أخبار الرافدين
تقارير الرافدينعربية

بايدن يحل بين الفلسطينيين في الضفة الغربية خالي الوفاض

الرئيس الأمريكي يفتح ملف الهيمنة الإيرانية على المنطقة خلال قمة في السعودية.

القدس– قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الرئيس جو بايدن لن يأتي بخطة لاستئناف عملية السلام المتعثرة بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين عندما يزور الضفة الغربية الجمعة في نهاية المحطة الأولى من جولته في الشرق الأوسط.
وسيعيد بايدن تأكيد دعمه لحل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود وسيكشف النقاب عن حزمة جديدة من المساعدات الاقتصادية والفنية للفلسطينيين، لكن لا توجد أي توقعات بانفراجة سياسية كبيرة.
وقال المسؤول “ثمة حقائق عملية على الأرض ندركها جيدًا، لذلك لم نجهز خطة متدرجة، لكننا قلنا دائمًا إنه إذا كانت الأطراف مستعدة للتحدث، ونعتقد أنه ينبغي عليهم ذلك، فسنكون هناك بجانبهم”.
ومن المتوقع أن يلتقي بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم قبل مغادرته إلى السعودية، المحطة الثانية في زيارته.
وحتى قبل زيارته، اتهم القادة الفلسطينيون إدارة بايدن بإعطاء الأولوية لدمج الكيان المحتل في ترتيبات أمنية إقليمية مع الدول العربية على مخاوفهم، بما في ذلك تقرير المصير ومواصلة بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وشهدت الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجات على زيارة بايدن الخميس، عندما أعلن الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الإحتلال يائير لابيد تعميق العلاقات الأمنية في ما يطلق عليه “إعلان القدس”.
ورفض مسؤولو إدارة بايدن الاتهامات الفلسطينية بالتقاعس، مشيرين إلى التراجع عن خفض التمويل والجمود الدبلوماسي الذين فرضهما الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال المسؤول “لم تكن هناك علاقة على الإطلاق بأي حال، ولم تكن هناك مناقشات مع الفلسطينيين، وتم قطع التمويل بالكامل، ولم يكن هناك في الواقع أي احتمال لإجراء أي مناقشات سياسية من أي نوع”.
وأضاف أن التحرك لتعميق التكامل الإقليمي “ليس… هدفًا لمراوغة هذه القضية الأساسية”.
وفي ظل احتمال ضئيل للتقدم السياسي، من المرجح أن يكون التركيز على التمويل الجديد وإجراءات المساعدة الفنية التي سيكشف عنها بايدن.
وإضافة إلى مساهمة منذ أعوام تصل إلى 100 مليون دولار للمستشفيات في القدس الشرقية، سيعلن بايدن أيضًا عن تدابير لتحديث شبكات الاتصالات في الضفة الغربية وغزة إلى الجيل الرابع فائق السرعة بحلول نهاية عام 2023، وإجراءات أخرى لتسهيل السفر بين الضفة الغربية والأردن.
وإلى جانب ذلك ستكون هناك حزمة تمويل منفصلة بقيمة 201 مليون دولار مقدمة من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ولطالما كان حل الدولتين مع وجود دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب “إسرائيل” الحالية هو الحل المفضل للمجتمع الدولي. لكنه بدا بعيد المنال على نحو متزايد، مع تشدد المواقف وتراجع الدعم على الجانبين.
ويزور الرئيس جو بايدن السعودية، أهم حليف عربي للولايات المتحدة، يومي 15 و16 يوليو تموز بعد عامين من العلاقات المتوترة بسبب مقتل جمال خاشقجي الصحفي في واشنطن بوست.
ويتوقع أن تتضمن زيارة الرئيس الأمريكي فتح ملفات الهيمنة الإيرانية والنفط والحرب في اليمن.
وكان بايدن يرفض التعامل مباشرة مع الأمير محمد بن سلمان بعد تقرير استخباراتي أمريكي يشير إلى تورطه في مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.
لكن رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أصبحت أكثر إلحاحًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط. وسلطت حرب أوكرانيا الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين إذ يواجه بايدن صعوبات في مكافحة ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وبناء جبهة دولية موحدة لعزل روسيا.
ونفت الحكومة السعودية أي تورط لولي العهد في مقتل خاشقجي، وقالت إن مقتله جريمة شنيعة ارتكبتها جماعة مارقة.
وتنهي زيارة بايدن للمملكة، حيث من المقرر أن يحضر قمة للزعماء العرب، تعهده في حملته بجعل السعودية منبوذة. ودعا بايدن المملكة والمنتجين الخليجيين الآخرين إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار، التي قفزت نتيجة انتعاش قوي في الاستهلاك من أدنى مستوياته التي بلغها بسبب جائحة كوفيد-19 والعقوبات على روسيا في الوقت الراهن.
ويُنظر إلى السعودية والإمارات على أنهما الدولتان الوحيدتان في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اللتان تتمتعان بقدرة احتياطية لدعم شحنات النفط العالمية، الأمر الذي قد يخفض الأسعار.
لكن تعليقات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبايدن على هامش قمة مجموعة السبع والتقطتها كاميرات رويترز أشارت إلى أن الدولتين الخليجيتين بالكاد تستطيعان زيادة الإنتاج.
وقال بايدن الشهر الماضي إنه لن يضغط بشكل مباشر على السعودية لزيادة إنتاج النفط خلال زيارته.
وقد يؤكد بايدن مجددًا دعوة الولايات المتحدة لزعماء السعودية بمراجعة قضايا “سجناء الضمير” ورفع حظر السفر وقيود أخرى مفروضة على مدافعين عن حقوق المرأة أُطلق سراحهم من السجن في وقت سابق.
وألقت السلطات السعودية القبض على أفراد بارزين من العائلة الحاكمة ونشطاء ومثقفين وفقهاء. وينفي مسؤولون سعوديون وجود أي سجناء سياسيين في المملكة.
وتعهد بايدن في حملته الانتخابية بأنه سيعيد تقييم علاقات بلاده مع السعودية.
ومن المرجح أن يطلب بايدن من الرياض الإبقاء على دعمها للهدنة في اليمن إثر القتال بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وفي حزيران اتخذ البيت الأبيض خطوة نادرة من نوعها بالاعتراف بالدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار في اليمن.
وتشعر السعودية بالقلق منذ فترة طويلة من جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي خفف العقوبات المفروضة على طهران في مقابل وضع قيود على برنامجها النووي. وتعثرت جهود إحياء الاتفاق منذ شهور.
ومن المرجح أن يثير الأمير محمد هذه المخاوف. وانتقدت الرياض، التي انخرطت في عدة حروب بالوكالة مع إيران في المنطقة منها حرب اليمن، الاتفاق النووي وقالت إنه معيب لأنه لا يعالج برامج طهران الصاروخية أو شبكة حلفائها في المنطقة والتي تعتبر مبعث قلق لبعض دول الخليج.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى