أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

مطالبات شعبية في موريتانيا بالتراجع عن قرار زيادة أسعار المحروقات

مخاوف من موجة ارتفاع جديدة في أسعار المواد الأساسية بسبب زيادة أسعار المحروقات في موريتانيا بنسبة 30 بالمائة

نواكشوط- أثار قرار الحكومة الموريتانية زيادة أسعار المحروقات بنسبة 30 بالمائة دفعة واحدة، غضب قوى المعارضة، كما تسبب بصدمة للرأي العام، بسبب مخاوف من موجة ارتفاع جديدة في أسعار المواد الأساسية.
واستيقظ الموريتانيون يوم 15 تموز الجاري على زيادة في أسعار المحروقات بنسبة 30 بالمائة، إذ ارتفع سعر لتر السولار إلى 1.363 دولار، وسعر لتر البنزين إلى  1.557 دولار.
هذه الزيادة في الأسعار أثارت غضب الرأي العام الموريتاني، فيما خرجت مظاهرات في العاصمة نواكشوط، ومدن أخرى للمطالبة بالتراجع عن قرار الزيادة.
قوات الأمن فرقت جميع المظاهرات التي خرجت، مستخدمة العصي وقنابل الغاز المسيل للدموع، كما رفضت السلطات الترخيص لمسيرة دعا لها حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية” للتنديد بهذه الزيادة.
المرشح السابق للانتخابات الرئاسية النائب البرلماني، بيرام الداه اعبيد، وصف هذه الزيادة، خلال مؤتمر صحفي في 18 تموز، بـ “المفاجئة والقاسية”.
وحذر الداه اعبيد، من أن زيادة أسعار المحروقات ستتسبب بارتفاع أسعار مختلف المواد الأساسية، مؤكدًا دعمه للمظاهرات التي خرجت رفضًا للزيادة.
وتشهد أسعار النفط عالميًا زيادات متسارعة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ووصل سعر برميل برنت 139 دولارا في آذار الماضي، قبل أن يستقر قرب نطاق 100 دولار حاليًا.
وعلى الصعيد ذاته، دعا “ائتلاف قوى التغيير” في بيان له، إلى “التعبئة السلمية لمواجهة قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات”.
وحذر الائتلاف من أن القرار “يهدد السلم في البلاد”، واصفًا رفع أسعار المحروقات بـ”العمل الاستفزازي ضد المواطنين”، دون تعليق فوري من الحكومة الموريتانية.
قرار زيادة أسعار المحروقات انعكس في نفس اليوم على أسعار النقل في العاصمة نواكشوط، حيث ارتفعت دفعة واحدة بنسبة 100 بالمائة.
وقال أحد سكان العاصمة نواكشوط الخليفه ولد أحمد إن “أولى انعكاسات رفع سعر المحروقات، كانت على قطاع النقل، فقد ارتفعت تسعيرة النقل داخل نواكشوط بنسبة تتجاوز 100 بالمائة”.
وأضاف أحمد أن “تسعيرة النقل بين أحياء نواكشوط كانت في حدود 100 أقل من نصف دولار قبل هذه الزيارة، والآن تصل نحو دولار.
من جهتهم، نظم سائقو سيارات الأجرة في العاصمة الموريتانية وقفات احتجاجية مطالبة بالتراجع عن قرار رفع سعر المحروقات، محذرين من انعكاسات القرار السلبية عليهم.
الحكومة بررت قرار رفع أسعار المحروقات بأنه يعود إلى ضغوط تقلب السوق العالمية نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعيات جائحة كورونا.
وقال وزير البترول والمعادن والطاقة، عبد السلام ولد محمد صالح، إنه لم يعد بالإمكان استمرار الدعم الحكومي للمحروقات، مضيفًا أنه إذا استمر الدعم كما كان “ستضطر الدولة إلى وقف البرامج الاجتماعية”.
وأضاف في تصريح صحفي يوم 21 تموز الجاري “كلما طال الزمن كلما كانت الضريبة والصدمة أكبر، لذا قررت الدولة تقليص هذا الدعم”.
رئيس البلاد محمد ولد الشيخ الغزواني، تعهد بالتراجع عن قرار زيادة أسعار المحروقات مباشرة عند حدوث أي تغيير على مستوى الأسعار عالميا.
ولد الشيخ الغزواني، شدد في كلمة خلال تظاهرة رسمية يوم 21 تموز بمدينة تامشكط على أنه ورغم رفع أسعار المحروقات “لا شيء يدفع لاعتبار البلاد في وضعية صعبة”.
وأضاف الغزواني أن “المؤن متوفرة، في حين أن بعض البلدان تعرف أحيانا طوابير على مواد واحتياجات ضرورية، وهو ما لم تعرفه موريتانيا، مستوى الصمود في البلاد بمواجهة الأزمات لم يكن في أدنى المستويات، وإنما كان أفضل من البلدان المشابهة”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى