أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

فساد وغرور المالكي يشتت أحزاب وميليشيات إيران في العراق

الصدر يرفض الوساطة الإيرانية وطهران تتجاهل ثلاث رسائل من المالكي للقاء خامنئي أو إبراهيم رئيسي.

بغداد- الرافدين
تعيش الأحزاب والميليشيات الولائية أزمة سياسية ووجودية، هي الأشد منذ صعودها إلى السلطة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.
وتتخبط القوى والأحزاب المنضوية في الإطار التنسيقي في الاتفاق على ترشيح رئيس الحكومة القادمة بعد انسحاب أعضاء التيار الصدري من مجلس النواب.
ويفاقم هذا التخبط الخلافات والصراعات بين الطامحين برئاسة الحكومة مثل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم ميليشيا بدر هادي العامري ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي فضلًا عن محافظ ميسان الأسبق محمد شياع السوداني.
وفشلت قوى الإطار في الاجتماع الأربعاء إثر الخلاف المتفاقم على مرشح لرئاسة الحكومة، بينما تترقب بتوجس ما يسفر عن الصلاة الجماعية التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الجمعة.
وزاد من منسوب الخلاف داخل الإطار التنسيقي التسريب الصوتي للمالكي الذي يكشف فيه عن ضغينة وكراهية عالية للصدر، واصفًا عناصر التيار الصدري بالجبناء.
ويكشف التسريب حجم الكراهية والحقد بين قادة القوى والأحزاب التي كانت تشكل من قبل ما يسمى بـ”البيت الشيعي” الذي انهار بعد أول خلاف على توزيع مغانم السلطة.
ورغم أن المالكي نفى بطريقة هزيلة التسريب، من دون أن يجد من يتفاعل مع هذا النفي، إلا أن الصدر رد بالقول “لا تكترثوا بالتسريبات فنحن لا نقيم له وزنًا”.
ويجمع المراقبون السياسيون على أن الخلافات القائمة بين قادة الأحزاب الطائفية في العراق، لا تمت بصلة لأي مشروع وطني، وإنما على الحصص والمغانم والتفرد بالسلطة.
ويرى المراقبون أن تسريبات المالكي كشفت حقيقة ما يجري بجلاء لكل العراقيين والعالم بين عناصر سياسية وطائفية، تنظر إلى الدولة أشبه بالغنيمة الطائفية والعشائرية.
وكتب الصحفي كرم نعمة “الكلام الفارغ عن فتنة بعد تسريب شتائم وضغينة وكراهية المالكي لمقتدى الصدر، ذريعة هشة وضحك على الذقون للدفاع عن لصوص الدولة في العراق عندما يختلفون في توزيع حصص الاستيلاء على الحكومة بإدارة إيران”.
وقال مصدر سياسي عراقي إن الخلافات بين قوى الإطار أكبر من أن تسيطر عليها إيران، في الوقت الحاضر. لأنها خلافات على الثروة والسلطة.
وكشف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح لقناة “الرافدين” أن طهران تجاهلت ثلاث رسائل بعثها المالكي في محاولة للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي.
وقال “إن المالكي كان يأمل في زيارة طهران إضفاء نوع من الشرعية على ترشحه لرئاسة الحكومة بعد انسحاب أعضاء التيار الصدري من البرلمان”.
وأشار إلى أن رفض طهران استقبال المالكي، يؤكد بشكل واضح احتراق ورقة ما أسماه “أكبر تفاهة سياسية وطائفية في تاريخ العراق المعاصر” فعندما تتخلى عنه طهران يكون قد انتهى سياسيًا في العراق، بعد أن افتضح أمره وقاد أكبر عملية فساد على مدار ثماني أعوام.
وأشار المصدر إلى أن الصدر أرسل في الوقت نفسه مندوبًا إلى طهران، مؤكدًا عدم التجاوب مع أي دور إيراني للتوافق مع المالكي أو بعض قوى الإطار التنسيقي.
في غضون ذلك، فشل قادة الإطار في إكمال اجتماعهم، الأربعاء بعد خلافات مع المالكي، على مرشح رئاسة الحكومة.
ونقلت وسائل إعلام عن سياسي مطلع قوله إن قادة في الإطار التنسيقي أبلغوا المالكي بضرورة “التراجع عن قراره تولي المنصب مجددًا، وترك الأمر للتوافق على خيار يضمن التهدئة”.
ويعتقد كثيرون من بيئة الإطار التنسيقي أن طموحات المالكي عطّلت جهود الإطار التنسيقي في استثمار الفرصة القائمة لتشكيل الحكومة.
وتترقب قوى الإطار المنضوية تحته الميليشيات الولائية ما سيسفر عن تهديدات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التي أرسلها في أول أيام العيد.
وتوقع أن تكون الصلاة الجماعية التي دعها لها الصدر في الخامس عشر من تموز الجاري، رسالة تمهيد وتهديد لما بعدها.
ويتزامن توقيت صلاة الجمعة الموحدة، مع الموعد الذي حدد قادة الإطار التنسيقي للإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة من دون التيار الصدري.
وتشير التوقعات إلى أن الصدر سيحرك الشارع يوم الجمعة، لكن أعضاء التيار الصدري يقولون بأنهم في الانتظار ليروا ما الذي سيحدث.
وقال المحلل السياسي فاروق يوسف “لقد صحّت توقعات الصدر. فخصومه لم يتخلوا عن أسباب فشلهم. فهم مصرون على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل تصاعد الاحتجاجات الشعبية محتمين بقوة الحشد الشعبي المسلحة. ليست لديهم أوراق للعب بعد أن أفقدتهم انتخابات 2021 شرعية كانوا يتخذون منها قناعًا لوجودهم في السلطة”.
وأضاف “اعتقد المالكي أنه سيجد الحل فيما ينفجر مقتدى الصدر بالضحك وهو يرى عدوه التاريخي يدوس مبتهجًا على اللغم. فاسد يغوي فاسدًا بالانتحار من غير أن يقدم على قتله. العراق ملعب للفاسدين الذين يتوهمون أن عصرهم من غير نهاية وأن نظامهم سيكون صالحًا للاستعمال إلى الأبد وأن المعجزة الأمريكية التي أنعشت النظام الإيراني اقتصاديًا ليست في طريقها إلى زوال”.
بينما كتب علي الصراف “المالكي هو الذي صنع النظام القائم ورعاه ودبر شؤونه ووزع أدواره وقسّم حصصه. وما من قوة سياسية موجودة الآن على الساحة تستطيع أن تنكر أن المالكي لعب دورًا في مكانتها. ولولاه ما كان للكثير من الكيانات السياسية القائمة أثر على الإطلاق”.
وأضاف “نظام المحاصصات الطائفية هو نظام المالكي حصرًا. وهات اليوم من يستطيع الزعم أنه لم يستفد من هذا النظام. الكل كانت له حصة فيه. ولو لم يكن المالكي قد أصبح ثريًّا بما يكفي، فلربّما كان من الجائز له أن يفرض ضريبة شخصية على كل هذه الكيانات التي استنفعت من حكومتيه”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى