أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الأرض التي اخترعت الكتابة تكتظ بملايين من الأميين

أكثر من ربع سكان العراق أميون، والعدد في تصاعد مستمر بسبب التدمير الممنهج لمنظومة التعليم في العراق.

بغداد – الرافدين

كشف قسم محو الأمية في محافظة النجف عن وصول عدد الأميين في العراق إلى نحو 12 مليون شخص واعتبره رقمًا صادمًا بشأن أعداد الأميين في البلاد.

وقال مدير قسم محو الأمية أحمد الموسوي، إن “عدد الأميين في العراق بلغ نحو 12 مليون شخص”، لافتًا إلى أن مشروع محو الأمية الذي انطلق عام 2021، هو مشروع فاشل ويسير بشكل خاطئ.

وعزا الموسوي سبب تزايد أعداد الأميين في العراق إلى قلة الدعم الحكومي وضعف إقبال المواطنين على الالتحاق بمراكز محو الأمية بسبب تردي الوضع الاقتصادي وسوء الأوضاع الأمنية والسياسية وغيرها من المعوقات.

وأطلق العراق في سبعينيات القرن الماضي حملة كبرى لمحو الأمية، حققت نتائج كبيرة كانت موضع إشادة من منظمة اليونسكو.

عرفت باسم “القضاء على الأمية”، واستمرّت عدة سنوات في معظم المدن العراقية

لكن العراق يعاني الآن من ارتفاع في نسب الأمية بسبب انهيار منظومة التعليم والوضع الأمني والفقر

وقال البنك الدولي في تقرير له، إنّ “سنوات الصراع في العراق وأوجه القصور الهيكلية قادت إلى نظام تعليمي عاجز عن تقديم المهارات الأساسية إلى الطلاب التي تشكّل أساس التعلّم وتنمية المهارات”.

كما كشف البنك الدولي أن “نحو 90 بالمائة من طلبة العراق لا يفهمون ما يقرأون” وأن اضطراب الأوضاع العامة قاد إلى نظام تعليمي عاجز”

90 بالمائة من طلبة العراق لا يفهمون ما يقرأون.

 وأضاف البنك الدولي، أنّ “أحدث تقييم لمهارات القراءة وتقييم مهارات الرياضيات للصفوف الأولى، وجد أن الغالبية العظمى من الطلاب العراقيين الذين تم تقييمهم قد اكتسبوا بعض المهارات الأساسية الكافية، مع أكثر من 90 بالمائة من الطلاب يعجزون عن فهم ما يقومون بقراءته”.

وتوقعت منظمة اليونيسف، في تقريرها لها مطلع العام الحالي، أن يتمكن الطفل العراقي من إكمال 6.9 سنوات فقط من التعليم المدرسي مقارنةً بـ 11.3 سنة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.

وأشار التقرير إلى أنه “إذا ما تم الأخذ بنظر الاعتبار مقدار التعلم الذي يحصل عليه التلميذ فعليًا مُقاسًا من خلال الاختبارات المعيارية فإنه يحصل على ما يعادل 4 سنوات دراسية فقط بالمقارنة مع 7.6 سنوات لدول المنطقة، ونتيجة لذلك فإن 2.9 من مجموع 6.9 سنوات يمضيها الطفل العراقي في المدرسة (أي 40 بالمائة) تُعد ضائعة ولا تُترجم إلى مهارات إنتاجية يحتاجها عندما يلتحق بصفوف القوى العاملة”.

وعلى الرغم من الميزانيات الضخمة التي خصصت للتعليم في العراق إلا أن الواقع التعليمي في تراجع مستمر.

وقال وزير التربية الحالي، علي حميد الدليمي، إن “العراق يحتاج الى 9 آلاف مدرسة للتخلص من الدوام المزدوج وإن إنفاق الحكومات السابقة على عقود التسليح والحروب، أثّر على القطاع التربوي في العراق.

وأضاف الدليمي في مقابلة صحافية أن هناك نقصًا حادً في الأبنية المدرسية وأن عدد الأبنية الحالية هو 16 ألفًا و800 مدرسة، أما عدد المدارس فوصل إلى 25 ألف مدرسة وأكثر بقليل أيضًا، أي أننا نحتاج إلى نحو 9 آلاف بناية مدرسية للتخلص من ازدواج الدوام المدرسي”.

وكشف الدليمي، أن وزارة التربية تحتاج من 6 إلى 7 أعوام لحل مشكلة نقص الأبنية المدرسية. وحسب الاتفاقية الصينية، يجب أن تتسلم الوزارة ألف مدرسة بعد تسعة أشهر من الآن

ويواجه المجتمع العراقي تدهورا اقتصاديًا وتهديدات أمنية ونزوحًا بالملايين، إضافة إلى الفساد والبطالة والعنف والإرهاب، وكل هذه العوامل أثرت على العديد من أفراد المجتمع وتسببت بالكثير من المشاكل، منها تزايد نسبة الأمية، فبحسب الإحصائيات الرسمية فأن نسبة أمية الكبار في العراق بلغت 50 بالمائة.

وإن نسبة الأمية بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، بلغت 13 بالمائة، بينما النسبة بين الإناث ممن تزيد أعمارهن عن 10 سنوات، تربو على 18 بالمائة، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8 بالمائة

وقد أُخرج العراق أكثر من مرة من تصنيفات “دافوس لمؤشرات التعليم” التي كان آخرها عام 2021.

وقال الأكاديمي الدكتور هلال الدليمي في لقاء خاص مع قناة الرافدين، إن ” مستقبل أجيال العراق في خطر، لما يتعرضون له من حملات تجهيل حكومية ممنهجة”

وأضاف الدليمي، أن تدهور التعليم في العراق جاء نتيجة الإدارة السيئة للعملية التربوية في البلاد، لأن من يهيمن على وزارتي التربية والتعليم أشخاص جاءت بهم المحاصصة الطائفية إلى المنصب وأغلبهم مزورون للشهادات الجامعية.

وكشف الدكتور الدليمي أن المناهج التعليمية التي تم تغييرها من قبل الأحزاب بما لا يتناسب مع واقع العراق ولا يرتقي بالعملية التربوية.

ويبقى الواقع التعليمي أسير السياسات الطائفية للأحزاب السلطة، ولا وتوجد نية حقيقية للنهوض بالعملية التربوية والخروج من مستنقع الأمية في ظل عملية مقصودة من تجهيل للمجتمع وإشاعة الامية وتحطيم كل الركائز العلمية في العراق وهو جزء رئيس من مشروع الغزو في تخريب وتحطيم العراق الذي دشن بعد العام 2003.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى