أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

“تذاكر أكثر من المقاعد” فضيحة جديدة في الخطوط الجوية العراقية

إدارة الخطوط الجوية العراقية تتذرع بفتح لجنة تحقيقية بعد تركها المسافرين في مطار صبيحة التركي لعدم وجود مقاعد كافية على متن الطائرة.

بغداد ــ الرافدين

كشف فيديو لمسافر عراقي في مطار صبيحة التركي، الفساد الذي ينخر بنية الخطوط الجوية العراقية، بعد تأكيده أن عشرات المسافرين لم يجدوا مقاعد كافية في رحلة متوجهة إلى بغداد.
وقال المسافر في الفيديو الذي عده عراقيون فضيحيه تكشف الفشل والفساد في إدارة الخطوط الجوية العراقية منذ عام 2003، إن العاملين في مكتب الخطوط العراقية أبلغوهم بعد تأخير الرحلة لأكثر من عشر ساعات، لا توجد مقاعد كافية لسفرهم على الرغم من امتلاكهم تذاكر سفر.
وتساءل المسافر العراقي “هل يوجد أسوأ من هذه الفوضى عندما تقوم إدارة الخطوط الجوية العراقية بحجز تذاكر على رحلة أكثر من عدد مقاعد الطائرة”.
وتحول تصريح المسافر العراقي إلى إدانة شعبية عراقية لإدارة الخطوط الجوية ووزارة النقل، الأمر الذي دفع إدارة الخطوط إلى إصدار بيان وصفه متابعون بالهزيل عن تشكيل لجنة تحقيقية.
وضاعف البيان في إدانة إدارة الخطوط، عندما اعترفت بطريقة غير مباشرة بالفساد، والتذرع بتشكيل “لجنة تحقيقية عاجلة بإشراف مباشر من قبل المدير العام للشركة من أجل الوقوف على ملابسات الحادث ومحاسبة المقصرين في حال ثبت وجود تقصير من قبل الشركة”.
وقال أحد المسافرين من مطار صبيحة التركي، إن “الطائرة أقلعت وتركتهم بحجة عدم وجود مقاعد كافية”.
وعبر مسافرون عن امتعاضهم الشديد، بعد أن أصبح تأخير الرحلات وتغيير مواعيدها وفقدان الحقائب ظاهرة دائما في أغلب رحلات الخطوط الجوية العراقية، من دون أن يتم محاسبة أيا من المسؤولين عن ذلك.

عشرات المسافرين العراقيين يفترشون الأرض في مطار صبيحة التركي

وكانت وكالة سلامة الطيران الأوربية، قد أكدت، أن الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية سيستمر لحين تلبية متطلبات التشغيل الآمن من خلال الاستجابة لمتطلبات شهادة مشغل البلد الثالث؛ وذلك خلافًا لما أعلنه وزير النقل الحالي ناصر بندر الشبلي.
وأوضحت المنظمة مشكلة الخطوط الجوية العراقية بعشرة نقاط في تقريرها، جزء منها يتعلق بإجراءات سلطة الطيران المدني وهي السلطة المنظمة والمشرفة على قطاع الطيران في العراق.
يذكر أن الشبلي قد زعم في تصريحات سابقة أن الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية سيتم رفعه في نهاية نيسان الماضي اعتمادًا على لقاء كان في مطلع العام الجاري مع ممثل الاتحاد الأوروبي.
غير أن مصادر في الاتحاد الأوروبي قد أكدت على أن اللقاء بروتوكولي وليس له أي علاقة ولا أي تأثير على قرار منظمة السلامة الأوربية التي تعمل فقط على المعطيات الفنية وتدقيقها.
وتحولت “فضيحة قطع تذاكر أكثر من عدد المقاعد” الى موضع تهكم وسخرية بين العراقيين على مواقع التواصل، مستذكرين في ذلك التاريخ الناصع للخطوط الجوية العراقية قبل احتلال العراق عام 2003.
واستذكر عراقيون كيف بقيت الخطوط الجوية العراقية على مدار تاريخها من دون أي حادث جوي يذكر، فضلا على دقة مواعيدها والخدمات التي كانت تقدمها.
وأشاروا إلى، أن شخصيات سياسية وفنية وأدبية طالما أشادت بخدمة الخطوط الجوية العراقية وتفضيل السفر على رحلاتها، من بينهم الشاعر الراحل نزار قباني والممثل البريطاني أوليفر ريد بطل فيلم “المسألة الكبرى” للمخرج محمد شكري جميل.
وتساءل عراقيون عما إذا كان الحكومات منذ عام 2003 لديها أي شهادة ثناء من أي شخصية عامة بخدمات الخطوط الجوية العراقية. غير التهكم على خدماتها السيئة.
وقال رجل أعمال عراقي مقيم في دبي، أنه أوقف السفر على الخطوط الجوية العراقية منذ أن قام ابن وزير النقل السابق هادي العامري في حكومة نوري المالكي، بإعادة طائرة إلى مطار بيروت بعد إقلاعها أثر تأخره عن موعد السفر.
وقال رجل الاعمال “مثل هذه المهزلة لا توجد إلا في العراق الذي يتبوأ أعلى المراتب في مؤشر الفساد الدولي، لذلك بقي ابن العامري من دون حساب بعد إرغام قائد الطائرة على العودة بعد الإقلاع”.
وأضاف “مثلما مر سلوك ابن العامري بلا عقاب، ستمر فضيحة قطع تذاكر أكثر من المقاعد مثلها”.
وكان وزير النقل الحالي ناصر حسين الشبلي قد قال إن “الخطوط الجوية العراقية بدأت تتحول إلى شركة خاسرة”.
وأضاف الشبلي أن “الحكومة تدعم حاليًا شركة الخطوط الجوية العراقية لعبور هذه المرحلة”، مبينا أن “الوزارة لم تسجل حالة إعلان إفلاس لأي شركة من شركات الطيران العراقية الخاصة. في إشاره لباقي الشركات الخاصة التي يمتلكها زعماء أحزاب وميليشيات متنفذة.
وسبق وأن كشفت وثائق رسمية، عن نتائج تحقيق أجرته لجنة برلمانية حول شركة الخطوط الجوية العراقية، بينها وجود “ضعف واضح” في إدارة الشركة و”استحواذ جهات وأطراف على الميزانية العامة” لها، إضافة إلى توقف الرحلات إلى أوروبا بناء على “صفقات مشبوهة” مع شركات أجنبية لنقل المسافرين العراقيين بواسطة طائرات عراقية “لقاء عمولات”، لافتة إلى وجود اتفاق غامض مع شركة تركية على إنشاء مركز صيانة ما “أفقد العراق ملايين الدولارات” فضلاً عن “خطورته الأمنية والتقنية”.
وقال عضو لجنة الخدمات في مجلس النواب جاسم البخاتي، إن خسائر القسم التجاري في الخطوط الجوية العراقية خلال آخر خمس سنوات تقدر بخمسة وخمسين مليون دولار.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى