جرحى ثورة تشرين يفترشون أرصفة برلين بعد أن خذلتهم حكومة الكاظمي
ملف جرحى التظاهرات سيمثل شرارة ثورة جديدة تطيح بالعملية السياسية
بغداد– الرافدين
كشف أحد جرحى تظاهرات ثورة تشرين، الناشط المدني، وعد العزاوي، عن الإذلال الذي تمارسه حكومة الكاظمي ضد جرحى التظاهرات الذين أرسلوا إلى ألمانيا للعلاج.
وأضاف العزاوي أن “الحكومة ووزارة الصحة، خدعت جرحى تشرين ولم تعد تتواصل معهم، ولم تقدم لهم أية خدمات بعد أن تركونا نواجه المجهول في ألمانيا”.
وقال العزاوي وهو مصاب بشلل من جرّاء رصاصة في ظهره، أصيب بها خلال تظاهرات تشرين في بغداد، إن “رياض الرديني مدير قسم الإخلاء والاستقدام الطبي في وزارة الصحة الحالية يرفض تمديد فترة إقامة الجرحى في ألمانيا لغرض العلاج”، مضيفًا أن “سبب الرفض هو اعتقاد الرديني أن العمليات هي غير علاجية، في حين أنها تخفف ألم الجريح”، مشيرًا إلى أن “الموافقات حسب الأموال المرصودة غير كافية”.
وتابع أن “ألمانيا لا تمانع بتمديد الفترة إذا ضمنت من العراق توفير الأجور المالية الخاصة بعلاج الجرحى”.
وبشأن إيفاد مستشار الكاظمي، هشام داوود إلى ألمانيا للاطلاع على هذا الموضوع، قال وعد العزاوي، “سمعنا قبل ثلاثة أيام بهذا الخبر، ولم يصل إلى الآن”.
وأوضح، أنه “حتى مع وصوله لن يحل المشكلة كون الأمر حصرًا بيد مدير قسم الإخلاء والاستقدام الطبي”.
ولا يزال ملف جرحى تظاهرات تشرين مفتوحًا، شأنه شأن العديد من ملفات الانتهاكات ضد المتظاهرين.
وعلى الرغم من وعود الحكومة بعلاجهم إلا أنهم صدموا من حجم إهمال السلطات لهم وإرسالهم لمستشفيات غير متخصصة وتركهم يواجهون مصيرًا مجهولًا وخطر إعادتهم دون تحقيق أي تقدم بعلاج حالاتهم المرضية.
وقال المتظاهر الجريح رحيم عبد الكريم الملقب بـ “جون”، إن حكومة الكاظمي وعدتنا قبل شهور بتسفيرنا إلى ألمانيا للعلاج في مستشفيات مختصة وحديثة، لكن فوجئنا بعد وصولنا برلين بوضعنا بمصحة لكبار السن وليست مستشفى ولم نخضع لأي عملية جراحية.
وأكد ناشطون، أن المستشفى الألماني قام بطرد عدد من جرحى التظاهرات بسبب عدم تواصل الحكومة ببغداد ووزارة الصحة الحالية مع إدارة المستشفى بغية تسديد تكاليف العلاج ومتابعة الملف الصحي.
وقال ناشطون، إن المؤسسات الألمانية أكدت أن أغلب الجرحى لا يمكن إجراء عمليات جراحية لهم لصعوبة إصاباتهم، مضيفين أن الجرحى نقلوا إلى فندق بائس في برلين وأن أغلبهم مقعدون.
وبيّن الناشطون، أن أغلب جرحى تظاهرات ثورة تشرين أيقنوا أن إصاباتهم لا يمكن علاجها إلا بالطرق الفيزيائية، متهمين وزارة الصحة بالتذرع بأن كلف معالجة جرحى الاحتجاجات عالية.
وقال ناشطون عراقيون في ألمانيا، إن “منظمة مراسلون بلا حدود أصدرت بيانًا أمهلت فيه الحكومة العراقية ووزارة الصحة والسفارة العراقية في برلين 24 ساعة لحل مشكلتهم وإلا ستلجأ إلى كل الوسائل القانونية لتوفير لجوء إنساني لهؤلاء الشباب الذين تعرضوا للقمع والاغتيال وفقدانهم الحركة”.
وقوبل هذا الإهمال بهجوم واسع من الشارع العراقي، حيث شهدت عدة مدن وقفات احتجاجية وتضامنية مع جرحى التظاهرات المتروكين على أرصفة برلين دون علاج يواجهون مصيرًا مجهولًا بعد أن خدعتهم حكومة الكاظمي.
وهدد متظاهرو محافظة ذي قار، بتصعيد غير مسبوق بعد عيد الأضحى المبارك بعد قطعهم عددًا من الطرق، على خلفية استمرار تجاهل حكومة الكاظمي لجرحى تظاهرات ثورة تشرين.
وأوضح المتظاهرون، أنهم طالبوا بحسم ملف الجرحى في وقت سابق إلا أن السلطات الحكومية ووزارة الصحة الحالية تسوف في تنفيذ هذه المطالب، فيما أمهلوا السلطات إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى لمعالجة ملف جرحى التظاهرات الموجودين في ألمانيا.
ويرى مراقبون أن استمرار خداع جرحى التظاهرات بهذه الطرق من قبل الكاظمي وحكومته، سيجعل منها شرارة لانطلاق ثورة جديدة تطيح بالعملية السياسية وأحزابها الفاسدة.
واتهم النائب حسن السلامي، ما اعتبرها بالأمور الإدارية والبيروقراطية في وزارة الصحة بالتسبب في تراجع فرصة إكمال علاج المصابين من متظاهري ثورة تشرين.
وأكد السلامي، أن المستشفى الألماني أخرجهم وباتوا حرفيًا في الشارع متهمين الحكومة ووزارة الصحة في بغداد بتجاهلهم وعدم الاهتمام بتطورات مراحل علاجهم وتركهم في ألمانيا أمام مصير مجهول.
وقال إن المتظاهرين عند وصولهم إلى ألمانيا تم إدخالهم إلى مستشفى متخصص بتأهيل ورعاية كبار السن، على الرغم من حاجتهم الماسة لإجراء عمليات كبيرة بسبب الإصابات البليغة التي نجمت عن إطلاق الميليشيات النار عليهم خلال تظاهرات عام 2019 وما بعدها.