أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

ثوار تشرين يتخذون من العصيان المدني سلاحًا لاسترداد البلاد المخطوفة من الميليشيات

العصيان المدني أداة ضغط على الأحزاب الحاكمة لشل عمل الحكومة، وتوجيه رسالة إلى العالم بأن العراقيين لم يعد يصبروا على لصوص الدولة

بغداد- الرافدين
رجحت مصادر سياسية وشعبية من نشطاء ثورة تشرين، تجدد الغضب الشعبي في أغلب محافظات العراق مترافقًا مع عصيان مدني شامل، نتيجة الفشل السياسي والاقتصادي المستمر في العراق.
وذكرت المصادر أن العصيان المدني سيكون أداة ضغط على لشل عمل الحكومة، وتوجيه رسالة إلى العالم بأن العراقيين لم يعد يصبروا على لصوص الدولة.
وقالت إذا استطاع العصيان المدني وقف تصدير النفط من الحقول العراقية، فإن رسالة الغضب الشعبية ستصل واضحة إلى العالم جراء معاناة العراقيين المستمرة منذ احتلال بلادهم عام 2003.
وتتواصل في المحافظات العراقية تظاهرات مستمرة للمطالبين بفرص عمل عادلة ومحاسبة القوى السياسية الفاسدة وتقديم قتلة المتظاهرين للقضاء وتحسين واقع الخدمات المتردي.
وأقدم مئات من الخريجين الغاضبين على إغلاق شركة نفط ذي قار ومديرية التربية وذلك في تصعيد جديد للفعاليات المطلبية الداعية لتوفير فرص عمل للعاطلين.
وقال مصدر مسؤول في شركة نفط ذي قار إن الخريجين المعتصمين عادوا لإغلاق شركة نفط ذي قار ومنع المنتسبين من المباشرة بالدوام”.
وفي الوقت الذي تجددت عمليات التصفية بين الميليشيات المتنافسة، بعد الإعلان في محافظة ميسان عن اغتيال قيادي في التيار الصدري من قبل عناصر ميليشيات العصائب برئاسة قيس الخزعلي. عرضت ميليشيات الحشد الشعبي حماية شخصيات سياسية ومقرات لأحزاب ومكاتب سياسية مختلفة.
وفي محافظة بابل يدفع الناشطون لتظاهرات مستمرة بالتزامن مع تظاهرات مماثلة في ذي قار.
ووقعت احتكاكات وصدامات بين القوات الأمنية والعشرات من المحاضرين المجانيين والخريجين الذين تجمعوا أمام مبنى تربية في محافظة القادسية، للمطالبة بتعيينهم وتثبيتهم على الملاك الدائم للدولة.
وجابت مسيرات حاشدة شوارع محافظة كربلاء في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الناشط إيهاب الوزني للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين وعدم التستر على جرائمهم وتقديم الجناة إلى القضاء لمحاكمتهم.

مسيرات حاشدة في كربلاء للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين

ويرجح أن تتسع التظاهرات الشعبية خلال الأشهر المقبلة، وتحديدًا بعد شهر تموز، وما يرافقه كل عام من انقطاع الكهرباء وشح المياه.
وتعمل تنسيقيات التظاهرات في مدن جنوب العراق على تنظيم تظاهرات موحدة في بغداد تنطلق من محافظة بابل.
وتجمع القراءات السياسية على أن الدعوة لتظاهرات جديدة، هي أمر متوقع، مع استمرار السلطات والأحزاب المتنفذة والفصائل المسلحة ممارسة العدوانية مع الشباب الثائر من أجل إصلاح الأوضاع في البلاد.
وقال ناشط في ثورة تشرين لقناة “الرافدين” “التظاهرات المتكررة هي تتويج للوعي الشعبي الذي فجرته ثورة تشرين، فالشعب العراقي أصبح على يقين تام بأن إصلاح الواقع يقتضي إسقاط الطغة الحاكمة بكافة قواها السياسية والمسلحة”.
وأضاف الناشط الذي تحفظ على ذكر اسمه خشية من عمليات التصفية التي تقوم بها الميليشيات الولائية أن “ثورة التغيير القادمة ستكون أقوى من سابقاتها بحكم الاستفادة من الثورات السابقة ولربما يتخلل المشهد دعوات لعصيان مدني شامل”.
وقال الناشط في التظاهرات كاظم ماجد إن “ثورة تشرين مستمرة، وما زال الاندفاع الثوري للشباب مشتعلًا، فثورة تشرين ستطيح بعروش الفاسدين وكتلهم السياسية”.
وأضاف أن “أحزاب السلطة المتآمرة على العراق باتت أيامها معدودة وتلفظ أنفاسها الأخيرة فالشعب مدركًا لأهمية زوال هذه الوجه الكالحة”.

جاسم الشمري: لا يمكن تصوّر نجاح أي عصيان مدني دون مساهمة غالبية أفراد الشعب

وقال الكاتب جاسم الشمري “لطالما تحدثنا عن أهمية العصيان المدنيّ، ودوره في تخليص الوطن من الحالة غير الواضحة القائمة الآن بعد أن فشلت كلّ محاولات الإصلاح المزعوم”.
وأضاف الشمري “لكن يبدوا أنّ الحالة العراقيّة بحاجة إلى عملية جراحية دقيقة وعاجلة لإنقاذ ما تبقى من الحياة في بلاد تعاني من مشاكل سياسيّة وأمنيّة واقتصاديّة ومعاشيّة واجتماعيّة وثقافيّة ورياضيّة”.
وأكد الشمري على أنه “لا يمكن تصوّر نجاح أي عصيان مدني دون مساهمة غالبية أفراد الشعب، لأنّ الجماهير هم أساس التغيير وجوهره، ولهذا ينبغي على كل عراقي أن يعمل من موقعه، ويساهم في مسيرة الحرية والتغيير التي تبدأ بالعصيان، وأن يدرك العراقيون بأنّ العصيان المدنيّ هو السبيل الأقرب لبناء العراق ونهضته، ولنهاية الأوضاع الشاذّة ولتحصيل الحقوق المهدورة، ومكافحة التشتّت الوطنيّ والوقوف السلميّ ضدّ جميع الساعين لتمزيق البلاد وتدميرها، وتضييعها”.
وقال الكاتب سامي الموسوي إن “العصيان المدني هو حق وطني وشرعي لكل مواطن من أجل دفع ضرر أكبر يسببه الطغاة والفاسدين والخونة أو لدفع ضرر محدق أو متوقع”.
وأكد الموسوي أن “العصيان المدني السلمي هو عمل حضاري تلجأ اليه الشعوب كوسيلة للوقاية من ظلم أو ضرر أو تخريب وما شابه ذلك تقوم به السلطة الفاسدة والظالمة، وأن كافة الدساتير العالمية تكفل حق العصيان للشعوب لدفع الأخطار التي قد تقودها إليها السلطات الظالمة والتعسفية”.
وشدد على أن “العصيان المدني واجب في عراق مخرب ومرتهن وليس لديه سيادة وتعشعش فيه مافيات الفساد السياسي المبني على المحاصصة الطائفية والتي نشرت فيه الجهل والمرض والخراب في كل شيء”.
وقال الناشط حيدر الساعدي في مقابلة  مع قناة “الرافدين” إن “الشعب العراقي سيعمل على تفعيل خيار العصيان المدني  للتخلص من الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد حيث تجلت أولى مظاهر العصيان بالرفض الشعبي للانتخابات التي قاطعها 90 % من الشعب العراقي”.

حامد الصراف: ترسيخ مفهوم العصيان المدني داخل المجتمع العراقي ضرورة ملحة

وقال الباحث السياسي حامد الصراف في تصريح صحفي إن “هناك جهود مبذولة لترسيخ مفهوم العصيان المدني داخل المجتمع العراقي فهو من أهم الوسائل الحديثة لشل عمل الحكومة ليتمكن الشعب من التخلص من سطوة الميليشيات واستحواذها على مقدرات البلاد”.
ويرى مراقبون أن “حل الميليشيات المساندة لأحزاب السلطة والتخلص من التبعية الإيرانية، وإرجاع الحكم إلى الشعب ليحكم نفسه بنفسه كلها أسس يمكن أن يحققها العصيان المدني”.
وأضافوا أن “الذي يقوي التظاهرات، وإدامة زخمها بل ونموها؛ إدخال مفهوم العصيان المدني في مختلف القطاعات فهو الوسيلة الناجعة للخلاص من النظم السياسية الفاسدة بل يعد من أكثر الطرق متانة وقوة في تقويض أركان تلك السلطة الفاسدة والمجيء بنظم بديلة تخدم الصالح العام”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى