أخبار الرافدين
الأخبارتقارير الرافدينعربية

هل تمر جريمة قتل أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال بلا حساب دولي

شيرين أبو عاقلة من الرعيل الأول لمراسلي الجزيرة الميدانيين، ظلت طيلة ربع قرن في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات الاحتلال على الشعب الفلسطيني.

رام الله- طالبت قوى سياسية ومنظمات دولية ألّا تمر جريمة مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال، من دون محاسبة القتلة.
ونبهت إلى أن طالما مرت جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني من دون حساب دولي، واليوم تصل إلى صحفية وظيفتها نقل الحقيقة للرأي العام الدولي.
واجمعت تلك القوى والمنظمات في بيانات رفض واستنكار للجريمة البشعة، على تحميل قوات الاحتلال تبعات تلك الجريمة وعدم التهاون معها.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة القطرية، برصاص جيش الاحتلال الصهيوني، شمالي الضفة الغربية.
واتهمت شبكة الجزيرة الإعلامية، قوات الاحتلال بتعمد قتل مراسلتها أبو عاقلة (51 عامًا)، بإطلاق النار عليها.
وقالت الشبكة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني “الجزيرة نت” “في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة”.
وطالبت الجزيرة، المجتمع الدولي بـ”إدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الصهيوني لتعمدها استهداف وقتل الزميلة أبو عاقلة”.
وقالت إن أبو عاقلة “من الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين للقناة؛ وظلت طيلة ربع قرن في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة”.
ولدت شيرين نصري أبو عاقلة، في القدس عام 1971، وعُرفت بتغطياتها لأغلب أحداث فلسطين، خلال عملها مع قناة الجزيرة القطرية، على مدى عقدين ونصف.
وأنهت أبو عاقلة دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية، في بلدة بيت حنينا، بالقدس.
وبعد نجاحها بتفوق في الثانوية العامة، توجهت إلى الأردن والتحقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا لدراسة الهندسة المدنية، بناء على رغبة عائلتها، لكنها لم تجد نفسها في هذا التخصص، كما صرحت في مقابلات صحفية.
وبعد نحو عام من دراسة الهندسة، انتقلت إلى جامعة اليرموك، ومنها حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة.
وبعد تخرجها، عملت في عدة وسائل إعلام محلية أبرزها وعالمية، منها إذاعة صوت فلسطين (حكومية) وإذاعة مونت كارلو، حتى التحقت بقناة الجزيرة عام 1997.
وفي مقابلة سابقة مع قناة الجزيرة، قالت شيرين أبوعاقلة إن الصحفي الفلسطيني “مُتهم دائما من قبل الجيش الإسرائيلي، ودائما يشعر باستهدافه”.
وأضافت “أينما وضعت الكاميرا ينظرون إليك على أنك تصور مكانا ممنوعًا (…) دائمًا تشعر كصحفي أنك مستهدف”.
وعن اجتياح قوات الاحتلال لمدن الضفة الغربية عام 2002، الذي قامت بتغطيته، وإعداد الكثير من التقارير حوله، قالت “لن أنسى حجم الدمار، ولا الشعور أن الموت كان أحيانًا على مسافة قريبة”.
وتابعت “رغم الخطر كنا نُصر على مواصلة العمل”.
وقالت أبو عاقلة، إنها اختارت الصحافة كي تكون قريبة من الإنسان.

شيرين أبو عاقلة: اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان

وكانت قوة من جيش الاحتلال، قد اقتحمت مدينة جنين، وحاصرت منزلًا لاعتقال فلسطيني، مما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع شبان فلسطينيين، وفق شهود عيان تحدثوا لوكالة الأناضول.
وأوضح الشهود، أن الجيش أطلق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين والطواقم الصحفية، مما أدى إلى استشهاد أبو عاقلة وإصابة الصحفي علي سمودي.
من جهته، قال جيش الاحتلال في بيان إنه يحقق في الحادث.
وبدوره، طالب يائير لابيد، وزير خارجية الكيان الصهيوني، السلطة الفلسطينية، بإجراء تحقيق مشترك في الحادث.
وقال في تغريدة نشرها في تويتر “نطالب الفلسطينيين بإجراء تحقيق مشترك عقب المقتل المؤسف للصحفية شيرين أبو عاقلة، يجب حماية الصحفيين في ساحات القتال وعلينا واجب الوصول للحقيقة”.
إلا أن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت تهرب من الجريمة وحمل ما أسماه “فلسطينيين مسلحين” مسؤولية مقتل أبو عاقلة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بينيت في بيان “وفقًا للمعلومات التي جمعناها، يبدو على الأرجح أن فلسطينيين مسلحين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي حينها، يتحملون مسؤولية الوفاة المؤسفة للصحافية”.
وأدانت قطر بأشد العبارات، الأربعاء، اغتيال شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمالي الضفة الغربية.
جاء ذلك وفق بيان لوزارة الخارجية القطرية، وتغريدة للمتحدثة باسمها لولوة الخاطر، عبر حسابها على تويتر.
وأفاد البيان بأن قطر “تدين بأشدّ العبارات اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإعلامية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة بالقرب من مخيم جنين، وإصابة الصحفي علي السمودي منتج قناة الجزيرة”.
ووصف البيان ذلك بـ”الجريمة الشنيعة والانتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي، والتعدي السافر على حرية الإعلام والتعبير، وحق الشعوب في الحصول على المعلومات”.
ودعت قطر “المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لمنع سلطات الاحتلال من ارتكاب المزيد من الانتهاك لحرية التعبير والمعلومات، واتخاذ كافة الإجراءات لوقف العنف ضد الفلسطينيين والعاملين في وسائل الإعلام”.
كما شدّدت على ضرورة مساءلة الاحتلال على هذه الجريمة المروّعة وتقديم الضالعين فيها إلى العدالة الدولية، لا سيما وأن القانون الإنساني الدولي يعتبر الصحفيين والإعلاميين في مناطق النزاعات المسلحة مدنيين ويجب احترامهم وحمايتهم.
وأكدت قطر أن “تصعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي يشكّل تهديدًا خطيرًا للجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، ويعوق استئناف العملية السلمية على أساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية”.
بدوره، غرد مساعد وزير خارجية قطر للشؤون الاقليمية محمد الخليفي، “لا يطيق الاحتلال رقابة الصحافة الكاشفة عن حقيقة ممارساته التعسفيّة على الأرض في فلسطين، فأقدم دون وازعٍ على اغتيال الصحفيّة البارزة شيرين أبو عاقلة، في جريمةٍ نكراء واعتداء على حرية الإعلام”.
وأضاف عبر حسابه الرسمي بتويتر، معلقًا على اغتيال صحفية الجزيرة “نؤكد على ضرورة المساءلة وتحرك المجتمع الدولي لحماية الصحفيين”.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الخارجية لولوة الخاطر، عبر تويتر بالإنجليزية، “قتل الاحتلال الإسرائيلي صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة بإطلاق النار على وجهها وهي ترتدي سترة وخوذة الصحافة، بينما كانت تغطي هجومهم في مخيم جنين للاجئين”.
وأضافت الخاطر “يجب أن يتوقف الإرهاب الإسرائيلي الذي ترعاه الدولة، ويجب أن يتوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل”.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى