أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

هل تنهي زيارة بايدن للسعودية سياسية التهاون الأمريكي مع إيران

الرئيس الأمريكي جو بايدن: الآن أصبحت إيران معزولة حتى أن تعود إلى الاتفاق النووي.

واشنطن– يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن للقاء قادة السعودية التي وصفها في الماضي بالدولة “المنبوذة” ردا على قتل الصحافي جمال خاشقجي، وذلك في إطار زيارة إلى الشرق الأوسط تعد غاية في الحساسية.
ويبدأ بايدن جولته في الكيان الصهيوني الأربعاء، لكن جميع الأنظار تتركّز على زيارته إلى السعودية الجمعة.
وقال أربعة أشخاص مطلعين إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تناقش احتمال إلغاء حظرها على المبيعات الأمريكية للأسلحة الهجومية للسعودية ولكن من المتوقع أن يتوقف أي قرار نهائي على إحراز الرياض تقدما نحو إنهاء الحرب في اليمن المجاور.
وقالت ثلاثة من المصادر قبل زيارة بايدن للمملكة هذا الأسبوع إن مسؤولين سعوديين كبارا حثوا نظراءهم الأمريكيين على إلغاء سياسة بيع الأسلحة الدفاعية فقط إلى أكبر شريك لها في الخليج خلال عدة اجتماعات عقدت في الرياض وواشنطن في الأشهر الأخيرة.
وقال مصدران إن المناقشات الداخلية الأمريكية غير رسمية وفي مرحلة مبكرة وليس هناك قرار وشيك وقال مسؤول أمريكي لرويترز إنه لا توجد مناقشات تجري مع السعوديين بشأن الأسلحة الهجومية “في هذا الوقت”.
وستقوم طائرة “إير فورس وان” الرئاسية برحلة مباشرة غير مسبوقة من “إسرائيل” إلى المملكة الخليجية التي لا تعترف بها. وسبق أن قام الرئيس السابق دونالد ترامب برحلة تاريخية مماثلة عام 2017، لكن في الاتجاه الآخر.
وعندما كان مرشّحا للرئاسة، قال بايدن عام 2018 إن عملية قتل خاشقجي وتقطيع أوصاله جعلت من السعودية دولة “منبوذة”. وعرف الصحافي السعودي المقيم في الولايات المتحدة بكتابته مقالات منتقدة لحكام المملكة في صحيفة “واشنطن بوست”.
وبعد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، نشرت إدارته معلومات استخباراتية خلصت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يعد الحاكم الفعلي للبلاد، يقف شخصيا وراء العملية.
لكن يبدو بايدن الآن على استعداد للتعاون مجددا مع بلد اعتبر حليفا استراتيجيا رئيسيا للولايات المتحدة منذ عقود، فضلا عن كونه مصدرا رئيسيا للنفط ومشتريا مهما للأسلحة والتركيز على سياسة الهيمنة الإيرانية في المنطقة.
وكتب بايدن في مقال نشر السبت في “واشنطن بوست” “في المملكة العربيّة السعوديّة، نقضنا سياسة الشيك على بياض التي ورثناها” عن دونالد ترامب، مضيفًا “منذ البداية، كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات – لكن ليس قطعها”.
وأضاف “أعرف أنّ هناك كثيرين ممّن لا يتّفقون مع قراري السّفر إلى السعوديّة”، مؤكدا أن “الحرّيات الأساسيّة موجودة دائمًا على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج وهي ستكون كذلك خلال هذه الزيارة”.
وقال بايدن أنه عمل مع القادة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك ملك المملكة العربية السعودية، من أجل “وضع الأساس” لهدنة في اليمن لتقديم المساعدة الإنسانية الحيوية، و”اعاد التواصل مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وحول العالم” بخصوص إيران.
وكتب، “الآن أصبحت إيران معزولة حتى أن تعود إلى الاتفاق النووي الذي تخلى عنه سلفي بدون خطة لما قد يحل محله”.
وفي هذا الصدد، أوضح نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن جون ألترمان أن إدارة بايدن “اكتشفت الأمر الذي اكتشفته إدارات أميركية على مدى عقود: القيام بالعديد من الأمور في الشرق الأوسط وحول العالم أسهل بكثير إذا كان السعوديون يحاولون مساعدتك وأصعب بكثير إن لم يكونوا كذلك”.
وأشار بايدن في مقاله إلى أن الرياض “تعمل مع خبرائي للمساعدة في استقرار سوق النفط”.
وتحاول واشنطن إقناع أكبر مصدّر للخام في العالم بزيادة الإمدادات لخفض أسعار الوقود المرتفعة للغاية والتي تهدد فرص الديموقراطيين في تحقيق مكاسب في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني.
وأكد خبير الشرق الأوسط وإفريقيا لدى مجلس العلاقات الدولية ستيفن كوك أنه “لطالما كانت الأولوية للمصالح الاستراتيجية ورفاهية شخص يقود سيارة فورد إكسبيدشن (السيارة الرائجة في أوساط الأمريكيين) على حساب الناشطين الشجعان في المنطقة الذين يتطلعون لحياة أكثر انفتاحا وأنظمة ديموقراطية”.
كما أن السعودية أساسية بالنسبة لجهود واشنطن الرامية لاحتواء إيران.
وفضلا عن أي إعلانات محتملة، يدرك البيت الأبيض أيضا بأن الأنظار ستتركز على أجواء لقائه مع محمد بن سلمان، الذي سيكون ضمن الوفد الحاضر في اجتماع بايدن مع الملك سلمان.
وأفادت خبيرة حقوق الإنسان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مارتي فلاكس بأنه سيتعيّن على البيت الأبيض تخصيص الكثير من الوقت لترتيب “كيفية تنظيم هذا التفاعل”، إن كان سيكون علنيا أو مغلقا وإن كانت ستتخلله مصافحة أو مجاملات.
وقالت فلاكس “العامل المتغيّر الأهم بالطبع هو أنه بإمكان الطرف الآخر دائما عرقلة هذه الخطط إذا كان عازما على ذلك”.
ولا يرغب بايدن بأن يظهر بمظهر شخص يتراجع عن مبادئه من أجل بضعة برامل نفط، لكن قد يكون محمد بن سلمان مهتما بتسليط الضوء على اجتماعه بـ”زعيم العالم الحر”.
وفي إطار مسعاه لمواجهة الاتهامات بالمساومة، يحاول الرئيس الأمريكي لعب دور يظهر من خلاله بأنه يترفع عن الخلافات، كما أنه كان أقل اهتماما بكثير بالشرق الأوسط من اهتمامه بروسيا أو الصين.
ويقدّم نفسه على أنه الشخصية القادرة على تسهيل “اتّجاهات واعدة” في المنطقة ومفكر استراتيجي في وجه تحديات مثل برنامج إيران النووي والحرب في اليمن والاضطرابات في سوريا وليبيا والعراق ولبنان.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى