أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الغلاء والبطالة منغصات تفسد على العراقيين فرحتهم بالعيد

عراقيون: أحزاب السلطة السبب الأول للأزمات الاقتصادية

بغداد – الرافدين

مع حلول عيد الأضحى تكاد الأسواق العراقية تخلو من روادها لا سيما سوق الشورجة المشهور في بغداد بعد أن شهدت الأسواق ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار خاصة أسعار الملابس حتى بات شراؤها حلمًا بالنسبة للكثيرين، ما تسبب بتراجع مزمن للقوة الشرائية، وهناك أسباب كثيرة تسببت بهذه المعاناة تأثر الأسواق المحلية بالأزمات التي لحقت بالاقتصاد العراقي مجتمعة حتى جعلت هذا العيد ليس كسابقه من الأعياد.
ويقول أحد أصحاب متاجر بيع الملابس في سوق الشورجة في بغداد إن “حالة السوق منذ بداية العام الجاري في ركود”، مشيرًا إلى أن “هناك ضعفًا كبيرًا في تبضع الأسر لشراء ملابس العيد عكس السنوات الماضية التي كانت تشهد إقبالًا كبيرًا خصوصًا في الأيام القليلة قبل عيدي الفطر والأضحى”.
وأضاف صاحب المتجر في حديثه لبرنامج مع الناس في قناة الرافدين أن “الوضع الاقتصادي جعل الأسر العراقية تهتم بمعيشتها أكثر من الاهتمام بشراء كسوة العيد وارتفاع الأسعار جعل العائلات تتوجه لشراء البضاعة الرديئة”.
ويربط أصحاب المتاجر حالة السوق العراقية بالأوضاع السياسية، خصوصًا أن البلد الآن في دوامة من التناحر السياسي بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتصارع بين الأحزاب على السلطة والمناصب وهو وضع يضاف له ارتفاع أسعار البضائع من المصدر الرئيس، ما يدفع أصحاب متاجر التجزئة لرفع أسعار البيع للمواطنين، الأمر الذي جعل الكثير من الناس تتجه إلى البضائع الرخيصة والمستعملة.
ولعل خفض قيمة الدينار أمام الدولار من قبل الحكومة الحالية ضاعف من معاناة الطبقة الفقيرة والكادحة أكثر في الوقت التي تعاني من أصلًا من البطالة وانعدام فرص العمل بسبب سنوات من الفشل المالي والإداري للحكومات المتعاقبة بعد 2003 الأمر الذي ساهم بارتفاع الأسعار بنحو 18 بالمائة.
ويشهد العراق معدلات تضخم مرتفعة يحدد عواملها وتأثيرها الخبير الاقتصادي الدكتور صباح علو بالقول إن “هناك عوامل دولية وإقليمية زادت معدل التضخم إضافة إلى خفض قيمة الدينار أمام الدولار ما تسبب بارتفاع أسعار السلع بشكل عام”.
وأضاف علو في حديث له على قناة الرافدين أن “العائلة العراقية تعاني حاليًا من عدم قدرتها على توفير مستلزمات الحياة فكيف بمستلزمات العيد، في ظل غياب الحلول الحكومية في دعم دخل المواطن العراقي”.
ويتميز عيد الأضحى في العراق بإقبال الناس على شراء الأضاحي التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بالأسعار بسبب ارتفاع أسعار العلف وأجور النقل إضافة إلى تهريب ثروة الحيوانية.
وحمل مربو الأغنام الحكومة مسؤولية ارتفاع أسعار المواشي بسبب قلة دعمها لهم وارتفاع أسعار العلف الحيواني في السوق السوداء، خصوصًا أن البلاد تمر منذ عدة سنوات بمواسم جفاف انحسرت معها مناطق الرعي.
ولم تقتصر منغصات فرحة العيد على البالغين فقط بل للأطفال حصة منها بسبب غياب المرافق الترفيهية والمتنزهات بعد سيطرة الأحزاب وميليشياتها على أغلب الأراضي المخصصة لذلك وجعلها مقرات لهم أو توزيعها فيما بينهم.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى