أخبار الرافدين
د. مثنى حارث الضاري

فيض ذاكرة

ميثاق شرف وطني

لم ييأس فريق العمل السياسي في هيئة علماء المسلمين من السعي في طرح وجهة نظر الهيئة للحل في العراق، والعمل من أجل التعريف بها على الرغم من كل الصعوبات والمعوقات التي كانت تقف في طريق العمل الوطني المناهض للاحتلال في السنتين الأوليين للاحتلال.
وبعد أن طوت الهيئة ومن معها صفحة الأمم المتحدة ومبعوثها التي استغرقت الأشهر الأولى من عام “2004م”؛ أعلنت في منتصف هذا العام بعد التواصل مع عدد من القوى الوطنية عن إصدار “ميثاق شرف وطني” ينظم حالة الاجتماع بين العراقيين.
وقد صدر الميثاق في (15/تموز-يوليو/2004م) بعد الاتفاق مع عدة قوى في الساحة الوطنية على إصدار مواثيق مشابهة؛ لتعزير حالة العمل الوطني والتأكيد على منطلقاتها وثوابتها.
وراعت الهيئة في نص الميثاق: أن يكون الخطاب إلى الشعب العراقي؛ لزيادة وحدته والمحافظة على نسيجه الاجتماعي، وقالت في مطلعه: “إن هيئة علماء المسلمين في العراق تعتقد وبناءً على الحقائق التأريخية، وعلى التجارب الحالية الجارية على الأرض أن مصلحة العراق وشعبه لا يعرفها ولا يقدرها إلا العراقيون أنفسهم، ولا يخرجه من الدوامة المأساوية في كل المجالات التي وضع فيها منذ أكثر من عام إلا أهله، إن هم أرادوا ذلك، وأخلصوا لله ولوطنهم وتركوا الاعتماد على (الغير) مهما كان (الغير) قريبًا أم بعيدًا؛ فهو لا يتحرك إلا وفق مصالحه ومخططاته على حساب مصالح الشعب العراقي وتطلعاته”.
ودعت الهيئة بعد ذلك أبناء الشعب العراقي الكريم بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم إلى نبذ الخلافات والعمل معًا تغليبًا لمصلحة العراق التي هي مصلحة الجميع والتلاقي على ميثاق شرف يقوم على:
– الولاء لله أولًا ثم للعراق ثانيًا، وتقديم مصلحته على كل المصالح الشخصية والسياسية والمذهبية والعرقية وغيرها.
– رفض الاحتلال بشتى صوره كل حسب استطاعته وبالطريقة التي يراها مناسبة ومؤدية لهذا الواجب الديني والوطني.
– العمل الجاد لإنهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن وبكل الوسائل المشروعة الممكنة؛ لأن الاحتلال يمثل المشكلة التي لا يمكن للعراق الخروج من الكارثة التي هو فيها اليوم بدون زواله نهائيًا.
– المصالحة الوطنية الصادقة، التي يتم فيها جديًا القضاء على النـزاعات والخلافات وكل المظاهر المزعجة الغريبة على شعبنا والمهددة لاستقراره ووحدته، كالاختطاف والقتل والتصفيات الوظيفية ومحاولات الاستيلاء على الأموال العامة والخاصة ودور العبادة وغير ذلك من الأعمال الشاذة واللامبررة.
– الإقلاع عن كل ما يولد الحساسيات ويثير الخلافات ويؤجج الفتن من أقوال وأفعال وسلوكيات شخصية أو إعلامية أو غيرها.
– العمل الجاد على جمع الكلمة ووحدة الصف وتوحيد الهدف للجميع في هذه المرحلة الخطيرة من تأريخ بلدنا وشعبنا؛ لقطع الطريق على من يريدون الشر بالعراق وأهله تحقيقًا لمآربهم الخاصة.
– الحرص على وحدة العراق أرضًا وشعبًا وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، أو عذر من الأعذار.
وختمت الهيئة نص الميثاق بالدعوة إلى إيجاد مرجعية أو لجنة متابعة عليا، لتفصيل مواد هذا الميثاق من كل الفئات الفاعلة وذات التأثير الحقيقي في الشارع العراقي للنظر في الأحداث والقضايا المستجدة التي تحتاج إلى حل أو رأي مشترك فيها.
في نهاية “2004م” شكّلت القوى الوطنية وفدًا لعرض القضية العراقية والتعريف بها، وسافر الوفد إلى القاهرة -وكنت من أعضائه- وحضرنا في طريقنا المؤتمر القومي الإسلامي ببيروت، ثم التقينا بالسيد عمرو موسى في الجامعة العربية في “4/12/2004م” وقدمنا له رؤية القوى المناهضة للاحتلال، المؤطرة هذه المرة بإطار قانوني، وخطة تفصيلية لإنهاء الاحتلال، تضمنت اقتراح لجان متخصصة لتنفيذ عملية الجدولة وإنهاء الاحتلال، بتواريخ محددة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

شاهد ايضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى