أخبار الرافدين
تقارير الرافدين

قوارب الموت تحصد أرواح العراقيين الهاربين من جحيم بلادهم

الباحث العراقي طارق جوهر: نحن لا نتحدث عن مجرد أرقام فقط، بل عن بشر وأُسر بأكملها راحوا ضحية سوء وتردي الأوضاع الداخلية في العراق وفي كردستان.

أثينا – الرافدين
أفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الخميس، بفقدان أثر عشرات الأشخاص بعد غرق قارب يقلّ مهاجرين ولاجئين في بحر إيجة قبالة سواحل اليونان.
وأفادت وسائل إعلام، بأن القارب غرق فجرًا بعد إبحاره من جنوب تركيا متوجهة إلى إيطاليا.
وبحسب التقارير، قال خفر السواحل اليوناني إنه جرى إنقاذ 29 شخصًا جميعهم رجال من أفغانستان والعراق وإيران.
وأعلنت جمعية اللاجئين العائدين من أوروبا، يوم الخميس، أن معظم الغرقى جراء انقلاب قارب يقل مهاجرين قبالة السواحل اليونانية هم من إقليم كردستان العراق.
وقال رئيس الجمعية بكر علي في مؤتمر صحفي، إن القارب كان على متنه 93 مهاجرًا، وهم: الأفغان، وعراقيون، وإيرانيون، مبينًا أن أكثر من ثلثي المهاجرين الغرقى هم من كردستان العراق.
وأضاف أنه تم إنقاذ 29 مهاجرًا غير أنه ما يزال مصير 64 منهم مجهولًا، مشيرًا إلى أن عمليات البحث متواصلة للعثور على المفقودين بمشاركة خفر السواحل التركي أيضًا.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة فإن 3,231 مهاجرًا ولاجئًا قضوا في البحر المتوسط، في الفترة الأخيرة.
ورغم اختلاف قصص هؤلاء المهاجرين الضحايا وخلفياتهم ودوافعهم لاختيار طريق الهجرة المميت هذا، إلا أن ما يكاد يجمع الكثيرين منهم هو كونهم من المواطنين العراقيين وتحديدًا الأكراد، ما بات يطرح علامات استفهام في العراق وفي كردستان خصوصًا ويثير نقاشًا عامًا حول ذلك.
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والباحث العراقي، طارق جوهر، في لقاء متلفز: “نحن لا نتحدث عن مجرد أرقام فقط، بل عن بشر وعن أسر بأكملها راحوا ضحية سوء وتردي الأوضاع الداخلية في العراق وفي إقليم كردستان، حيث استفحال الأزمة الاقتصادية والمعيشية وتفشي الفساد والبطالة وانعدام فرص العمل والغلاء، مما يجعل الكثيرين من العراقيين يفقدون الأمل تمامًا في مستقبل آمن وكريم لهم في وطنهم، الأمر الذي يدفعهم نحو المجازفة بحياتهم حتى في سبيل الخلاص والبحث عن حياة أفضل لهم ولأطفالهم خارج العراق”.
وبسبب الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية التي يعيشها العراق، فضلًا عن الاضطرابات التي شهدها خلال العقود الثلاثة الماضية، اضطر ملايين العراقيين إلى الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل.
وما يزال مئات آلاف اللاجئين العراقيين يعيشون في ظروف صعبة مع تضاؤل الأمل بمستقبل أفضل.
ويشير الصحفي العراقي، أحمد سعيد، إلى أن شريحة الشباب هم الأكثر تفكيرا باللجوء؛ لأنهم يبحثون عن حياة أفضل وبناء مستقبل لهم في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد، وتراجع المستوى الأمني والاقتصادي، وغياب أفق واضح لحل هذه المشاكل.
وأكد رئيس الفريق التطوعي لإنقاذ غرقى اللاجئين أحمد يونس. أن هناك مخاطر كثيرة تواجه العراقيين في رحلة اللجوء سواء في البر أو البحر.
وأوضح يونس لوسائل إعلام، أن تأخير الأمم المتحدة لطلبات اللاجئين، دفع أعدادًا من طالبي اللجوء العراقيين لسلوك طرق غير شرعية؛ مثل التهريب عن طريق تركيا إلى اليونان، ومن ثم إلى بقية الدول، سواء كان ذلك عن طريق البحر أو البر، رغم مواجهة الكثير من الصعوبات، مجازفين بأرواحهم وأطفالهم وعوائلهم في سبيل الحصول على مستقبل زاهر في المهجر.
ويتحدث يونس -المقيم في تركيا- عن آلاف الجثث لضحايا هذه القوارب، التي سماها بـ”قوارب الموت”، تملأ المقابر التركية، ومقابر الغرباء في اليونان، حيث تجد أكثرهم من العراقيين والسوريين، إضافة إلى الكثير من المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم حتى الآن.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى