أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

وباء كورونا يعود ليفتك بحياة العراقيين

الحكومة في بغداد تعبر عن عجزها في مواجهة أربعة أوبئة، مؤكدة أن أقل من 20 بالمائة من العراقيين تلقوا لقاح كورونا.

بغداد – الرافدين
تتصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا في العراق بشكل لافت لتقترب من حاجز 5000 آلاف حالة في اليوم الواحد في ظل تردي الواقع الصحي في بلد هاجرت معظم كفاءاته وانهيار المنظومة الصحية منذ عام 2003.
وسجل العراق حالتي وفاة و4819 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بحسب وزارة الصحة.
وذكرت الوزارة في تقرير صادر عنها يوم الأربعاء أن إجمالي عدد الإصابات في البلاد بلغ 2369272 والوفيات 25249 والمتعافين 2315298.
ولفت تقرير الوزارة إلى أن المستشفيات أجرت خلال الساعات الماضية 13973 فحصًا مختبريًا لمواطنين للتحقق من الإصابة بفيروس كورونا وأن عدد المتعافين منه بلغ 1220 شخصًا.
وأوضح التقرير أن إجمالي الذين تم تطعيمهم باللقاح المضاد لفيروس كورونا وصل إلى 10895109 شخصًا.
ولم يشهد العراق مثل هذه الأرقام من الإصابات اليومية بفيروس كورونا طيلة عام ونصف تقريبًا، لكن الإصابات عادت للارتفاع بشكل واضح ثم قفزت إلى أكثر من 4000 حالة خلال الأيام القليلة الماضية.
وعلى الرغم من تحذيرها من الدخول في موجة خامسة من الوباء إلا أن وزارة الصحة العراقية أكدت نيتها عدم اتخاذ إجراءات الإغلاق التام ولا حتى الحظر الجزئي في البلاد.
وبدل أن تنظر الوزارة أو الحكومة الحالية بما يمكن فعله للتصدي لعودة الفيروس وانتشاره المتسارع ألقت باللوم على المواطن العراقي، وقالت في بيان لها قبل أيام إن  “عودة ارتفاع الإصابات للأسف هو نتيجة حتمية للتهاون في تلقي لقاحات كورونا من قبل شرائح عديدة على الرغم من توفرها في كافة المراكز الصحية في بغداد والمحافظات، وقد أثبتت البحوث والدراسات العلمية الرصينة أن معظم الإصابات والوفيات التي تحدث في دول العالم في الفئات غير الحاصلة على لقاحات مضادة للفيروس، وكذلك ضعف تطبيق إجراءات الوقاية وأهمها ارتداء الكمامات وتطبيق التباعد الجسدي وغسل اليدين بشكل متكرر”.
اكتفاء الوزارة بإلقاء اللوم على المواطنين جددته اليوم مديرة شعبة تعزيز الصحة في الوزارة ريا حبيب إذ طالبت المواطنين بتلقي اللقاح، وأرجعت ارتفاع الإصابات إلى ابتعاد الناس عن أخذه، مطالبة العراقيين بأخذ الجرعة الثالثة التعزيزية لتحجيم إمكانية الإصابة بالوباء مجددًا، وتقليل شدتها لو حدثت على حد تعبيرها.
وقالت وزارة الصحة في تصريحات جديدة إن نسبة المواطنين الذين تلقوا جرعتين من لقاحات كورونا لا تتجاوز 20 بالمائة مرجحة ازدياد مؤشر الإصابات خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت الوزارة أن اللقاحات المتوفرة في البلاد تغطي احتياج أكثر من 40 بالمئة فقط فيما لفتت إلى أن العراق لم يصل إلى نسبة المناعة المجتمعية المطلوبة حتى يتم إيقاف العمل بالتلقيح، مشيرة إلى أن العالم أجمع يسعى إلى تحصين مواطنيه لتتم الحماية الجمعية للمجتمع وهو ما لم يتحقق في العراق حتى الآن.
وتطرح عودة انتشار الفيروس في العراق تساؤلًا بشأن اللقاحات ومدى جدية الحكومة في تأمينها وإعطائها خلال الفترة السابقة، ففي الوقت التي تلقى فيه معظم مواطني الدول المجاورة اللقاحات، لم تصل الحكومة إلى تلقيح 11 مليون مواطن عراقي.
وليس وباء كورونا فقط من يهدد حياة العراقيين فهناك ثلاثة أوبئة أخرى متمثلة بالكوليرا والحمى النزفية وداء الكلب ووباء رابع هو جدري القرود الذي أصبح على الطريق بحسب وزارة الصحة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر إن “الوزارة تواجه عدة أوبئة منها كوفيد 19، والموجة الخامسة منه تتصاعد بشكل خطير”.
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع” أن “من بين الأوبئة أيضاً انتشار الحمى النزفية، وأن أعداد الحالات المسجلة بالإصابات بها غير مسبوقة منذ تسعينيات القرن الماضي حتى الآن”.
وأشار البدر إلى تطور خطير في انتشار مرض الكوليرا وتصاعد عدد الإصابات، مضيفاً أنه على الرغم من أن الإصابات بداء الكلب محدودة، إلا أنها تمثل تحدياً يحتاج إلى تثقيف وتوعية”.
وقال البدر إن “المرض الخامس لم يصل بعد إلى العراق، وهو جدري القرود، لكنه ظهر في لبنان، وهو قريب من العراق”، لافتاً إلى أن “وزارة الصحة تتحسب احتمالية وصوله إلى العراق”.
ولم ينسَ البدر أن يذكر بنقص عدد المؤسسات الصحية ونقص أعداد الكوادر الطبية والمعدات اللازمة وضعف البنية التحتية للقطاع الصحي.
ويعاني العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 من تداعي معظم قطاعاته وعلى رأسها القطاع الطبي لانتشار الفساد والمحسوبيات، إضافة إلى ما أفرزته تركيبة الحكومة والمشهد السياسي المقيد بجهات وأجندات خارجية وانتشار الميليشيات من فقر وتسيب وغياب شبه تام للخدمات والرعاية الصحية وغير الصحية وهجرة العقول والكفاءات أو تهجيرها بسبب الواقع المتردي وغياب الأمن، حتى أصبح العراقيون وكأنهم يعيشيون في القرون الوسطى تهدد حياتهم أمراض باتت منسية في معظم دول العالم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى