أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

اقتحام ثان للبرلمان يزيد من تعقيد المشهد السياسي

مصادر مطلعة: الإطار التنسيقي يقترح نقل جلسة البرلمان إلى السليمانية لتمرير حكومة محمد شياع السوداني.

بغداد ـ الرافدين

تسارع الأحداث على الأرض يشير إلى تصاعد حدة الصراع بين التيار الصدري والإطار التنسيقي من خلال تجدد اقتحام أنصار التيار الصدري المنطقة الخضراء في بغداد وإصابة العشرات منهم بقنابل الغاز والرصاص الحي الذي أطلقته القوات الأمنية.
ودعت قيادات من كتل سياسية عراقية، السبت، التيار الصدري والإطار التنسيقي إلى الحوار ووقف التصعيد.
وجاء ذلك في بيانات منفصلة عقب ساعات من اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.
وطالب ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، التيار الصدري والإطار التنسيقي باتخاذ موقف مسؤول والانطلاق في حوار جاد.
وأضاف المالكي، أن تداعيات اقتحام مبنى البرلمان وتكرار سقوط السلطة التشريعية تدعوني إلى توجيه نداء صادق ومخلص إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري لاتخاذ موقف مسؤول يستوعب الصدمة.
وجاءت دعوة المالكي إلى الحوار والتهدئة بعد ساعات من صدور بيان باسم الإطار التنسيقي يطلب من أنصاره بالتظاهر والنزول إلى الشارع في تظاهرات مناوئة للتيار الصدري.
ودعا رئيس تحالف النصر حيدر العبادي، القوى السياسية إلى اعتماد لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية.
وشدد العبادي، على اعتماد لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على الخلافات كافة التي قد تعصف بأمن واستقرار البلاد.
وأعلن العبادي استعداده لتقريب وجهات النظر بين الإخوة للخروج من عنق الأزمة.
وكان رئيس الحكومة الحالي مصطفى الكاظمي، قد حذر مما وصفه “بالتشنج السياسي” في البلاد، داعيًا الكتل السياسية إلى حل الأزمة عبر حوار صادق وبناء، والابتعاد عن حوار التخوين والإقصاء.
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف التصعيد بين شركاء العملية السياسية في العراق عقب تكرار اقتحام انصار التيار الصدري مبنى البرلمان الحالي.
وقالت الأمم المتحدة، إن التصعيد المستمر هو أمر مقلق للغاية، مشيرة إلى أنه يجب تشجيع جميع الجهات الفاعلة في الساحة السياسية الحالية في العراق على وقف التصعيد ومنع المزيد من العنف لصالح العراقيين.
وبعد ساعات من اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى مجلس النواب للمرة الثانية خلال أيام، أعلن مدير مكتب الصدر إبراهيم الجابري، بأن الاعتصام المفتوح داخل البرلمان.
وعقب ذلك الاقتحام، قرر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، تعليق عقد جلسات البرلمان حتى إشعار آخر.
وأكدت مصادر مطلعة، أن الإطار التنسيقي أقترح نقل جلسة البرلمان إلى محافظة السليمانية يوم الثلاثاء المقبل، لتمرير حكومة محمد شياع السوداني، وأن هذا المقترح لاقى اجماع من قبل قيادات الإطار التنسيقي.
وأضافت المصادر، أن عدد كبير من المسؤولين الحكوميين غادروا منازلهم إلى أماكن مجهولة بالتزامن مع اعتصام أنصار التيار الصدري اعتصامهم داخل مبنى البرلمان.
وفيما تستمر الخلافات بين القوى السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في العاشر من تشرين الأول 2021.
ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن العراقيين ومع تفاقم أزماتهم ما زالوا عالقين وسط الجمود السياسي بعد عشرة أشهر من الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة أن التيار الصدري يحافظ على نفوذ واسع من السلطة داخل الدولة، ورغم دعوات مقتدى الصدر للإصلاح إلا أنه متورط بالفشل في إدارة البلاد حيث يحوز اتباعه على مناصب وزاريه وأخرى في أجهزة الدولة الأمنية.
وحذرت الصحيفة من تطور الصراع إلى مواجهات مسلحة نظرًا لامتلاك كل من التيار الصدري والإطار التنسيقي ميليشيات مدججة بأسلحة ثقيلة وهو ما يهدد بقاء العراق ضمن دوامة عنف وعدم استقرار.
ويرى مراقبون، أن المشهد السياسي في العراق بات أكثر تعقيدًا، مما يكشف كذبة الديمقراطية المزعومة التي جاءت بها حكومات الاحتلال المتعاقبة، محملين إيران المسؤولية الكاملة عن تدهور أوضاع البلاد بهدف السيطرة الكاملة على العراق.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى