أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

عمره 1200 عام.. مسجد يكشف عن الوجود القديم للمسلمين بالنقب

وجود مساجد أثرية عمرها نحو 1200 سنة في مدينة رهط بالنقب أمر مهم يحوّل المكان إلى منطقة سياحية، خاصة وأنها من المساجد الأولى في العالم

النقب – أعلنت سلطة الاحتلال الصهيوني، عن اكتشافها لمسجدٍ قديم يعود إلى نحو 1200 عام بمدينة رهط بالنقب جنوب فلسطين،ما يُعتبر دليلًا إضافيًا على الوجود القديم للمسلمين في المنطقة.
وفوجئ موظفو سلطة الآثار للاحتلال، باكتشاف مسجد قديم، يعود إلى 1200 عام، في أرض بمدينة رهط، بالنقب.
والمسجد، عبارة عن غرفة تتسع لنحو 25 شخصًا، وفيها محراب باتجاه القبلة بمكة المكرمة، ما يعد دليلًا إضافيًا على الوجود القديم للمسلمين في المنطقة.
وقال الدكتور نوي ميخائيل، الخبير بسلطة الآثار للاحتلال الصهيوني، وأحد مدراء الحفر في رهط، إنهم بدأوا العمل في كانون الثاني من العام الجاري.
وأضاف، ” اكتشفنا عددًا من المواقع التي تعود للفترة الممتدة من العصر البيزنطي إلى العصر الإسلامي المبكر”.
وتابع: “ما هو مثير، هو أنه يمكنك رؤية الانتقال من الديانة المسيحية إلى الإسلام، فهناك كنائس ومسجدين، الأول تم اكتشافه عام 2019 والآخر الذي تم اكتشافه هذا العام، وليس بعيدًا من هنا، هناك عقار فاخر يشمل منزل ريفي من العهد الأموي”.
وقال ميخائيل: “ولذا بشكل عام، فإنك تشاهد هنا الانتقال من العصر البيزنطي إلى العصر الإسلامي المبكر، وهي من المؤشرات الأولى على الإسلام في المنطقة”.
وهذا هو المسجد الثاني الذي يتم اكتشافه في المنطقة، بعد المسجد الأول الذي تم اكتشافه عام 2019 ويعود إلى 1200 عام أيضًا.
وانشغل عدد من عمال سلطة الآثار، في تنظيف المكان من الأتربة.
وقال ميخائيل وهو يشير إلى موقع المسجد: “في هذا المبنى البسيط المكون من غرفة واحدة، يوجد محراب باتجاه الجنوب أي باتجاه مكة المكرمة”.
ولفت إلى اكتشاف فرن بالقرب من المسجد، يعود لأواخر الفترة البيزنطية، أي القرن السابع الميلادي.
وأضاف: “كان فرنًا كبيرًا ومفتوحًا ولا أدري بالضبط ماهية استخدامه، ربما لإعداد الطعام أو أي أمر آخر، ولكن هناك اعتقاد كبير بأنه لم يكن مستخدمًا حينما تم بناء المسجد، في نهاية القرن الثامن أو بداية القرن التاسع”.
وقال: “نعلم أنه في الفترة البيزنطية كان خلف المسجد مزرعة كبيرة، وعلى التلة المقابلة هناك مزرعة تعود إلى الفترة العباسية، وإلى الشمال هناك العقار الفاخر، وبذلك فإن المسجد أقيم ما بين هذه الأبنية”.
وجرت الحفريات استعدادًا لتوسعة مدينة رهط، البدوية العربية.
وفي هذا الصدد، يقول د.ميخائيل: “في محيط المسجد المكتشف، سيكون هناك حي كبير، ونأمل الحفاظ عليه، رهط هي مدينة مسلمة”.
وأضاف: “لم يتقرر بعد مصير المسجد، ولكننا نأمل الحفاظ على المسجد ودمجه في منطقة أثرية هنا لسكان رهط”.
وتابع: “بعد شهر، سننهي الحفريات الأثرية، وقد تجري حفريات في المستقبل بالمنطقة”.
وأدى موظفون مسلمون من سلطة الآثار للاحتلال، الصلاة بعد رفع الأذان.
وتحدث ياسر العمور، من مدينة رهط، ويعمل في سلطة الآثار منذ 28 عامًا، عن شعوره كأول من رفع الأذان وأدى الصلاة في المسجد بعد اكتشافه.
وقال لوكالة الأناضول: “شعور لا يوصف، تعجز الكلمات عن وصفه، كإنسان مسلم أُصلّي في هذا المسجد الذي يعود تاريخه إلى 1200 عام، أي منذ الفترة الأموية فهذا شيء يشرح الصدر”
وأضاف: “أن أكون أول من يُصلي ويرفع الأذان في المسجد، بعد اكتشافه، هو مصدر فخر بالنسبة لي”.
ومدينة رهط، هي جزء من منطقة النقب الصحراوية، في جنوبي البلاد.
ويقول العمور: “شعوري بعد اكتشاف المسجد الأول (عام 2019)، هو ذات شعوري بعد اكتشاف المسجد الثاني، هو شعور لا يوصف، فهما إثبات على وجودنا الإسلامي منذ أكثر من 1200 عام”.
وأضاف: “أطالب بلدية رهط أن تتعاون مع سلطة الآثار لترميم هذا المسجد، والحفاظ عليه، كموقع أثري وسياحي مهم للمدينة من النواحي الاقتصادية والأثرية والسياحية، لأن من شأنه أن يعود بالفائدة على سكان رهط من الناحية الاقتصادية عبر جلب السياح إلى المدينة”.
وتابع: “إن وجود مسجد يعود تاريخه إلى 1200 سنة، سيدفع الناس للقدوم إليه وهذا يجلب السياحة إلى مدينة رهط، وأطالب البلدية ببناء مسجد جديد إلى جانب المسجد القديم”.
ولفت العمور إلى أن عدد سكان رهط 75 ألف نسمة، جميعهم من البدو المسلمين.
وقال العمور: “هناك عدد من المساجد، ولكن وجود هذين المسجدين أمر مهم يحوّل المكان إلى منطقة سياحية، خاصة وأنها من المساجد الأولى في العالم”.
وفي موقع قريب، انشغل عدد من موظفي سلطة الآثار في تنظيف الموقع والحفاظ على مقتنيات أثرية أخرى، في المنطقة.
وأوضح ميخائيل أنه تم اكتشاف قطع زجاج ملون، عليه رسومات يدوية من الفترة العباسية وسراج إنارة بالزيت ومجسم حمار مصنوع من الحجارة من الفترة العباسية، ومعالق صغيرة جدًا من الفترة الأموية، وزخارف من الفترة المملوكية وفخارة كبيرة من العهد الإسلامي.
وذكر أنه تم أيضا اكتشاف أعمدة رخام تعود لكنيسة، يعتقد أنه تم إحضارها من تركيا.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى