أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

الطائفية السياسية تقترب من نهايتها في العراق

رافع الفلاحي: لم يتضح الدور الإيراني بعد في لعبة المالكي والصدر التي اضرمت التسريبات نارها.

بغداد- الرافدين
أجمعت أوساط سياسية على أن انهيار العملية السياسية في العراق بات أقرب من أي وقت مضى، وإن كان تأخر أكثر مما ينبغي.
وشددت الأوساط على أن كل القراءات كانت تجمع على انهيار تلك العملية لافتقارها الى البنية الوطنية الجامعة للعراقيين، مؤكدة على أن الطائفية السياسية تعيش أسوأ مراحل فشلها منذ عام 2003 بعد أن فضحت نفسها أمام جمهورها.
وقالت تلك الأوساط في تصريحات لقناة “الرافدين” “بالنسبة للمشاركين في العملية السياسية، لا جديد في تسريبات المالكي لأنهم جميعا يسمعون مثل هذا الكلام في جلساتهم قبل ذيوعها أمام الرأي العام، لكن الجديد هو انتشار تصريحات الشتائم والتهديدات بين شركاء ما كان يسمى بالبيت الشيعي” في إشارة الى التنافس على تقاسم مغانم الدولة بين المتحاصصين عليها منذ عام 2003.
وأضافت ان جميع العراقيين كانوا يدركون هشاشة ما كان يسمى بـ “البيت الشيعي” الذي سرعان ما أنهار على نفسه بعد أن ابتكره عضو مجلس الحكم السابق وعراب الاحتلال الأمريكي أحمد الجلبي.
وشددت بقولها ان تسريبات زعيم حزب الدعوة نوري المالكي ووصفه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدار وميليشيا الحشد بالجبناء، هدمت أخرى ما تبقى من “البيت الشيعي” الواهن سياسيا، بعد أن اسقطت ثورة تشرين سطوة الأحزاب الطائفية، مطالبة بمحاكمة مختطفي الدولة.
الا ان قراءات سياسية أخرى لا ترى أن إيران ستتخلى بسهولة عن مشروع الهيمنة الطائفية على العراق بسقوط المالكي.
وتساءل الباحث السياسي الدكتور رافع الفلاحي “أين إيران في كل ما يحصل من صراع شرس بين اتباعها في العراق، هل ستفرط بأحد أكثر التابعين لها، وأن تخلت عن المالكي ماذا سيحصل بعدها”.
وقال الفلاحي في تصريح لقناة “الرافدين” “إذا سلمنا بسقوط المالكي بعد تخلي أتباعه المقربين في الحشد عنه، فهل ستسمح إيران بشطبه نهائيا، أم ستضعه تحت اليد للعودة إليه حسب الحاجة”.
وأوضح “المالكي ليس أسما مجردا، بقدر ما هو استراتيجية إيرانية لإدارة مستقبل العراق السياسي طائفيا، لذلك عندما تتخلى عنه فأنها قد تقبل بالنسخة الطائفية الجديدة منه ممثلة بمقتدى الصدر، مع معرفتها أنه لن يكون بديلا مضمونا كما المالكي”.
وأشار الفلاحي الى أن الدور الإيراني في لعبة المالكي والصدر التي اضرمت التسريبات نارها، لم يتضح بعد، وكل القراءات تبدو سابقة لأوانها قبل معرفة التحرك الإيراني.
وسبق وأن قال مصدر سياسي عراقي إن الخلافات بين قوى الإطار أكبر من أن تسيطر عليها إيران، في الوقت الحاضر. لأنها خلافات على الثروة والسلطة.
وكشف المصدر في تصريح لقناة “الرافدين” أن طهران تجاهلت ثلاث رسائل بعثها المالكي في محاولة للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي.
وقال “إن المالكي كان يأمل في زيارة طهران إضفاء نوع من الشرعية على ترشحه لرئاسة الحكومة بعد انسحاب أعضاء التيار الصدري من البرلمان”.
وأضاف أن رفض طهران استقبال المالكي، يؤكد بشكل واضح احتراق ورقة ما أسماه “أكبر تفاهة سياسية وطائفية في تاريخ العراق المعاصر” فعندما تتخلى عنه طهران يكون قد انتهى سياسيًا في العراق، بعد أن افتضح أمره وقاد أكبر عملية فساد على مدار ثماني أعوام.
وأشار المصدر إلى أن الصدر أرسل في الوقت نفسه مندوبًا إلى طهران، مؤكدًا عدم التجاوب مع أي دور إيراني للتوافق مع المالكي أو بعض قوى الإطار التنسيقي.
في غضون ذلك رجحت مصادر صحفية انسحاب زعيمي “تيار الحكمة” عمار الحكيم وتحالف “النصر” حيدر العبادي من الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات الولائية، بعد الخلافات التي شقت الإطار على ترشيح رئيس حكومة جديد، ومن ثم تسريبات المالكي التي قصمت ظهر الإطار.
وتتزامن ترجيحات انسحاب الحكيم والعبادي مع مطالبات قيادات في حزب الدعوة والإطار من المالكي الانسحاب كليا من فكرة ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة قبل انهيار المعبد على من فيه.
ونفى صالح محمد العراقي، المعروف بوزير الصدر، مضمون خبرٍ متداولٍ حول تواصل الصدر مع رئيس تحالف الفتح هادي العامري.
ونشر العراقي صورة لخبر متداول جاء فيه: “الصدر تواصل مع العامري وقال له: كن رئيساً للحكومة والتيار سيدعمك”، وعلق عليه بالقول: الخبر عار من الصحة.
وعبّر رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، عن اعتقاده ان التسريبات غيرت موازين القوى كثيراً على مستوى تشكيل الحكومة، خصوصاً وأن الإطار التنسيقي يبدو الآن في أزمة كبيرة جداً، وهو مُحرَج في نفس الوقت، عازياً ذلك الى أن “هذه التسريبات كشفت إلى حد ما طبيعة توجهات بعض زعاماته والعقيدة التي أدارت البلاد، وأيضاً أضعفت مواقف دولة القانون بشكل كبير بأن يعود المالكي أو حتى شخص مقرب منه الى الحكم”.
وكان الصدر قد نصح المالكي، باعتزال العمل السياسي أو تسليم نفسه للقضاء. ردّا على اتهامات طالته بالعمالة لـ “إسرائيل” وقتل العراقيين، من جانب حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي.
وكتب الصدر “أنصحه (المالكي) بإعلان الاعتكاف واعتزال العمل السياسي.. أو تسليم نفسه ومن يلوذ به من الفاسدين إلى الجهات القضائية”.
في حين دعا حزب الدعوة إلى عدم الانجرار وراء الفتنة من قبل الأجهزة السرية في الداخل والخارج ممن يطمعون بتحويل العراق إلى بؤرة صراع.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى