أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

بلاسخارت تعترف بفشل العملية السياسية وتحذر من غضب شعبي قد يخرج عن السيطرة

ناشطو تشرين يطالبون بلاسخارت بعدم الاكتفاء بتأشير مكامن المأزق السياسي ويجب الضغط على قوى العملية السياسية

بغداد- الرافدين
تتهم القوى الوطنية والشعبية مبعوثي الأمم المتحدة في العراق ومنهم المبعوثة الحالية جنين بلاسخارت، بالتغطية المستمرة على فشل قوى العملية السياسية، بالرغم من اعترافها الأخير في أن هذه القوى

ودعت مبعوثة الأمم المتحدة، الطبقة السياسية في العراق إلى الإسراع في الخروج من الانسداد السياسي المستمر منذ أكثر من سبعة أشهر، وحذرت من تفجر اضطرابات شعبية قد يتعذر السيطرة عليها

وتؤكد هذه القوى الوطنية والشعبية أن تظاهرات تشرين هي المعبر الحقيقي عن ضمير الشعب العراقي وهدفه في إسقاط العملية السياسية وقواها دون استثناء

ويتهم الناشطون العراقيون بلاسخارت بعدم إيصال صوتهم إلى مجلس الأمن، لاسيما أنها كانت شاهد عيان على عمليات التصفية والاختطاف التي نفذتها القوات الحكومية وميليشيات الحشد لزملائهم من ناشطي ومتظاهري ثورة تشرين

كما قوبل لقاؤها بعبد العزيز المحمداوي المعروف “أبو فدك”

وزعيم ميليشيا العصائب الخزعلي بردود فعل شعبية ووطنية غاضبة ومستنكرة لهذه اللقاءات مع قتلة وإرهابيين مسؤولين عن سلسلة الاغتيالات والخطف والتغييب القسري والتهجر للسكان لاسيما في المحافظات المنكوبة

زيارة بلاسخارت لقيادات ميليشياوية متورطة بالدم العراقي لاقت استهجانًا شعبياً واسعًا

 

وطالب ثوار تشرين بلاسخارت بعدم الاكتفاء بتأشير مكامن الفساد والانسداد السياسي في العراق، بل عليها نقل معاناة العراقيين إلى مجلس الأمن ومطالبة المجلس بالاضطلاع بمسؤولياته في إيقاف هذه المعاناة وتصحيح الأوضاع الكارثية في العراق بسبب هذا النظام الذي تدعمه الأمم المتحدة

بلاسخارت قالت عقب انتهاء إحاطتها في مجلس الأمن إنّها دائماً تسعى لرؤية الجانب الإيجابي من الأمور “لكن حان الوقت لإحداث تغيير وارتقاء للقادة السياسيين في العراق إلى مستوى أعلى على حد تعبيرها

وحذّرت من غضبة شعبية في العراق، والعودة إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل ثورة تشرين ولابد أن تسود نية صادقة لحلّ الخلافات السياسية لكي تتمكّن البلاد من المضيّ قُدماً والاستجابة إلى احتياجات أبنائها”.

وبعد مرور أكثر من سبعة شهور على الانتخابات التشريعية، لا تزال المؤسسات العراقية مشلولة ويتعذّر حسم منصب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة

قائلة إن استمرار التقاعس عن عمل شيء سيكون له ثمن باهظ وإن “تجاهل الاحتياجات الأساسية للشعب العراقي أمر واضح”.

كما عرجت المسؤولة الدولية على “الانقسامات السياسية في كردستان العراق التي قالت إنها أصبحت أوضح من ذي قبل

وإن “العراق يفتقر إلى آلية عملية لحل الخلافات بين بغداد وأربيل”.

واتهمت بلاسخارت، دول الجوار بانتهاك سيادة العراق، في إشارة واضحة إلى إيران لكن دون تسميتها كما وصفت قصف المليشيات للمصالح الأجنبية والمنشآت الحيوية في كردستان العراق بأنها دبلوماسية الصواريخ في هروب واضح من مسؤولية تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية وتكرار لي عنق الحقائق والوقائع في العراق

وأشارت لاسخارت إلى أن المدد الدستورية لم تحترمها قوى العملية السياسية كافة في إنهاء أزمة تشكيل الحكومة، وعلى القادة السياسيين عدم التواري خلف ذريعة أن العراق ليس البلد الوحيد الذي تتأخر فيها تشكيل الحكومة بعد إعلان نتائج الانتخابات وهذه حجة تساق لتشتيت الانتباه عما هو على المحك، وتبرير الجمود السياسي”.

بلاسخارت حان الوقت لإحداث تغيير ولارتقاء القادة السياسيين العراقيين إلى مستوى أعلى

ويتهم المراقبون سياسيون بلاسخارت بالتغاضي عن رفض الشارع العراقي للانتخابات التي لا تعدو عن كونها عملية إبدال للوجوه الفاسدة بوجوه أخرى لا تختلف عنها.

حيث تساءل الكاتب والباحث السياسي الدكتور رافع الفلاحي “هل تعتقد بلاسخارت أن رعاة وقادة منظومة الفساد ونهب مقدرات العراق هم المؤهلون للقيام بوقف هذا النهب والفساد المغول والذي جرف مقدرات الدولة العراقية؟”.

وكانت بلاسخارت منحت الانتخابات التي أجريت في تشرين الأول 2021 شهادة النزاهة وتبرئتها من التزوير الذي كان سمة كل الدورات الانتخابية منذ العام 2005

وقال أستاذ الإعلام في جامعة البتراء الدكتور عبد الرزاق الدليمي “إن موقف ممثلة الأمم المتحدة في العراق لا يخرج عن الخطة العامة والمتمثلة بإجراء بعض التغييرات الشكلية على الحكومة المقبلة ضمن نظام المحاصصة الطائفي”.

ولا يعدو تقرير بلاسخارت عن كونه توصيفًا للأوضاع المزرية دون حلول كما أن دور الأمم المتحدة ضعيف جدًا ويخلو من المعالجات للواقع المأساوي الذي يعيشه العراقيون.

إذ مازالت الأمم المتحدة تلعب دور المتفرج في مشاهد الصراعات السياسية واستعراضات الميليشيات في العراق وهي عاجزة تمامًا عن إيقاف التدخلات الإيرانية

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى