبل الانتخابات البرلمانية التي ستقام في الخامس عشر من ايار الجاري. بعد تصاعد الرفض الشعبي اللبناني والعربي بسبب ارتباطات الحزب بالقرار الإيراني.
ويُحمّل غالبية اللبنانيين حزب الله المدعوم والممول من الحرس الثوري الإيراني، الجمود بشأن الإصلاحات والتحقيق في انفجار مرفأ بيروت وتعطيل تشكيل الحكومة الأخيرة. فيما يتساءل آخرون عن حفاظه على ترسانة أسلحة لفرض شروطه على القرار السياسي اللبناني بذريعة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية “يقول النشطاء إن التنازع في الكتلة الانتخابية الشيعية التي كان يمكن الاعتماد عليها في يوم من الأيام دفع حزب الله وحركة أمل إلى استخدام المزيد من أساليب الترهيب ضد مرشحي المعارضة والناخبين الذين قد يرغبون في الانحراف”.
وأضاف “يتحدث مرشحو المعارضة عن تهديدات بالعنف وصعوبة في تجنيد نواب للعمل في مراكز الاقتراع. ويقول الناخبون إن الموالين لحزب الله وحركة أمل يراقبون القوائم الانتخابية ويضايقون من لا يصوتون بطريقتهم”.
وأشار إلى أنه “مهما كانت النتيجة، فمن المحتمل أن تستغرق المفاوضات لتشكيل إدارة جديدة وقتاً وسيكون التعافي الاقتصادي بطيئاً. يمكن للأغلبية التي يقودها حزب الله أن تزيد من تنفير دول الخليج التي كانت ذات يوم مستثمرة كبيرة في لبنان بينما كانت تسعى لمواجهة النفوذ الإيراني”.
وقال المحلل السياسي اللبناني خير الله خير الله لم يعد هناك من يتحدّث عن القانون الانتخابي الذي يزوّر الانتخابات بشكل مسبق. هذا القانون الذي يسمح لحزب الله، بفضل سلاحه، بإغلاق مناطق سيطرته إغلاقا تاما ومنع أيّ انتخابات فيها كي يسيطر على 27 نائبا شيعيا من أصل 27 في مجلس النوّاب اللبناني. يترك بعد ذلك أبناء الطوائف الأخرى يتقاتلون في ما بينهم بعدما صار التيّار العوني أداة طيّعة لديه يستخدمها في كلّ حروبه المستمرة، وهي حروب على المسيحيين وعلى السنّة وعلى الدروز”.
وكتبت مراسلة صحيفة فايننشال تايمز، راية الجلبي تقريرها من مدينة النبطية في جنوب لبنان، حيث يهيمن حزب الله وحليفته حركة أمل. بعنوان “المحسوبية والتهديدات لصالح حزب الله اللبناني في الانتخابات البرلمانية”.
ونقلت الصحيفة عن مواطنة تدعى منى تنتقد الوضع المعيشي المتردي بعد الانهيار الاقتصادي، حيث أصبحت قيمة راتبها الشهري أقل من 150 دولارا، إن “الوحيدين الذي استطاعوا شراء أي شي في العيد هذا العام هم أبناء حزب الله”.
وأشار التقرير إلى أن “المناطق التي يسيطر عليها حزب الله تقليدياً، مثل مدينة النبطية الجنوبية، تعد من بين المناطق الأكثر تضررا”
وذكر “مع ذلك، يتوقع معظم الخبراء أن يحتفظ حزب الله وحلفاؤه بالأغلبية البرلمانية في الانتخابات العامة، وهي الأولى منذ الانهيار الاقتصادي في عام 2019، وما تلاها من احتجاجات مناهضة للفساد وتفجير مدمر في مرفأ بيروت في عام 2020 دمر مساحات شاسعة من العاصمة، ما أسفر عن مقتل 215 شخصاً”.
وأضاف أنه “على الرغم من السخط المتزايد، فإن حزب الله الذي صنفته الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية كمنظمة إرهابية، حافظ على سيطرته على جمهور الناخبين من خلال شبكة المحسوبية الواسعة والتحريض الطائفي وترهيب أنصار المعارضة”.
ونقل التقرير عن لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط في تشاتام هاوس قولها “المجتمع الذي يصوت عادة لحزب الله لا يزال ليس لديه بديل واضح، الأمر الذي يعرفه حزب الله ويغذيه. لقد أظهروا أيضاً أن لديهم إمكانية الوصول إلى الدولار الأمريكي بينما لا يفعل الآخرون ذلك”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الحزب “حافظ على تدفق ثابت للدولارات لأعضائه، ولا تزال منظماته تقدم مساعدات واسعة للمجتمع الأوسع. وقال عدد من أعضاء حزب الله رفيعي المستوى إن رواتب موظفي الخدمة المدنية الآن تقل عن 100 دولار شهرياً، وقد احتفظ الحزب بالولاءات من خلال توزيع ما يصل إلى عشرة أضعاف هذا المبلغ”.
وقال التقرير إن “قلة هم الذين يعتقدون أن الانتخابات ستحسن الآفاق الاقتصادية. وقد أظهر استطلاع حديث أجرته منظمة أوكسفام أن 54 في المئة فقط من الناخبين على استعداد للتصويت. اللامبالاة حادة بشكل خاص بالنسبة للسنة الذين فقدوا زعامة بعد انسحاب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وحزبه من السياسة، متذمرين من نفوذ إيران غير المبرر”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من أن حزب الله يمكن أن يحصل على مقاعد إذا قاطع الناخبون السنة التصويت، إلا أنهم ما زالوا بحاجة إلى حلفائهم المسلمين والمسيحيين للتمسك بمقاعدهم من أجل ضمان الأغلبية”.
وأوضح أنه “في انتخابات 2018، فاز حزب الله وحلفاؤه الشيعة، بما في ذلك حركة أمل، بـ27 مقعداً في البرلمان المؤلف من 128 مقعداً، وهو مقسم بالتساوي بين الأحزاب الإسلامية والمسيحية. إلى جانب التيار الوطني الحر، الحزب المسيحي الماروني الذي يتزعمه الرئيس ميشال عون، وحركة أمل، الميليشيا الشيعية التي تحولت إلى حزب، يقود الحزب أغلبية لا تقل عن 70.”
وأضاف أنه “من خلال دوره التقليدي كحامي ومزود للخدمات، تمكن حزب الله من صرف الكثير من الانتقادات الموجهة إلى النخبة الحاكمة. يوجه الكثيرون حنقهم من الفساد نحو التيار الوطني الحر وحركة أمل”.
ولا يرى غالبية المحللين السياسيين أن لبنان مقبل على التخلص من هيمنة سلاح حزب الله بعد الانتخابات.
وقال خيرالله خير الله “عندما ينشغل اللبنانيون بالانتخابات، فإنّهم لا يتوقفون، مثلهم مثل الكثيرين خارج لبنان، عند المشكلة الأساسية التي تتجاوز مسألة الانتخابات. هذه المشكلة اسمها قانون الانتخابات المعمول به والذي فصّل أساسا على قياس حزب الله الذي ليس سوى لواء في الحرس الثوري الإيراني. كلّ ما عدا ذلك تفاصيل لا علاقة لها بمصلحة لبنان”.
وأضاف “في ضوء قدرة حزب الله على الاستناد إلى هذا القانون، العجيب الغريب، من أجل ضمان أكثريّة دائمة له في مجلس النواب اللبناني. تسمح له هذه الأكثرية بتغيير هويّة لبنان نهائيا وجعله بلدا طاردا لأهله، تماما كما سعت إسرائيل في كلّ وقت منذ احتلالها الضفّة الغربيّة في العام 1967، إلى جعلها أرضا طاردة لأهلها. فعلت ذلك عبر المستوطنات التي أقامتها في كلّ أنحاء الضفّة والتي شملت تطويق مدينة القدس، من كلّ الجهات، وعزلها عن الأراضي الفلسطينية المحتلّة قدر المستطاع”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى