أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

توقعات بمواجهة شاملة في الضفة الغربية بسبب استمرار الاحتلال الصهيوني بسياسة الاستيطان

خبراء: العمليات الأخيرة لجيش الاحتلال الصهيوني في مدينة نابلس، وقطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل 47 فلسطينيًا، وإصابة نحو 400 آخرين، تُنذر بتصعيد الأوضاع بالضفة.

رام الله- حذّر خبراء من تداعيات استمرار سياسات الاحتلال الصهيوني المتبعة في التعامل مع الضفة الغربية، والتي تعتمد على استمرار الاستيطان، و”السلام الاقتصادي”، وغياب أي أفق سياسي، والاعتماد على الحلول الأمنية العسكرية.
وقالوا في حوارات منفصلة مع الوكالة، إن مواصلة إسرائيل لنهجها الحالي، قد يؤدي إلى انفجار “قريب” للأوضاع.
ورأوا أن العملية الأخيرة لجيش الاحتلال في مدينة نابلس، والتي أسفرت عن مقتل 3 فلسطينيين، بينهم الناشط إبراهيم النابلسي، وإصابة نحو 40 آخرين، تُنذر بتصعيد الأوضاع بالضفة.
والثلاثاء، قال جيش الاحتلال عبر حسابه في تويتر إنه شن عملية استهدفت تصفية الناشط المطلوب لديه إبراهيم النابلسي، الذي يتهمه بتنفيذ عدة هجمات إطلاق نار على مستوطنين وعسكريين في منطقة نابلس ومحيطها.
وجاء الهجوم في نابلس، بعد يوم واحد على هجوم شنه الاحتلال على قطاع غزة استمر 3 أيام (منذ الجمعة وحتى ليل الأحد-الإثنين) انتهى بالتوصل إلى وقف إطلاق نار، بوساطة مصرية، وأسفر بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، عن مقتل 44 فلسطينيًا بينهم 15 طفلًا، وإصابة 360 آخرين بجراح مختلفة.
ويتوقع الخبير في شؤون الاحتلال الصهيوني، خلدون البرغوثي، أن يواصل الاحتلال ضغوطه على الضفة الغربية، الأمر الذي ينذر بـ”انفجار عام” للأوضاع.
لكنّ البرغوثي قال في حديث لوكالة الأناضول، “متى سيحدث الانفجار؟، وكيف؟ من الصعب تحديد ذلك”.
وتابع: “الضغوط تزداد بالضفة، الاستيطان يتصاعد، ليس لأن المستوطنين يريدون ذلك بل لأن الاستيطان قرار رسمي من الاحتلال لخدمة المستوطنين، ولا يوجد فصل بين المستوطنين وحكومة الاحتلال، والأخيرة تنفذ سياسات استيطانية وتجنّد الشرطة والجيش من أجل ذلك”.
وتابع: “العملية الأخيرة في نابلس، وقبلها في قطاع غزة، هي محاولة إثبات من الحكومة الحالية، القادمة من خلفية غير عسكرية، أنها قادرة على الحكم قبيل الانتخابات القادمة”، في إشارة إلى رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد القادم من خلفية “صحفية” وليس عسكرية.
وقال البرغوثي إن الاحتلال “يستثمر الدم الفلسطيني من أجل أهداف انتخابية”.
ويرى المراقب أن “الأمور الميدانية في الضفة الغربية تسير نحو التصعيد، وإسرائيل ترى أنها حققت نصرا في قطاع غزة، وبالتالي فقد لا تتدخل الفصائل في غزة في حال شنت إسرائيل هجومًا على الضفة”.
ويسعى الاحتلال بحسب البرغوثي إلى كسر النموذج والحالة المعنوية الفلسطينية، وتفرقتها عبر فتح جبهات منفصلة.
ويرى الكاتب والمحلل الفلسطيني، طلال عوكل، أن سياسة الاحتلال في الضفة الغربية والقائمة على السلام الاقتصادي، مقابل استمرار البناء الاستيطاني، وجَزّ العُشب القائمة على إضعاف قدرات المقاومة الفلسطينية بشكل متواصل، “لن تنجح”.
وقال لوكالة الأناضول: “إسرائيل جربت السلام الاقتصادي مع قطاع غزة والضفة الغربية، وثبُت أنها سياسة فاشلة”.
وأضاف: “إسرائيل بحكم أنها دولة احتلال، يقع على عاتقها تلبية احتياجات السكان، ولكن دون وجود أفق سياسي فالأمر صعب، وحالة الصراع ستبقى متواصلة”.
وأشار إلى أن التوتر الذي يُحدثه الاحتلال يُغذّي المقاومة الفلسطينية، بكل أشكالها، وخاصة في الضفة الغربية”.
وقال: “كل المحاولات الإسرائيلية من قتل واعتقال، لم تنهِ المقاومة، بل على العكس تولد جيلًا جديدًا مقاومًا”.
وأضاف: “إسرائيل خرجت من معركة قطاع غزة، وصعّدت في مدينة نابلس، وقبلها في جنين والقدس، والسبب ليس المقاومة بل سياسات الحكومات الإسرائيلية، التي تهدف إلى الفصل العنصري، وقتل أي إمكانية للحل”.
وأشار إلى أن الحكومة الحالية تريد أن تقول لجمهورها قبيل الانتخابات إنها: “غير متساهلة مع الفلسطينيين، وإنها أكثر تطرفا من سابقتها”.
ويرى مدير مركز يبوس للدراسات السياسية سليمان بشارات، أن سياسات الاحتلال في الضفة الغربية، تهدف إلى محاولة حسم الصراع، عبر السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي، وتقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين، بدون “أي أفق سياسي”، بالإضافة إلى سياسة “جَزّ العُشب”.
وأشار بشارات إلى أن ذلك يأتي في ظل “عدم وجود أي أفق سياسي لحل الصراع وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
وبيّن أن استخدام هذه الاستراتيجيات، يرتبط بمجموعة محددات، أبرزها: “الحراك السياسي الدولي والإقليمي تجاه القضية الفلسطينية المُطالب بفتح أفق سياسي والعودة للمفاوضات السياسية، وهو ما تحاول إسرائيل أن ترد عليه من خلال طرح خيارات وبدائل تتمثل في السلام الاقتصادي، من خلال منح مجموعة من الامتيازات الاقتصادية، مقابل استمرار الاحتلال ومواصلة تنفيذ المخططات الإسرائيلية على الأرض”.
وبالتوازي مع “السلام الاقتصادي”، يواصل الاحتلال “تنفيذ هجمات عسكرية سواء بالاعتقال أو الاغتيال والقتل”، بحسب بشارات.
كما أشار إلى أن الاحتلال يسعى إلى “خلق وقائع على الأرض عبر الاستيطان، تمهيدًا لأي أطروحات سياسية مقبلة”.
ولكنّ بشارات يرى أن “إسرائيل لم تستطع حسم مفهوم الصراع لصالحها”.
وقال في هذا الصدد: “قد ينجح الاحتلال في تحقيق بعض الأهداف، لكن في المقابل ما زالت المقاومة والرفض الشعبي حاضرًا لمخططاتها، وهذا يعني أن إسرائيل تدرك عدم قدرتها على تحقيق أهدافها بشكل كامل واستراتيجي، وإنما قد تحقق أهدافًا مرحلية مرتبطة بظروف معينة ويمكن أن تتغير بتغير تلك الظروف”.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى