أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

علماء الأمة: المسجد الأقصى حق حصري وخالص للمسلمين دون سواهم

أربعون هيئة ومنظمة إسلامية تُجمع على أن أيّ اعتداءٍ على مسرى الرسول "ص" يوجب على الأمّة التّحرّك لوقف هذا العدوان الإجراميّ.‏

إسطنبول- أكّدت روابط ومؤسسات وهيئات ومنظمات علماء المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، أن مسيرة الأعلام التي يروم الاحتلال الصهيوني تنفيذها الأحد المقبل تعد عدوانا بالغ الخطورة ينذر بتفجير الأوضاع في القدس وفلسطين وخارجها كذلك.
وأضاف علماء الأمة في مؤتمر صحفي عقد بمدينة إسطنبول، بمشاركة هيئة علماء المسلمين في العراق وغيرها من الهيئات العلمائية في العالم الإسلامي، أن هذا العدوان المزمع يستهدف ترسيخ ما يريده العدو الصهيوني، من حق مزعوم له في المسجد الأقصى، مشددين على أن المسجد الأقصى حق حصري وخالص للمسلمين دون سواهم، وأنه محور الصراع مع الصهاينة. وعنوانه وهو مركزُ قضية الأمة الإسلامية كلّها، وأنَّ أيّ اعتداءٍ عليه أو على أي جزء منه يوجب على الأمّة كلّها النّفير والتّحرّك ‏بالإمكانات المتاحة لوقف هذا العدوان الإجراميّ.‏
وحذر العلماء الذين يمثلون 40 هيئة ومنظمة وجمعية إسلامية من مختلف دول العالم، الأمة الإسلاميّة -حكّامًا وشعوبًا- من التّقاعس عن نصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونصرة أبناء الشعب الفلسطينيّ في مواجهة مسيرة الأعلام الصّهيونيّة العدوانيّة وخذلانهم، مؤكدين أنّ هذه الجريمة تستهدف الأمة كلها في دينها وعقيدتها ومقدّساتها، مشيرين إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينيّة هي التي تذيق العدوّ الصّهيونيّ وبال أمره وتجعله يعيدُ حساباتِه ويرتدع عن غيّه وعدوانه.
ودعا العلماء الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والمرابطة فيه كما دعوا علماء الأمة ودعاتها وخطباءها إلى حشد الجهود واستنفار الهمم لرد العدوان الصهيوني المرتقب ضد المسجد الأقصى المبارك.
ودعت المؤسسات والهيئات المشاركة في المؤتمر علماءَ الأمة ونخبَها وقادةَ الفكرِ فيها إلى حشدِ الطّاقاتِ واستنفارِ الجهودِ لإحياء قضية المسجدِ الأقصى في قلوبِ أبناء الأمة، وتوجهيهم لنصرتهِ بالوسائلِ المتاحةِ كافّة، ودعمِ مشاريع المسجدِ الأقصى الماديّة والعلميّة المختلفة ممّا يُسهمُ في ثباتِ أ المرابطين في ساحاتِه، فضلاً عن العمل على حشدِ الجماهير لنصرته وتسيير المظاهرات الشعبيّة الغاضبة يقودُها العلماءُ في البلاد الإسلامية المختلفة، داعين عموم مؤسسات علماء الأمّة إلى تنسيق جهودها والتواصل الحثيث فيما بينها والاتفاق على منهجيّة عمل موحّدة وآليات وبرامج مشتركة ومتناسقة ومكثّفة لمواجهة الجريمة الصّهيونيّة.
وعلى مدى سنوات، نظم اليهود المتطرفون مسيرة الأعلام السنوية في أنحاء القدس لإحياء ذكرى استيلاء الكيان الصهيوني على البلدة القديمة في حرب عام 1967.
ولطالما أثارت المسيرة التي تمر عبر الشوارع الضيقة في البلدة القديمة الجدل، لكن الجهود القانونية لحظرها باءت بالفشل.
وصعدت حركة حماس ردها بشكل كبير العام الماضي بإطلاق صواريخ على الكيان المحتل بعد دقائق من انطلاق مسيرة 2021، مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما. وحذر قادة الحركة من أنهم مستعدون للتصعيد يوم الأحد إذا لم تمنع حكومة الاحتلال مسيرة هذا العام من دخول البلدة القديمة.
وقال باسم نعيم رئيس دائرة السياسة والعلاقات الخارجية في حركة حماس في قطاع غزة لوكالة رويترز “يمكنهم تجنب الحرب والتصعيد إذا أوقفوا هذه المسيرة المجنونة”.
وتعتبر المسيرة استفزازا صارخا وانتهاكا واضحا لواحد من الأماكن القليلة في المدينة التي لا تزال تحتفظ بصبغة عربية واضحة. وتطوق أنشطة الاستيطان اليهودي المتزايدة المدينة.
وكشف مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الشيخ عزام الخطيب، النقاب عن طلبهم استعادة المسؤولية عن برنامج زيارات غير المسلمين للمسجد الأقصى.
وقال الشيخ الخطيب في حديث لوكالة الأناضول، إن اقتحامات قوات الاحتلال الحالية للمسجد الأقصى بدأت في 2003.
وأضاف “اتخذت حكومة الاحتلال قرارا أحادي الجانب، بإدخال المتطرفين اليهود والزيارات لغير المسلمين من باب المغاربة، وهذا مخالف لما كان عليه الوضع في حزيران 1967″.
وتابع الخطيب “نطالب بالعودة إلى الوضع الذي كان سائدا، قبل العام 2000″.
وتتبع دائرة الأوقاف بالقدس لوزارة الأوقاف الأردنية، ويحمل الملك عبدالله الثاني بن الحسين، منصب الوصي على المسجد والمقدسات في المدينة.
ولفت مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس إلى أن “حكومة الاحتلال ترفض أن تعيد الوضع إلى ما كان عليه، والذي بموجبه كانت الزيارات تحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية.. وهي المشرفة الوحيدة على كل المسجد الأقصى المبارك”.
وبيّن “مع الأسف الشديد، فإن قوات الاحتلال تسيطر الآن سيطرة كاملة، وتعطل عمل الأوقاف، وتحاول تطبيق قانون الآثار الصهيوني على المسجد الأقصى، وتحاول أن تغير الواقع الديني بأداء المتطرفين صلواتهم الدينية، وأيضا تغيير مسارهم في ساحات المسجد الأقصى المبارك”.
وشدد الشيخ الخطيب على أن ذلك كله “غير مقبول لنا نحن المسلمين، وسوف تبقى هناك إشكالات كبيرة بالمسجد إذا استمر الوضع الذي تطبقه حكومة الاحتلال حاليا”.
ويقتحم المستوطنون المسجد تحت حراسة الشرطة، يوميا، عدا الجمعة والسبت.
وتتسبب الاقتحامات في اندلاع مواجهات، تكون أحيانا عنيفة بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال، وخاصة في شهر رمضان.
وأدت الممارسات الصهيونية في المسجد الأقصى، وحي الشيخ جرّاح وسط القدس، في أيار 2021، إلى اندلاع مواجهة عسكرية بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، استمرت 11 يوما.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى