أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

ثوار تشرين يوصمون المتذللين للسفير الإيراني الجديد بالعار الوطني

من يتذلل لمحمد كاظم آل صادق عليه أن يتذكر الدور الذي لعبته السفارة الإيرانية في تحريض ميليشياتها على قتل واختطاف عشرات النشطاء العراقيين.

بغداد- الرافدين

طالبت قوى وتنسيقيات ثورة تشرين في العراق، من الشخصيات العشائرية والدينية التي توافدت بطريقة ذليلة للترحيب بالسفير الإيراني الجديد محمد كاظم آل صادق، أن تتعلم مفهوم “الخجل الوطني” وهي تقدم على هذا السلوك المعيب في التنكر لدماء شهداء ثورة تشرين.
وأجمعت تلك القوى في بيانات وتصريحات وتدوينات على مواقع التواصل، على أن من يريد أن يكون “ذيلا” للسفارة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، فإن عليه أن يعرف مسبقا أنه دخل مدونة العار الوطني العراقي.
وذكّرت جموع المتوافدين بطريقة خانعة على مبنى السفارة في بغداد، بالدور الذي لعبته السفارة وتحريض ميليشياتها الطائفية على قتل واختطاف مئات النشطاء العراقيين الرافضين للدور الإيراني في إدارة مستقبل العراق.
وأثارت مجموعة من الصور المتداولة منذ يومين لشخصيات عشائرية ودينية عراقية، وهي ترحب بالسفير الإيراني الجديد، استياءًا شعبيًا بين القوى الوطنية العراقية.
وأكدت تلك القوى على أن الترحيب من قبل شيوخ عشائر ومعممين بالسفير الإيراني لا يمت بصلة لأي سلوك اجتماعي، لأن علاقة السفراء ترتبط حصرا بوزارة الخارجية، وليس مع فئات المجتمع العراقي.
وعدّت مصادر دبلوماسية وإعلامية أن من ذهب للسفارة للترحيب بصادق، مثّل سابقة سياسية واجتماعية في العلاقات الدبلوماسية بين الدول. وخصوصا أنهم استبقوا حتى التقليد السائد بين الدول في تقديم السفير الجديد لأوراق اعتماده.
وعادة ما تحترم الدول التقاليد الدبلوماسية في مهام سفرائها، وتحصر أعمالهم مع وزارة خارجية الدولة، غير أن إيران تنظر إلى كل سفرائها في العراق منذ عام 2003 بطريقة تفوق مهمة “المندوب السامي” للتدخل في الشؤون السياسية العراقية.
ووجدت إيران من عملائها في العراق سواءًا داخل الطبقة السياسية الحاكمة أو في قيادة الأحزاب والميليشيات، ما ينفذ أجندتها في الهيمنة.
ومع أن المؤشرات السياسية، قد كشفت مسبقا الدور الجديد للسفير الإيراني سواءًا في تشكيل الحكومة الجديدة أو جمع القوى والميليشيات الطائفية المتصارعة على المغانم. إلا أن مهمته لن تكون سهلة هذه المرة بعد ارتفاع منسوب الرفض الشعبي العارم للتدخل الإيراني.
وتدفع إيران التي وضعت الملف العراقي ضمن أمنها القومى، إلى تجسيد تعليمات المرشد علي خامنئي التي طالما أكد فيها على قادة الأحزاب والميليشيات الولائية بأن “وحدة الطائفة” فوق أي اعتبار وطني عراقي.
وفشلت أحزاب إيران في العراق المتمثلة في الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته ميليشيات الحشد الشعبي، في التوافق مع التيار الصدري على تشكيل الحكومة، بعد أكثر من ستة أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية.
ولا يرى محللون سياسيون أي مؤشرات على توافق بين المتنافسين على “كعكعة الحكومة”، الأمر الذي يدفع باتجاه صعوبة مهمة السفير الإيراني لجمع الفرقاء من أتباع طهران.
واستهل السفير المفوض الجديد لدى العراق، مهامه بزيارة موقع مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني مع القيادي في ميليشيا الحشد أبو مهدي المهندس، في غارة أمريكية العام الماضي.
وعيّنت إيران محمد كاظم آل صادق سفيرًا جديدًا لها في العراق خلفًا للسفير إيرج مسجدي.
ونقلت تقارير محلية عراقية أن السفير الجديد مولود في مدينة النجف، ويتحدث العربية واللهجة العراقية بطلاقة.
يذكر أن السفير الجديد موجود في بغداد منذ سنوات عديدة، ويشغل منصب النائب الأول للسفير الإيراني في العراق.
وكان آل صادق يعمل بمثابة مستشار سياسي للسفراء الإيرانيين الذين تعاقبوا على منصب السفير منذ العام 2003.
ويعد آل صادق من الشخصيات التي كانت مقربة من سليماني، ويتمتع بعلاقات واسعة مع الأحزاب والميليشيات التي تأسست في إيران إبان حربها مع العراق ما بين عام 1980 حتى 1988.
وينتمي السفير الجديد إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، على غرار السفير المنتهية ولايته إيرج مسجدي، والسفير الذي سبقهما حسن دانائي فر.
وبالنظر إلى المدة الطويلة التي أمضاها محمد آل صادق، في الكواليس العراقية، فأن المراقبين يرجحون أن يستخدم هذه العلاقات القديمة، في إعادة بلورة المصالح الإيرانية في مرحلة الانسداد السياسي القائم في العراق.
لكن آل صادق سيواجه نبرة عراقية جديدة متمثلة بالنقد اللاذع للأحزاب الطائفية المرتبطة بإيران خصوصا وأن النقد يطال سلطة العقيدة الولائية التي تخيف جميع مؤسسات الدولة وترتهنها.
ويشعر الممسكون بالملف العراقي في الحرس الثوري بالإهانة وهم يشاهدون تمزيق وحرق صور الخميني وخامنئي في التظاهرات الشعبية العراقية في بغداد مرورا بكربلاء حتى ذي قار والبصرة.
وهو ما حدث بعد تصاعد ثورة تشرين وله دلالة القطيعة مع طغيان الرمزيات الطائفية التي لطالما خضع الفقراء لها صاغرين خشية أن يتم عدّهم خارجين على العقيدة.
ويترقب المتابعون تصاعد الغضب الشعبي المتزامن مع الانسداد السياسي، خصوصا في أشهر الصيف القادمة مع انهيار منظومة الكهرباء الوطنية، حيث بدأت معدلات درجات الحرارة في تجاوز الأربعين مئوية في النهار.
ويتوقع بأن تتسع رقعة الاحتجاج، وسط عجز حكومي واضح عن المبادرة في ملف الخدمات والوظائف.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى