أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

العامري “لورد القتل” مرشح الميليشيات الولائية لرئاسة الحكومة

فتح بورصة الأسماء الموصومة بالفشل السياسي والفساد الحكومي داخل الإطار التنسيقي لرئاسة حكومة لا تستفز الصدر.

بغداد-الرافدين

فتح انسحاب نواب التيار الصدري من مجلس النواب الطريق أمام الإطار التنسيقي لإعادة طرح أسماء لرئاسة الوزراء، لا تجد أي قبول عند الغالبية العظمى من العراقيين.
وفتحت بورصة الترشيحات من قبل الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية، فبالإضافة إلى المالكي كورقة سياسية محروقة، تم تداول أسماء هادي العامري زعيم ميليشيا بدر مع قياديين في الإطار وأسماء محسوبة عليه مثل حيدر العبادي ومحمد شياع السوداني وأسعد العيداني وعدنان الزرفي وفائق زيدان وعبد الحسين عبطان.
ويتصاعد الخلاف بين ميليشيات وقوى الإطار التنسيقي، بشأن كيفية ترشيح شخصية لا تستفز مقتدى الصدر وأن يكون مقبولًا إقليميًا ودوليًا.
وأثار ترشح العامري تهكمًا وسخرية في الشارع العراقي، فهو لا يكتفي بكونه أحد أكبر قادة الميليشيات “المكروهة” في العراق، وطالما لقب بـ “لورد القتل” ويتداول على نطاق واسع فيديو تصريحه الشهير بشأن إخلاصه لإيران ومشاركته الحرب ضد العراق ما بين عامي 1980 الى 1988.
يذكر أن ميليشيا بدر كان لها الدور الأكبر في عمليات القتل على الهوية بعد الغزو الأمريكي، وكانت اليد الإيرانية في اغتيال العلماء والأساتذة والمهندسين والفنانين العراقيين
ويحاول مقربون من الإطار الترويج لترشيح العامري، في محاولة لجس النبض محليًا وإقليمًيا.
وقال القيادي في تحالف السيادة أحمد الجبوري إن ترشيح  العامري لمنصب رئاسة الوزراء خيار صحيح.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي في العراق أن العامري لا يقل عن المالكي في منسوب الرفض الشعبي، فهو متورط بعمليات قتل على الهوية، وعندما تسلم وزارة النقل في حكومة المالكي عام 2010، أدار أكبر عملية فساد في الوزارة.
وحاول العامري الحصول على نوع من “شرعية الترشح” لرئاسة الحكومة من مرجعية النجف بتصريح تم تداوله في الأيام الماضية.
وطالب العامري المرجعية لقول كلمة الفصل لإنقاذ الموقف بعد الانسداد السياسي والخلافات بين أحزاب إيران في العراق على حصصها في تشكيل الحكومة، ورفض الاتفاق مع التيار الصدري.
وأشار إلى أن العملية السياسية على “كف عفريت” بعد انتكاسها، في إشارة إلى خشية الميليشيات والأحزاب من فقدان “حكم الطائفة” وفقًا للمحاصصة الطائفية القائمة منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003.
ويرى محللون أن مخاطبة العامري للمرجعية هي رسالة للحصول على مباركة السيستاني، ولتعبيد الطريق له أمام رئاسة الحكومة بعد ضمانه القبول الإيراني.

د.جاسم الشمري: الأمور في العراق تقف على كف عفريت

وقال الكاتب السياسي الدكتور جاسم الشمري “هناك تخوف داخل البيت السياسي الشيعي من ذهاب الأمور نحو المواجهة وهذا ما حذر من العامري لو حصل”.
وأضاف الشمري في تصريح لقناة “الرافدين” “الأمور تقف على كف عفريت وربما تتطور الأمور إلى مواجهات ميليشياوية”.
وطرح الشمري سيناريوهات بقاء حكومة الكاظمي أو ذهاب الإطار إلى تشكيل حكومة ستكون الأضعف منذ عام 2005 أو تحريك الشارع من قبل التيار الصدري لإسقاط أية حكومة من الممكن أن تكون بعيدة عنه.
ويرى الشمري أن السيناريو الأسوأ والذي قد يحصل في العراق هو المواجهة الميليشياوية الميليشياوية بين الأطراف السياسية.

إبراهيم الزبيدي: إعادة طرح أسماء مرفوضة “شعبيًا” لرئاسة الحكومة هو بالون اختبار

بينما يرى الكاتب العراقي إبراهيم الزبيدي أن إعادة طرح أسماء مرفوضة “شعبيًا” لرئاسة الحكومة هو بالون اختبارٍ أرادت به إيران قياس ردود الفعل الشيعية والكردية تحديدًا، والأمريكية والعربية.
وكتب الزبيدي أن “اختيار رئيس حكومة جديدة في هذه المرحلة الدقيقة بالذات لم يعد شأنًا محليًا تُصرّفه الكتلة البرلمانية الأكبر متى تشاء وكيف تشاء، بل هو مرتبط بعوامل عديدة مهمة محلية وإقليمية ودولية”.
ولا يتوقع إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي أن يشكل خصوم الصدر حكومة بمفردهم. وقال في تصريح لوكالة رويترز “هذه الحكومة إن تشكلت فإنها ستولد ميتة لأن أتباع الصدر لن يقبلوا رؤية مقتدى مكسورًا ومعزولًا سياسيًا من قبل القوى المدعومة من إيران”.
ووصلت العملية السياسية إلى طريق مسدودة منذ انتخابات تشرين الأول التي حصد فيها الصدر 73 مقعدًا من أصل 329، قبل تقديم نوابه استقالتهم من مجلس النواب، بينما كان أداء المليشيات المدعومة من إيران ضعيفًا.
وفشل البرلمان ثلاث مرات في انتخاب رئيس جديد، وهو منصب مخصص للأكراد في نظام تقاسم السلطة في العراق، بسبب عدم إمكان تحقيق نصاب الثلثين.
كما إن جهود الصدر لتشكيل حكومة جديدة مع استبعاد الحلفاء الإيرانيين الرئيسيين لم تسفر عن شيء.
وتوقع حمدي مالك، الزميل المشارك في معهد واشنطن، أن تعمل إيران على تهدئة الوضع.
وقال “ما لا يريدون حدوثه هو أن يخوض أتباعها الحرب مع بعضهم بعضًا، و(تجنب) هذا سيكون محور مساعيهم في هذه المرحلة”.
وأضاف “إيران تعتقد بأن هذا سيفيد الآخرين في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج العربية، ما يسمح للأكراد أن يصبحوا أكثر قوة، وللسنة بتعزيز علاقاتهم مع الدول السنية. لذا فهم لا يريدون لهذا النظام الحالي… الانهيار”.
وتابع القول إن الصدر “يعرف أوراقه جيدًا، وهو يلعب بها، لكن بطريقة غير مألوفة تمامًا”.

 

 

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى