أخبار الرافدين
تقارير الرافديندولية

الإطاحة بجونسون خبر سار، لكن ماذا عن سفينة الاقتصاد الغارقة

بازدياد التضخم وارتفاع أسعار الغذاء وفواتير الطاقة في بريطانيا، المحافظون في مأزق سواء بقيادة جونسون أم بغيره.

لندن– ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن بوريس جونسون سيستقيل من قيادة حزب المحافظين الخميس وسيبقى رئيسا للوزراء حتى الخريف.
وقالت هيئة بي بي سي إن “بوريس جونسون سيستقيل من منصب زعيم المحافظين اليوم – وسيستمر كرئيس للوزراء حتى الخريف”، مضيفًا أن انتخابات زعيم حزب المحافظين ستجري هذا الصيف وسيحل الفائز محل جونسون بحلول تشرين الأول.
وقال متحدث باسم الحكومة أن جونسون سيتوجه بكلمة إلى مواطنيه في وقت لاحق الخميس.
وتعليقًا على الإعلان، قال زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر إنها “أنباء سارة (لكن) لسنا بحاجة إلى تغيير في قيادة حزب المحافظين. نحن بحاجة إلى تغيير حقيقي في الحكومة”.
يأتي ذلك في حين أعلن نحو 60 من أعضاء الحكومة استقالتهم منذ الثلاثاء وبينهم خمسة وزراء، في حركة جماعية غير مسبوقة في التاريخ السياسي البريطاني فيما يتصاعد الغضب منذ أشهر بسبب فضيحة الحفلات في داونينغ ستريت أثناء الحجر الصحي.
وأذنت استقالة وزير المالية ريشي سوناك ووزير الصحة ساجد جاويد مساء الثلاثاء بقرب سقوط جونسون بعد فضيحة جنسية جديدة تتعلق بالنائب المسؤول عن انضباط النواب المحافظين الذي عينه في شباط رغم توجيه تهم له في السابق.
وقال كريس ماسون المحرر السياسي في (بي.بي.سي) إن “بوريس جونسون سيستقيل من منصب زعيم حزب المحافظين اليوم”.
وبعد أيام من القتال للحفاظ على منصبه، تخلى معظم حلفاء جونسون عنه باستثناء قلة قليلة. وكان المشهد مغايرا تماما عما كان عليه الحال عام 2019 عندما تولى جونسون (58 عاما) السلطة مدعوما بأغلبية كبيرة بعد أن فاز بأصوات في مناطق من بريطانيا لم تكن قد دعمت حزب المحافظين من قبل.
وحتى وزير المالية ناظم الزهاوي الذي عُين يوم الأربعاء فحسب دعا رئيس الحكومة إلى الاستقالة.
وكتب على تويتر “هذا وضع غير قابل للاستمرار وسيزداد سوءا بالنسبة لك ولحزب المحافظين – والأهم من ذلك – للبلد كله”.
وأضاف “يجب أن تفعل الشيء الصحيح وترحل الآن”.
ولا يرى غالبية المحللين أن الإطاحة بجونسون ستعيد كفة الاقتصاد البريطاني وتخفف من مستوى التضخم.
ومع أنهم اجمعوا على ان مرثية جونسون كتبت منذ الفضائح التي أحاطت به قبل أشهر، والاطاحة به أمر سار للبريطانيين، لكن تساؤلات عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير الطاقة وانعدام فرص العمل مازالت قائمة لدي فئات واسعة في المجتمع البريطاني.
وقالت المدعية العامة البريطانية سويلا برافرمان إنه حان وقت رحيل رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وذكرت وكالة “بي ايه ميديا” البريطانية أن برافرمان قالت “إن جونسون تعامل مع الأمور بشكل مروع” خلال الأيام الماضية.
وأضافت “الميزان يرجح حاليا قول، ما يؤلمني أن أقوله، ولكن حان وقت الرحيل”.
وأشارت برافرمان إلى أنها مستعدة لخوض سباق تولى منصب رئيس الوزراء.
وكان جونسون ثالث زعيم لحزب المحافظين بعد 12 عامًا في المنصب، بعد ديفيد كاميرون وتيريزا ماي، ممن مهدوا الطريق لمشاكل بريطانيا، فلم ترتفع على سبيل المثال الأجور منذ عام 2010 بينما يزداد التضخم مقابل ذلك. والشعب بدأ يعبر عن تذمره من ارتفاع أسعار الغذاء ودفع فواتير الطاقة بطرق لم تعهدها بريطانيا من قبل. وكل ذلك مؤشر لسقوط مدو للمحافظين في الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها بحلول عام 2025. فالمحافظون في مأزق سواء بقيادة جونسون أم بغيره.
وكتب الصحفي كرم نعمة المهتم بالشؤون البريطانية “المرثية جاهزة منذ أشهر لأن بوريس جونسون أغرق المملكة المتحدة في البحر، منذ أن قادة حافلة بريكست في المدن البريطانية تاركًا الحقيقة في بيته”.
اضاف “في حقيقة الأمر لا يوجد سياسي بريطاني معاصر مجنون مثل بوريس جونسون، إذا استثنينا عن قصد نايجل فراج. حتى راشيل شقيقة بوريس تصفه كذلك، وتقول إن طموحه منذ أن كان صبيا يريد أن يصل الى حكم العالم”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى