أخبار الرافدين
اقتصادالأخبار

ضعف الاستثمار في الطاقة التقليدية يفاقم أزمة الإمداد العالمي

تتجه استثمارات النفط والغاز للهبوط للعام الثالث على التوالي في 2022 مقارنة مع 2019.

بغداد ــ يدق ضعف الاستثمار في الطاقة التقليدية، ناقوس الخطر مهددا بأزمة إمداد حادة يعيش العالم جزءًا منها الآن ومن شأنها أن تنافس أو حتى تتجاوز أزمات الطاقة في سبعينيات القرن الماضي.
جاءت تلك الأزمة، متزامنة مع معاناة الاقتصاد العالمي بالفعل من نقص إمدادات الطاقة، إلى جانب الارتفاع القياسي في الأسعار على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبينما يضع هذا النقص في الاستثمار مصلحة مستهلكي الطاقة على المحك، ويفتح باب التحديات أمام صانعي السياسات لا سيما مع رفعه للأسعار، يساعد أيضا في زيادة المخاوف المتعلقة بشح الإمدادات العالمية.
وتراجعت الاستثمارات في قطاع النفط والغاز إلى 341 مليار دولار فقط في العام الفائت، أي أقل بنسبة 25 بالمائة من مستوى ما قبل جائحة كورونا. كما أنه أقل بكثير من الذروة الأخيرة في عام 2014 البالغة 700 مليار دولار، وفق التقرير السنوي الصادر عن منتدى الطاقة الدولي ومؤسسة “آي إتش إس” ماركت في كانون الأول 2021.
وكان العام الماضي هو الثاني على التوالي، الذي يسجل فيه قطاع التنقيب عن النفط والغاز تراجعا بعد هبوط بنسبة 30 بالمائة في 2020.
وتتجه استثمارات النفط والغاز للهبوط للعام الثالث على التوالي في 2022، مقارنة مع 2019 وفق تقرير آخر أصدره منتدى الطاقة العالمي، أكبر منظمة دولية لوزراء الطاقة من 71 دولة، في حزيران الماضي.
وحذر المنتدى، من أن ارتفاع الأسعار وتكاليف الاقتراض والغزو الروسي لأوكرانيا، جميعها عوامل تعرقل الاستثمارات الجديدة للنفط والغاز.
يأتي هذا التراجع المتوقع في استثمارات النفط والغاز، على الرغم من التدفقات النقدية القياسية مع تسجيل برميل النفط لسعر فاق 100 دولار.
هذه التدفقات يتم تخصيصها من أجل الدفع أكثر لحاملي الأسهم، سواء في صورة إعادة شراء الأسهم أو زيادة مدفوعات أرباح الأسهم بدلا من الإنفاق على المشاريع الجديدة وزيادة الاستثمارات في أنشطة الحفر والتنقيب.
وظهر هذا جليًا، في توجه قطاع النفط الصخري الأمريكي نحو إعادة الإيرادات للمستثمرين، وتخلَّى عن عمليات الحفر واستثمار كل التدفقات النقدية بل وحتى الاقتراض من أجل الاستثمار في آبار جديدة.
بعد سنوات من العوائد الضعيفة، تختار كبريات شركات الطاقة العالمية مكافأة المساهمين بدلا من الإنفاق على المشاريع الجديدة، حيث زادت “إكسون”، و”بي بي”، و”توتال” من عمليات إعادة شراء الأسهم، كما أعادت “شيفرون” بالفعل شراء كميات قياسية من الأسهم.
إلى جانب تفضيل توزيع العوائد، تواصل شركات الطاقة عمليات الانضباط في الإنفاق.
وقد ركز منتجو النفط الصخري الأمريكي، وكذلك الشركات الدولية الكبرى والشركات الوطنية، على الاستمرار في الحرص فيما يتعلق بالإنفاق على عمليات المنبع، رغم أن أسعار النفط قد بقيت تسجل أكثر من 100 دولارا للبرميل خلال الأشهر الستة الماضية.
أدى منح الاهتمام من جانب الشركات للمُناخ وضغوط حاملي الأسهم، لتخفيض الانبعاثات الكربونية في عملياتهم إلى تراجع الاستثمارات في أنشطة النفط والغاز.
ويأتي ذلك، في ظل استمرار الزخم العالمي المحيط بجهود مكافحة التغير المناخي والحد من الانبعاثات الكربونية، وذلك تزامنا مع تعافي الاقتصادات العالمية من آثار الجائحة إلى جانب البرامج الاقتصادية التحفيزية الموجهة نحو المشاريع الخضراء.
دعا منتدى الطاقة الدولي، بالتقرير الصادر في كانون الأول الماضي، إلى زيادة استثمارات النفط والغاز لتكون أعلى من مستويات ما قبل وباء كورونا عند 525 مليار دولار، بحلول عام 2030، لضمان توازن السوق.
وبحسب التقرير، فإن الاستثمار غير الكافي في الاستكشاف والتنقيب والتكرير، قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسعار ويفضي إلى عواقب اقتصادية وخيمة.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى