أخبار الرافدين
تقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

توق شعبي لثورة سريلانكية في العراق ولبنان

إعلان حالة الطوارئ في سريلانكا بعد فرار الرئيس إلى المالديف. بانتظار فرار قادة ميليشيات العراق ولبنان إلى إيران.

كولومبو – ينظر العراقيون واللبنانيون الى الاحداث المتسارعة في سريلانكا بعد اسقاط الرئيس واجتياح القصر الجمهوري من قبل جموع الشعب الغاضبة على الفساد والفشل السياسي، بعين الخيار الشعبي القادم للتخلص من السياسيين الفاشلين ولصوص الدولة في العراق ولبنان.
وتحولت الاحداث الشعبية بعد اسقاط الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا وفراره الى الخارج، الى مقارنات بين النخب الشعبية والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق ولبنان.
وبدأ التحريض الشعبي في البلدين العربيين اللذين يعانيان من الفساد والفشل السياسي وتبعية الأحزاب الى إيران مع سطوة الميليشيات وقوى اللادولة، للقيام بثورة شعبية مماثلة لأسقاط النظام.
ولا يستعبد عدد من المعلقين قابلية تكرار “سيناريو الثورة السريلانكية” في دول عربية تمر بظروف اقتصادية مشابهة، نتيجة أزمة الغذاء وانعدام فرص العمل والاستهانة بالكرامة البشرية وتغول الميليشيات الطائفية، التي يمكن أن تدفع الجياع إلى اقتحام قصور الحكام.
ويرى آخرون في الأخوين راجاباكسا “نموذجا تقليديا للنخب الحاكمة في البلدان المتخلفة” و”الإقطاعية والطائفية لسياسية”، وأن ما وصلت إليه سيرلانكا هو مثال على ما يمكن أن تفعله “الحكومات المتخبطة والفاشلة”.
وأعلنت سريلانكا حال الطوارئ الأربعاء بعد فرار الرئيس إلى خارج البلاد، ونزول الآلاف إلى الشوارع في تظاهرات غاضبة احتجاجا على عدم تنحيه.
وكان راجابكسا تعهّد في نهاية الأسبوع التنحي الأربعاء وتمهيد الطريق أمام “انتقال سلمي للسلطة” بعد فراره من مقر إقامته الرسمي في كولومبو قبيل اقتحام آلاف المحتجين للمجمع الرئاسي.
وعُيّن رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسنغه رئيسا بالإنابة بعد فرار راجابكسا إلى خارج البلاد، وفق ما أعلن رئيس مجلس النواب ماهيدنا أبيواردانا.
وقال أبيواردانا في كلمة تلفزيونية مقتضبة “بسبب غيابه عن البلاد، أبلغني الرئيس راجابكسا بأنه عيّن رئيس الوزراء رئيسا بالإنابة وفقا لما ينص عليه الدستور”.
ويتمتع راجاباكسا بحصانة تمنع توقيفه، ويعتقد أنه أراد مغادرة البلاد قبل التنحي تجنبا لاعتقاله.
وأفاد مسؤولون في سلطات الهجرة لوكالة الصحافة الفرنسية بأن راجابكسا غادر البلاد صباح الأربعاء في طائرة عسكرية من طراز أنطونوف-32 أقلته مع ثلاثة أشخاص آخرين بينهم زوجته وحارس شخصي.
وبعد ساعات قليلة ومع عدم صدور أي بيان رسمي بتنحي الرئيس، احتشد متظاهرون أمام مقر رئيس الحكومة الذي ينص الدستور على توليه الرئاسة بالإنابة في حال تنحي الرئيس، للمطالبة باستقالة الرجلين.
وهتف المتظاهرون “ارحل يا رانيل، ارحل يا غوتا” قبل أن يقتحموا مكاتب رئيس الحكومة احتجاجا على تعيينه رئيسا بالإنابة.
وأفاد شهود عيان بأن متظاهرين مناهضين للحكومة اقتحموا مكاتب رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنغه الأربعاء، بعيد تعيينه رئيسا بالإنابة.
وأفاد شهود عيان بأن رجالا ونساء تمكنوا من اختراق العوائق واقتحموا مكتب رئيس الحكومة ورفعوا أعلام البلاد بعدما فشل عناصر الشرطة والجيش في صدّهم على الرغم من إطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه.
وكانت الحكومة السريلانكية أعلنت حال طوارئ عامة “للتعامل مع الوضع في البلاد”، وفق ما أعلن المتحدث باسم رئيس الحكومة دينوك كولومباج في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفرضت الشرطة حظر تجول في كامل المنطقة الغربية التي تضم كولومبو “لاحتواء الوضع”، وفق مسؤول رفيع في الجهاز.
والأربعاء اقتحم متظاهرون مناهضون للحكومة السريلانكية مقر التلفزيون الرسمي وسيطروا لفترة وجيزة على البث.
واقتحم شخص لم تعرف هويته استوديو شبكة روبافاهيني خلال بث مباشر وأمر بأن يقتصر البث على أخبار متصلة بالاحتجاجات. وعلى الأثر قُطع الإرسال وبُث برنامج مسجل.
وكان ويكريمسينغ قد تعهّد التنحي إذا تم تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن لم يعلن عن أي جدول زمني لإعلان الاستقالة.
وعملية انتقال السلطات الرئاسية قد تستغرق ما بين ثلاثة أيام، وهي المهلة الدنيا لانتخاب البرلمان رئيس وزراء يتولى المنصب بالإنابة حتى نهاية عهد راجابكسا في تشرين الثاني 2024، و30 يوما، وهي المدى القصوى بحسب الدستور.
وراجابكسا متّهم بسوء إدارة الاقتصاد مع نفاد العملات الأجنبية الضرورية لتمويل غالبية عمليات الاستيراد ما أغرق سكان البالغ عددهم 22 مليونا في صعوبات كبرى.
وفي وقت سابق الأربعاء اقتحم سريلانكيون مجددا أروقة المقر الرئاسي الرسمي حيث تجولوا في جو احتفالي ساده الهدوء.
وقال الموظف الرسمي المتقاعد كينغسلي ساماراكون البالغ 74 عاما “الناس سعداء للغاية لأن هؤلاء الأشخاص نهبوا بلادنا”، مصيفا “لقد سرقوا الكثير من المال، مليارات ومليارات”.
لكنه لم يبد تفاؤلا كبيرا بإمكان تحسّن الأوضاع في البلاد سريعا، وتساءل “كيف يمكن إدارة البلاد من دون أموال؟”، مضيفا “إنها مشكلة”.
وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في نيسان وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.
واستهلكت سريلانكا تقريبا إمداداتها الشحيحة أساسا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.
وخلال المغادرة واجهت راجابكسا تعقيدات استمرت أكثر من 24 ساعة تخلّلها سجال مع سلطات الهجرة في كولومبو.
وهو أراد بادئ الأمر السفر إلى دبي في رحلة تجارية لكن طاقم مطار باندارانايك الدولي أوقف الخدمات المخصصة للشخصيات المهمة “في.آي.بي” وأصروا على مرور كل المسافرين عبر مكاتب إصدار التذاكر للعموم.
ولم يشأ الحزب الرئاسي المرور عبر القنوات العادية خوفا من رد الفعل الشعبي، وفق مسؤول أمني، ومن جراء ذلك فوتت أربع رحلات الإثنين كان من الممكن أن تقلهم إلى الإمارات.
ولدى وصولهم إلى المالديف الأربعاء تم اصطحابهم، بحراسة الشرطة، إلى وجهة لم تُعرف في الحال، وفق مسؤول في مطار ماليه.
وفوّت شقيقه الأصغر باسل الذي استقال من منصب وزير المالية في نيسان رحلة جوية متجهة إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع سلطات الهجرة.
وحاول باسل الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضًا استخدام خدمة مدفوعة الأجر لحمل الحقائب مخصصة للمسافرين من رجال الأعمال، لكنّ موظفي المطار والهجرة أعلنوا إيقاف هذه الخدمة السريعة بأثر فوري.
وقال ساجيت بريماداسا، زعيم حزب المعارضة الرئيسي “سماغي جانا بالاويغايا”، المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة في العام 2019 إنه سيترشّح للمنصب.
وبريماداسا هو نجل الرئيس السابق راناسينغه بريماداسا، الذي اغتيل في تفجير انتحاري لمتمردي التاميل في أيار 1993.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى