أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

الميليشيات الولائية تنتهز قصف دهوك لصرف الأنظار عن فضيحة تسريبات المالكي

كفاح محمود المستشار الإعلامي للبارزاني: ردود الأفعال على قصف دهوك حلقة أولى للتغطية على الفضائح السياسية بين الإطار والتيار.

بغداد- الرافدين

انتهزت الميليشيات والأحزاب الولائية القصف الذي تعرض له منتجع جبلي في محافظة دهوك بشمال العراق وأسفر عن مقتل ثمانية سياح وإصابة 23 آخرين، للتغطية على فضحية تسريبات زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، عبر إثارة ضجة إعلامية وتحريك أتباعها في الشارع العراقي لمهاجمة السفارة التركية في بغداد.
وخضعت بدورها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لانتهازية الميليشيات الولائية، وأظهرت موقفا مزدوجا حيال القصف الإيراني السابق، عبر قيام وزارة الخارجية باستدعاء سفير تركيا في بغداد وسحب القائم بالأعمال العراقي من أنقرة، في وقت نفت تركيا بأنها شنت غارة على منتجع جبلي في محافظة دهوك بشمال العراق.
وعبرت السلطات التركية عن استعدادها للمشاركة في لجنة تحقيقية مشتركة مع الحكومة العراقية لمعرفة مصدر القصف.
وقالت مصادر أمنية تركية إن الهجوم الذي أسفر عن مقتل مدنيين في شمالي العراق نفذه “إرهابيو حزب العمال الكردستاني بي كي كي”.
وأوضحت أن التنظيم الإرهابي وصل إلى مرحلة التفكك نتيجة العمليات العسكرية التركية، وبات يبحث عن مخرج لينقذ نفسه من المأزق الصعب الذي هو فيه بطرق لا أخلاقية مثل الأكاذيب والتضليل.
وأكدت أن مثل هذه الأنباء تم بثها بشكل مقصود ومنحاز لتشتيت الانتباه وخلق تصور معين في وقت يعلم فيه الجميع أن تنظيم “بي كي كي” يستهدف المدنيين الأبرياء وأن أبناء المنطقة لا يستطيعون الذهاب إلى قراهم وحقولهم وبساتينهم.
وعبرت مصادر سياسية عراقية عن استغرابها من “العجالة” التي اظهرتها حكومة الكاظمي حيال القصف مع النفي التركي وابداء السلطات في أنقرة استعداها للعمل مع بغداد لكشف مصدر القصف، متسائلة، عمن كان يصيب هذه الحكومة بـ”التمهل والتلكؤ” عندما أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخه على حي سكني في أربيل.
وتساءلت “هل مصدر قرار حكومة الكاظمي يأتي من طهران عبر ميليشياتها في بغداد”.
ووصف كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ما يحصل من ردود افعل حول القصف التركي سواء كان مصدره السلطات التركية أم حزب العمال، بحلقة اولى للتغطية على فضيحة التسريبات والفضائح السياسية بين الإطار والتيار.
وانساق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمسعى الإيراني لتأجيج أتباعها ضد تركيا، مطالبا بإلغاء الاتفاقية الأمنية بين العراق وتركيا وإغلاق المطارات والمعابر البرية بين البلدين.
ودان محمود القصف أيا كان مصدره، لكنه قال “يبقى السؤال المر هو رد الفعل الاستعراضي حول المؤسسات التركية في بغداد وبقية مدن الجنوب والوسط، ترى لماذا لم يستعرضوا بنفس الحماوة يوم قصفت عروسة العراق اربيل بصواريخ الهمج الايرانية؟”.
واجمعت كل القراءات السياسية على ان الاستعراضات التي قامت بها الميليشيات الولائية، محاولة يائسة للتغطية على فضيحة تسريبات المالكي وانقاذه من المحاسبة القانونية التي أجمع عليها العراقيون.
وكتب الناشط علي فاضل الذي نشر تسريبات المالكي “من يفهم عقلية السلطة الطائفية التي تحكم العراق سيعرف لماذا الإصرار على اسلوب التقطير لأنهم يحاولون إشغال الشارع بأحداث مفتعلة للتغطية على التسريبات”.
فيما عزت مصادر سياسية استعراض الميليشيات أمام السفارة التركية، جاءت بتعليمات واضحة من الحرس الثوري الإيراني لاتباعه في العراق للتأثير على قرار تركي مسبق بقرب القيام بعملية عسكرية في سوريا.
ونفت تركيا أي دور لقواتها في عملية القصف، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن أنقرة حزينة لسقوط ضحايا في الهجوم.
وأضافت أن تركيا تولى أقصى درجات الحذر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو إلحاق أضرار بالمواقع التاريخية والثقافية في عملياتها لمكافحة الإرهاب ضد ميليشيا حزب العمال الكردستاني المحظور وغيرها.
وأضافت الوزارة أن تركيا مستعدة لاتخاذ كل الخطوات لكشف الحقيقة، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية التركية تتسق مع القوانين الدولية.
وقالت في إشارة الى حزب العمال الكردستاني “ندعو الحكومة العراقية إلى الامتناع عن الإدلاء بتصريحات متأثرة بخطاب المنظمة الإرهابية ودعايتها والتعاون لكشف مرتكبي هذا العمل الوحشي”.
وبدأ حزب العمال الكردستاني في حمل السلاح ضد الدولة التركية عام 1984. وقُتل أكثر من 40 ألفا في الصراع الذي كان يتركز في الماضي بشكل أساسي في جنوب شرق تركيا حيث يسعى حزب العمال الكردستاني لإقامة دولة كردية.
الى ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن واشنطن تراقب الوضع في أعقاب قصف أدى إلى مقتل مدنيين في شمال العراق الأربعاء. لكنه رفض التعليق بالتفصيل مع تكشف معلومات عن الضربة.
وجدد برايس في مؤتمر صحفي دوري التأكيد على موقف الولايات المتحدة القائل بأن العمل العسكري في العراق يجب أن يحترم سيادة العراق وسلامة أراضيه، مشددا على “أهمية ضمان حماية المدنيين”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى