أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

بافل الطالباني ورقة سياسية خاسرة ترفعها أحزاب إيران في العراق

رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال الطالباني تربية استخباراتية إيرانية بامتياز، وولائه الى طهران أكثر من بغداد.

بغداد – الرافدين

لا يعول مراقبون سياسيون على دور مرتقب لرئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال الطالباني وسط الانسداد السياسي، ويصفون الحراك الذي يقوم به مع قادة أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي، بانه مسعى للحصول على جزء من تقسيم “الحصة المالية من ثروة الدولة”.
ويسعى الإطار الذي يضم الميليشيات الولائية الى تحالفات جديدة بعد انسحاب نواب التيار الصدري من مجلس النواب، بغية تشكيل الحكومة الجديدة، بيد أن الخلافات المتصاعدة بين الحزبين الكرديين على منصب رئيس الجمهورية تحول دول التوصل الى توافق مشترك وفق المحاصصة الطائفية القائمة منذ احتلال العراق عام 2003 لتوزيع المناصب.
وتركز وسائل الاعلام الداعمة للإطار على لقاءات بافل الطالباني، بوصفه “الزعيم الكردي الجديد” الذي سيتم التوافق معه على تشكيل الحكومة.
والتقي الطالباني مع قيادات الإطار التنسيقي بحضور رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم ميليشيا بدر هادي العامري وزعيم ميليشيا العصائب قيس الخزعلي. وقبلها زار عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة وفائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى.
وقال مصدر سياسي عراقي ان بافل لن يكون كوالده جلال في علاقاته من الأطراف المتصارعة على السلطة، فهو لا يتخلى عن طموحه الذي طالما أعلنه من دون تردد في “دولة خاصة بحزبه تضم السليمانية وكركوك وحلبجة” الامر الذي يؤجج الصراع مع اسرة مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وتتنافس اسرتا الطالباني والبارزاني على مدن شمال العراق منذ عقود، وشهد التنافس بينهما معارك طاحنة بين قوات الطرفين منذ تسعينات القرن الماضي.
ويسيطر حزب ورثة الطالباني عمليا على محافظتي السليمانية وحلبجة من ضمن المحافظات الثلاث لإقليم كردستان العراق الذي يتّخذ من أربيل مركزا له، وهي أيضا معقل حزب أسرة البارزاني الذي يشمل نفوذه محافظة دهوك.
ويتحكّم الاتحاد في جزء من موارد الإقليم الذي يشارك في حكمه إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث يشغل قوباد الطالباني منصب نائب رئيس الإقليم، كما أنّ قسما من قوات البيشمركة التي هي بمثابة جيش لكردستان العراق تابع للحزب.
ويصف صحفي كردي بافل بانه لا يمت بصلة عاطفية أو وطنية للعراق تماما مثل شقيقيه قوباد، فالاثنان ولدا خارج العراق في سبعينات القرن الماضي ولا يتحدثان اللغة العربية، ورافقا والدهما في جوالته مع أعداء العراق إيران و”إسرائيل”.
وقال الصحفي الكردي في تصريح لـ”الرافدين” مفضلا عدم الكشف عن اسمه “بافل تربية استخباراتية إيرانية بامتياز، وولائه الى طهران لا يتزحزح”.
وعزا الصحفي تحالف الاتحاد الوطني الكردستاني مع الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية، الى ولاء الطرفين إلى إيران. فآخر ما يتم تداوله في اجتماعات بافل مع المالكي والعامري والخزعلي والحكيم، أسم العراق.
ويرى مراقبون ان التنافس بين الحزبين الكرديين لن يسمح لبافل في تخطي الحدود المرسومة له من قبل اسرة البارزاني، خصوصا في الضغط الكردي على الحكومة الحالية في بغداد للحصول على حصتها من أموال الموازنة.
ويؤكدون على ان منح قوباد الطالباني منصب نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، لا يعني توافقا بين الحزبين، بقدر ماهو ترضية في توزيع المناصب، فأسرة البارزاني لن تفرط لآل الطالباني بسلطتها على مدن شمال العراق.
وقال الكاتب علي الصراف “الأكراد دائما ما تبنوا الرهانات الخطأ، ووضعوا على أساسها استراتيجيات جوفاء. هم لا يعرفون، من الأساس، مَنْ هو العدو ومَنْ هو الصديق. لا يعرفون أن للأكراد عدوين لدودين وصديقا واحدا، ليس في العراق وحده، ولكن في كل أرجاء كردستان الكبرى”.
وأضاف “سوء التقدير، قام على أساس أن كل جزء من كردستان الكبرى يمكنه أن يعيش بمعزل عن الأجزاء الأخرى وأن يخوض حروبه ضد سلطاته بالطريقة التي يراها مناسبة. وهو ما بدد الطابع القومي للقضية الكردية، وحوّل الأكراد إلى أقليات تصارع من أجل حقوق وامتيازات متفاوتة. ولم تلاحظ أن للجوار قدرة على تخريب هذا المسار عندما يتحول إلى خطر”.
وتتنافس اسرتا البارزاني والطالباني على الحصول على منصب رئيس الجمهورية وفق المحاصصة الطائفية، فمرشح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح بينما يدفع الحزب الديمقراطي الكردستاني بمرشحه ريبر أحمد.
ويتنافس الحزبان الكرديان على الظفر بالمنصب، الأمر الذي يؤكد أن الخلاف بينهما أعمق بكثير من منصب رئيس الجمهورية الاعتباري.
وطالب الحزب الديموقراطي الكردستاني، الإطار التنسيقي بكف يده عن ملف رئاسة الجمهورية، كونه “شأن كردي يحسمه الحزبان الكرديان بين بضعهما”.
وجاء تحذير الديموقراطي الكردستاني للإطار التنسيقي أثر اللقاء المستمرة التي يجريها بافل مع قادة الاطار في بغداد.
على مستوى آخر يعاني الاتحاد الوطني الكردستاني من خلافات مهددة لهرمه بين بافل وابن عمه لاهور شيخ جنكي الذي كان يشغل منصب الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، قبل ان يتم عزله. ولا يزال الخلاف مستمرا بالرغم من التهدئة المؤقتة بين الطرفين.
وسبق وان رفع شيخ جنكي دعوة قضائية اتهم فيها بافل الطالباني بـ”مخالفة بنود وفقرات النظام الداخلي للحزب”، من خلال عزله شيخ جنكي ومنعه من ممارسة مهامه.
ومع ان الاتحاد الوطني الكردستاني يمتلك ميليشيات مسلحة تسيطر على مدينة السليمانية، الا ان قمعها للاحتجاجات الشعبية ضد الفساد والتغول لأسرة الطالباني، بين فترة وأخرى لن يحول دون تجدد التظاهرات.
وشهدت السليمانية احتجاجات دامية ضد أسرة الطالباني التي اتهمت بإدارة عمليات فساد كبرى على حساب المواطنين.
وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها شعارات منددة بسوء الأوضاع المعيشية، كما رددوا هتافات تطالب بإنهاء أزمة تأخر الرواتب.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى