أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

الوعود الزائفة بشأن الكهرباء في العراق لا تعالج الفشل الحكومي الدائم

قطاع الكهرباء يحتاج إلى 3 تريليونات دينار عراقي كحد أدنى لسد احتياجات الصيف الحالي من الطاقة.

بغداد – الرافدين
لم تبدد التصريحات العديدة لمسؤولي وزارة الكهرباء ولجنة الطاقة البرلمانية شيئًا من الصورة القاتمة لواقع الكهرباء في العراق
حيث أكدت هذه اللجنة أن فصل الصيف لن يكون مختلفًا عن سابقه لناحية تجهيز الطاقة، وأن منظومة الكهرباء لا تزال سيئة وعاجزة عن تغطية الحاجة الفعلية بسبب الأحمال الثقيلة والتجاوزات على الشبكة الوطنية.
يأتي هذا التصريح في خضم تصريحات متناقضة لوزارة الكهرباء من أن الصيف الحالي سيكون مختلفًا عن السنوات السابقة في تجهيز الكهرباء.
وزير الكهرباء الحالي عادل كريم قال إن “قطاع الكهرباء يحتاج إلى 3 تريليونات دينار عراقي كحد أدنى لسد احتياجات الصيف الحالي من الطاقة، لكن مع تأخر تشكيل الحكومة وعدم إقرار الموازنة نحن أمام مستقبل ضبابي سينعكس سلبيًا على حياة المواطن”.
وأضاف الوزير كريم أن “مجلس النواب قام العام الماضي بتقليص المبلغ المخصص للوزارة من 22 تريليون دينار إلى 10 تريليونات دينار حيث صرف المبلغ لسداد قيمة الغاز الإيراني وللمستثمرين في قطاع الطاقة”.
وأكد أن “العراق يحتاج سنويًا إلى 20 تريليون دينار لاستقرار منظومة الطاقة وبناء محطات جديدة” موضحًا “أن وزارته تسابق الزمن لبناء المحطات الجديدة وإذا توفرت التخصيصات المالية فإنه من الممكن خلال 3 سنوات أن نحقق التعادل فيما ننتج من الطاقة وفق الكثافة السكانية”.

العراق يحتاج سنويًا إلى 20 تريليون دينار لاستقرار الكهرباء

لكن وعود وزير الكهرباء عادل كريم قوبلت بسخرية كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ وصفه صحفي عراقي بأن الوزير “مصاب بمتلازمة حسين الشهرستاني الذي وعد بتصدير الكهرباء إلى دول الجوار قبل عدة سنوات عندما كان نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون الطاقة في حكومة نوري المالكي”.
واستهجن مدونون عراقيون تصريحات كريم قائلين إن “الوزير مصمم على عدم إعادة الكهرباء للعراق بتواطؤ مع أحزاب السلطة ليبقى في المنصب وتستمر سرقة الأموال”.
وأكدوا أن “أزمة الطاقة في العراق مثيرة للضحك فعلى الرغم من الأموال الكبيرة التي صرفت منذ 2003 على قطاع الكهرباء لكن لهيب الصيف مازال يحرق أجساد العراقيين.
وأكد مدير مركز الوقود في وزارة الكهرباء سعد فريح أن العراق بحاجة للغاز الإيراني لمدة من 6 إلى 10 سنوات.
وقال إن وزارة الكهرباء لديها عقدان مع الجانب الإيراني منذ عام 2017 في إطار الغاز المورد ويفترض في كل عقد تزويد العراق بـ 35 مليون متر مكعب من الغاز، مشيرًا إلى أن ديون الغاز المورد بلغت مليارًا و645 مليون دولار وهي ديون واجبة الدفع.
وقال الباحث السياسي الدكتور هلال الدليمي في مقابلة مع قناة “الرافدين” إن “ملف الطاقة في العراق مليء بالوعود الحكومية الكاذبة فمنذ سنوات ونحن نستمع إلى الأحاديث الواهية بأن العراق سيحقق الاكتفاء الذاتي وسيصدر الكهرباء إلى جواره”.
وأكد الدليمي أن “المشكلة الحقيقية تكمن فيمن يدير ملف الكهرباء ولمصلحة من يعمل، فالمعلوم من الناحية الفنية أن كل الكوادر الفنية المتميزة قد تم الاستغناء عنها واستبدالهم بأشخاص مشلولي الحركة، أو ولاؤهم للخارج لمراعاة المصلحة الإيرانية”.
وقالت عضوة لجنة الطاقة النيابية النائبة سهيلة السلطاني إن “الحكومة فشلت في تطوير شبكة الكهرباء ومواجهة السوق الموازية، ولم تتخذ خطوات جريئة لتحرير هذا القطاع وتلبية أبسط متطلبات المواطنين، ولم تجد حلولاً جذرية لمشكلة الكهرباء”.
وتشهد المدن العراقية غليانًا شعبيًا بسبب سوء تجهيز قطاع الكهرباء واستمرار الوعود الزائفة حيث قطع أهالي منصورية الشط في محافظة ديالى طريق بغداد بعقوبة، احتجاجًا على قلة ساعات تجهيز الكهرباء وارتفاع الأجور التي يفرضها أصحاب المولدات الأهلية.

احتجاجات واسعة في مختلف مدن العراق بسبب تردي الكهرباء

وقال الحاج أبو عبد الله من بغداد إن “أصحاب المولدات يتفقون فيما بينهم على أسعار موحدة مرتفعة جدًا، ويجبرون المواطنين على دفعها”.
وأشار إلى أن “الكثير من العائلات عاجزة عن الاشتراك في هذه الخطوط الكهربائية لعدم قدرتها المالية، وتعيش اليوم من دون تيار كهربائي”، محملًا الحكومة مسؤولية التقصير الكبير وإهمال هذا الملف.
وعبر أهالي مدينة آل بدير في محافظة القادسية عن سخطهم من الفساد المهول في قطاع الكهرباء فمنذ أربعة أشهر وهم يراجعون دائرة الكهرباء لكن في كل مرة تكون الذريعة بأنه لا توجد رافعة لإصلاح المحولات الكهربائية.
ويرى مراقبون أن “معاناة المواطن العراقي تتفاقم يومًا بعد يوم في بلد عرف عنه أنه بلد الطاقة ومنذ 2003 لكنه يعاني اليوم من شح الكهرباء فنقص إمدادات الطاقة لم يتوقف على تزويد المنازل بالكهرباء، بل امتد إلى المفاصل الحيوية في البلاد”.
وقالوا إن “الدوائر الحكومية تتوقف عن العمل لساعات طويلة بسبب انقطاع الكهرباء وأن أعداد الوفيات في المستشفيات تزداد بسبب توقف الأجهزة الطبية وعجز المولدات الاحتياطية للمستشفيات في تجهيز الطاقة الكهربائية لساعات طويلة”.
وتداولت المنصات الاجتماعية مقطعًا مصورًا يظهر حالة مأساوية في قسم الحروق بمستشفى الموصل بعد انقطاع الكهرباء وتوقف عمل منظومة التكييف المركزي ما دفع الأهالي لاستخدام “المهفات اليدوية” لتخفيف الآلام عن ذويهم من المرضى.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى