أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

7 ملايين موظف في العراق.. بطالة مقنعة بغطاء حكومي

الفساد الحكومي والمحسوبية وراء ظاهرة جيوش الموظفين

بغداد ـ الرافدين

تحول العراق بعد 2003 إلى بلد يعاني من تخمة في عدد الموظفين الحكوميين بسبب البطالة والفساد الحكومي والمصالح الحزبية المسيطرة في البلاد بفتح المجال أمام التعيينات الحزبية، وانهيار البنية الاستثمارية والاقتصادية.
وزير المالية الحالي علي علاوي، كشف أن آخر إحصائية بعدد الموظفين والمتقاعدين الذين يتقاضون رواتب من الدولة بلغ 7 ملايين موظف، الأمر الذي يرهق الموازنة المالية العامة.
وكشفت وزارة التخطيط الحالية في آخر إحصائية لها لعام 2021 عن الساعات الإنتاجية للموظف الحكومي، أن أربعين بالمائة من موظفي العراق لا يقومون بأي عمل منتج بشكل مباشر.
وحمل مراقبون الجهات الحكومية مسؤولية استفحال ظاهرة الموظفين الوهميين نتيجة الفساد وسوء الإدارة، فضلًا عن التعطيل المتعمد للمصانع والمعامل وتجريف الأراضي الزراعية وإهمال القطاع الخاص.
وقال خبراء اقتصاديون إن نحو 70 بالمائة من الموظفين الحكوميين فائضون عن الحاجة، وتشكل رواتبهم السنوية نحو 60 بالمائة من موازنة البلاد، وهي بطالة مقنعة واضحة.
وحل العراق في المرتبة 157 من أصل 180 دولة في ترتيب البلدان الأكثر فسادًا، بحسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام 2021.

إنتاجية الموظف الحكومي لا تتجاوز الـ 10 دقائق في اليوم!

رئيس لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية السابق وليد السهلاني أكد، إن أعداد الموظفين بالعراق خارج إطار التخطيط، وهم اليوم بأعداد كبيرة جدًا، وهو واقع حال لا يمكن معالجته، مبينًا أن موضوع الحوكمة الإلكترونية استثمرته الكثير من دول العالم وحقق تنظيمًا ونجاحًا كبيرًا، ولا بد أن يكون هناك توجه للعراق نحو ذلك.
ودعا السهلاني إلى ضرورة استثمار وجود العدد الكبير للموظفين في جوانب مهمة بالعمل لاستثمار طاقاتهم وعدم هدرها بسبب عدم التنظيم وتقسيم المهام ومتابعتها، ومعالجة الترهل الكبير في مؤسسات الحكومية، محملًا القوى السياسية الجزء الأكبر من مشكلة الترهل الوظيفي.
ويرى مراقبون أن أحزاب السياسية تستخدم ورقة الوظائف الحكومية لتحقيق مكاسب سياسية من خلال توزيعها على مؤيديها مع اقتراب موعد الانتخابات مقابل الحصول على أصواتهم الانتخابية.
وأضافوا أن البطالة المقنعة أثرت بشكل سلبي على اقتصاد البلد وعلى أداء المؤسسات الحكومية، وأن الأعداد الكبيرة للموظفين غير المنتجين، تسببت في حرمان الخريجين الجدد والكفاءات من الحصول على أية فرصة في التوظيف الحكومي.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى