أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

أوضاع إنسانية مزرية وموت بطيء يواجه المعتقلين داخل السجون الحكومية في العراق

شهادات تؤكد تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل السجون الحكومية وبلوغها مستويات خطيرة مع استشراء الفساد المالي وابتزاز المعتقلين.

بغداد – الرافدين

 كشفت مراكز ومراصد حقوقية عراقية عن ارتفاع أعداد الوفيات في السجون الحكومية في الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2022 وسجلت أوضاع حقوق الإنسان لاسيما سجني الحوت في الناصرية والتاجي في بغداد، انحدارًا خطيرًا نتج عنه ارتفاع الوفيات بين المعتقلين بسبب الأوضاع السيئة والتعذيب وسوء التغذية والإهمال الطبي للمرضى.
المعتقلون في العراق قصة مأساة كبيرة تزاحم أخواتها من مصائب البلاد، إلا أن هؤلاء قل من يتحدث عنهم أو يوصل صوتهم من سجون توصف بأنها بؤر للموت البطيء.
حيث أفاد المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب بأن المعتقل عامر عبد الوهاب أحمد زعتر الفهداوي وهو من محافظة الأنبار توفي نتيجة تعرّضه للتعذيب الشديد رغم صدور حكم قضائي ببراءته من التهم التي اعتقل بسببها.
وأوضح المركز أن “الفهداوي فارق الحياة يوم الخميس التاسع من حزيران 2022م، بعد تعرّضه لأصناف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي داخل أحد السجون الحكومية، مشيرًا إلى أن الضحية واجه تعذيبًا مشددًا في الأيام القليلة الماضية التي شهدت صدور حكم قضائي يقضي بالإفراج عنه لبراءته من التهم المنسوبة إليه.
وأعاد المركز التذكير بأنّ الوضع في السجون الحكومية في العراق خطير جدًا بسبب تفشي التعذيب والقتل خارج الأطر القانونية، وطالب برقابة دولية على أوضاع المعتقلين والسجون في العراق.
وسجل مرصد “أفاد” المعنيّ بالقضايا الحقوقية والإنسانية في البلاد، شهادات مكتوبة وأخرى صوتية لمعتقلين من داخل سجن التاجي، تؤكد تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل السجن واستشراء الفساد المالي وابتزاز المعتقلين.
وسجلت أقسام سجن التاجي وحده بحسب تقرير مرصد “أفاد” وفاة نحو 42 سجينًا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 36 عامًا مؤكدة أن أغلب الوفيات ناتجة عن تعذيب مفرط وإهمال طبي متعمد وانتشار الأمراض الجلدية والتنفسية داخل السجن.

اكتظاظ السجون بالمعتقلين ساهم بانتشار الأمراض والأوبئة

وأفاد مصدر في وزارة الداخلية الحالية بوفاة معتقل آخر في سجن التاجي بسبب الإهمال الطبي.
وقال المصدر إن “المعتقل حمزة رميض صالح من أهالي محافظة صلاح الدين تولد عام 2000 توفي بسبب الإهمال الطبي بعد اعتقاله بدعوى كيدية من المخبر السري“.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر أمني بوفاة 3 معتقلين في سجن الناصرية المعروف باسم سجن “الحوت” لأسباب مجهولة، وبين المصدر أن اثنين من المعتقلين من محافظة صلاح الدين والثالث من أبناء محافظة ذي قار.
وأكدت مصادر مطلعة وفاة المعتقل فاضل عبوسي عيدان المشهداني في سجن التاجي شمالي بغداد.
وأوضحت مصادر مقربة من عائلة المعتقل المتوفى أنه أنهى تسع سنوات في السجن من فترة محكوميته ولم يتبق سوى ثلاثة أشهر للإفراج عنه قبل وصولهم بلاغ بشأن وفاة ابنهم وطلب إدارة السجن لاستلام جثته.
وتكشف الأعداد المتزايدة للوفيات في السجون الحكومية وأعمار المعتقلين وقضاياهم عن خطة إعدام ممنهجة تنفذها أطراف حكومية من محققين وقضاة وحراس سجون وضحاياهم مدنيون اعتقلوا بذرائع ووشايات كاذبة وصدرت ضدهم أحكام بالإعدام أو المؤبد بمحاكمات وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بالصورية.
ويؤكد رئيس لجنة النزاهة القاضي السابق رحيم العكيلي أن “النظام السياسي الحالي ارتكب أخطاء كبيرة من ضمنها التسامح مع ممارسة التعذيب في السجون ما أدى إلى انتشارها حتى أصبحت وسيلة للابتزاز“.
ووثقت مراصد حقوقية وجود عراقيين مضى على وجودهم بالسجن أكثر من 9 سنوات بصفة موقوفين دون أن تتم محاكمتهم أو توجيه الاتهام لهم، وهو ما يعد مخالفة قانونية ودستورية واضحة.
ليبقى المعتقلون في السجون الحكومية يقتلون بصمت ودون ضجيج حتى بات الموت الذي ينتظرهم على حبل المشنقة أرحم من الموت تحت التعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى