أخبار الرافدين
الأخبار

البنك الدولي: الغالبية العظمى من الطلاب العراقيين لا يفهمون ما يقرأون

بغداد- اعتبر البنك الدولي ان 90 بالمائة من الطلاب العراقيين لا يفهمون ما يقرأون، بسبب الصراع الذي عاشه العراق وأوجه القصور فيه.

وصنف البنك رأس المال البشري في العراق بأنه “يمثل 15 بالمائة فقط من إجمالي الثروة، وهو أحد أدنى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وعزا ذلك التراجع المريع في التعليم إلى ضعف نواتج التعليم، والصراع الذي عاشه العراق وأوجه القصور التي قادت البلد إلى نظام تعليمي “يعجز عن تقديم المهارات الأساسية إلى الطلاب، والتي تشكل أساس التعلم وتنمية المهارات”.

ولم يشر تقرير البنك الدولي الى عمليات الفساد الكبرى التي شهدها واقع التعليم في العراق منذ عام 2003، فضلا عن عمليات تجهيل متعمدة وتغيير المناهج وفرض طقوس طارئة على التلاميذ.

وجرت عملية تجهيل في العراق بعد احتلال البلاد من قبل القوات الامريكية عام 2003 وسيطرة أحزاب طائفية على الحكم تعمدت تغيير المناهج وبث أفكار تقسيمية وطائفية، وفرض تقاليد على المدارس لأضعاف الروح الوطنية لحسابات حزبية.

وجرت أكبر عملية فساد في تاريخ العراق بالاستيلاء على مخصصات ضخمة من الأموال لبناء المدارس من قبل شركات وهمية مرتبطة بميليشيات متنفذة وأحزاب حاكمة.

وعاش الواقع التعليمي في العراق سنوات شاذة لم يشهدها تاريخ البلاد المعاصر، فغالبية المدارس في المدن العراقية تخلو من الشروط الأساسية للتعليم، عندما يفترش التلاميذ الأرض وتخلو الفصول الدراسية من المقاعد.

ووفقا لأحدث تقييم لمهارات القراءة للصفوف الأولى وتقييم مهارات الرياضيات للصفوف الأولى، ذكر بيان البنك الدولي “يظهر بحلول الصف الثالث لم تكن الغالبية العظمى من الطلاب العراقيين الذين تم تقييمهم قد اكتسبوا بعد المهارات الأساسية الكافية”، مؤكدا ان “أكثر من 90 بالمئة من الطلاب يعجزون عن فهم ما يقومون بقراءته”.null

واضاف “لم يتمكن ما يقرب من ثلث طلاب الصف الثالث من الإجابة بشكل صحيح على سؤال واحد حول أحد النصوص المناسبة لأعمارهم قرأوها لتوهم”، موضحا “لم يتمكن 41 بالمائة من طلاب الصف الثالث من حل مسألة طرح حسابية واحدة بشكل صحيح”.

ويرى البنك الدولي انه جراء نواتج التعلم المتدنية “تبرز الحاجة الماسة إلى التركيز على الطلاب من الفئات الأكثر احتياجاً والمعرضين لخطر التخلف عن الركب والتسرب من نظام التعليم”.

وزاد تسرب الطلاب من المدارس الابتدائية في الماضي القريب وفقا للبنك الدولي الذي أكد انه “لم يكمل التعليم سوى نصف الطلاب من الفئات الأشد فقراً”.

وكان العراق يعد الى سنوات قريبة قبل احتلاله من قبل القوات الامريكية، في مقدمة دول العالم في التعليم، وفق تقارير الأمم المتحدة.

وشهد العراق منذ سبعينيات القرن الماضي ثورة تعليمية بدأت بتشييد مئات المدارس وعشرات الجامعات.

ونجح العراق في سبعينيات القرن الماضي بإدارة أكبر حملة شعبية لمحو الامية بين كبار السن.

وحسب تقرير منظمة اليونسكو، كان يمتلك العراق لغاية عام 1991 نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة.

وساهمت الحكومة آنذاك بقدر كبير في تعميم التعليم على مجمل سكان العراق، فقد ازدادت نسبة المدارس الابتدائية بما يقارب 30 بالمائة. في الوقت نفسه ازدادت نسبة المشاركات في التعليم من الإناث من 35 بالمائة لتكون ما يقرب 44 بالمائة من المجموع الإجمالي للطلاب، وازدادت نسبة المعلمين للمدارس الابتدائية بما يقارب 40 بالمائة في نفس هذه الفترة. أما في المرحلة الثانوية فقد ازدادت نسبة الطالبات بما يقارب 55 بالمائة وفي المقابل ازدادت نسبة الطلاب “ذكوراً أو إناثا” بشكل عمومي في هذه المرحلة إلى ما يقارب 46 بالمائة.

ويقارن معلقون سياسيون بتهكم واقع التعليم في العراق قبل احتلاله مع عمليات الفساد الكبرى التي شهدتها وزارات التربية والتعليم بعد عام 2003، ويشيرون الى مبادرة البنك الدولي بتخصيص 10 ملايين دولار لدعم الابتكارات من أجل التعلم في ثلاث محافظات عراقية.

وحسب تقرير للبنك الدولي نشره على موقعه الرسمي باللغة العربية، ان المشروع الجديد يهدف إلى تعزيز ممارسات التدريس لمعلمي اللغة العربية والرياضيات، وتحسين مهارات القراءة والكتابة والحساب لدى طلاب المرحلة الابتدائية من الفئات الأكثر احتياجاً في المحافظات العراقية التي تتأخر التنمية فيها عن المحافظات الأخرى.

وقال ساروج كومار جاه، المدير الإقليمي لدائرة المشرق بالبنك الدولي “إن تعزيز التعلم والإنتاجية لهذا الجيل والأجيال القادمة في العراق، وبالتالي تأمين الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تنجم عنه، يتطلب استثمارات في المهارات الأساسية للطلاب من الفئات الأكثر احتياجاً”.

وأضاف “من شأن المشروع الجديد أن يساعد العراق على تحسين نواتج تعلم القراءة والرياضيات لأكثر من 300 ألف طالب وطالبة وتحسين ممارسات التدريس لأكثر من 4000 مُدرس ومُدرسة لمادتي الرياضيات واللغة العربية في محافظات العراق الثلاث الأشد فقراً” من دون أن يحدد تلك المحافظات”.

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى