أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدينحكومات الفساد في العراق

أحزاب العملية السياسية في العراق تفشل في إعادة تقسيم الحصص بينها

اجتماع الرئاسات مع قادة الكتل السياسية يخرج ببيان هزيل ويفشل في إقناع التيار الصدري بالعدول عن مواقفه.

بغداد- الرافدين
فشلت القوى والأحزاب السياسية في إعادة توزيع الحصص بينها ومنع انفلات السيطرة من يديها بعد احتجاجات وضغوط التيار الصدري.
وفشل اجتماع الرئاسات الثلاث مع قادة الكتل السياسية الذي دعا إليه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، في إقناع التيار الصدري بالعدول عن مواقفه، بينما خرج الاجتماع ببيان وصفه مراقبون بالهزيل الذي لا يغير من الوقائع على الأرض شيئا ويعيد صناعة الفشل السياسي المستمر.
ودعت الكتل السياسية المشاركة في الاجتماع بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين جينين بلاسخارت، التيار الصدري الى الانخراط في الحوار لوضع آلياتٍ للحل الشامل.
وكان تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قد ذكر أنه بعد مرور عشرين عامًا على الاجتياح الأمريكي للعراق، فإن الفائزين من النظام السياسي المنفعي والمحاصصاتي، هم الذين يتنافسون الآن بشأن من يجني مزيدًا من الغنائم فيما لم يجن ملايين العراقيين أي منفعة من ثروة البلد النفطية الهائلة لتبقى المستشفيات معطلة ونظام تعليمي هو من بين الأسوأ في المنطقة.
في غضون ذلك نقل موقع “ميدل إيست آي” الذي يصدر باللغة الإنجليزية في لندن، عن مسؤول عراقي قوله إن كل عناصر الحرب الأهلية متوفرة. التوتر بين الأطراف المتنازعة في ذروته، وهناك تغييب كامل للمنطق، وهناك سيطرة للعناد والغطرسة والسلاح المتوفر.
وقال “المنطقة الخضراء محاطة حاليا بمجموعات من الأسلحة والمسلحين. وكمية السلاح التي دخلت الى بغداد خلال الأسبوعين الماضيين مذهلة”.
ووصف التيار الصدري النقاط التي خرج بها الاجتماع “لاتسمن ولا تغني من جوع ليس فيها ما يخصّ الشعب، ولا ما يخصّ خدمته ولا كرامته ولا تطلعاته”.
وشدد بالقول “جلستكم السرّية هذه لا تهمّنا بشيء إلا إنني أردت القول: لا تزيدوا من حنق الشعب ضدكم ولا تفعلوا فعلاً يزيد من تخوّف الشعب من العملية الديمقراطية التي تخيطونها على مقاسكم”.
وقال صالح العراقي المعروف بوزير الصدر في منشور على فيسبوك “نعم، إن أغلب الحضور لا يهمّه سوى بقائه على الكرسي، ولذا حاولوا تصغير الثورة، والابتعاد عن مطالبها”، مردفا بالقول “نعم، الثورة لا تريد من أمثالكم شيئاً سوى التنحّي عن كرسي فرضتم تواجدكم عليه بغير وجه حقّ”.
وأضاف “بل كان جلّ همّه تشكيل حكومة وفق مآرب البعض لكي يزيدوا من بسطتهم وتجذّر دولتهم العميقة فيتحكّموا بمصير شعبٍ رافضٍ لتواجدهم فيزوّروا الانتخابات ويجعلوها على مقاسهم”.
وقال القيادي في الإطار التنسيقي الموالي لإيران محمود الحياني، إن التيار الصدري لا يريد حل الأزمة السياسية الحالية بعد مقاطعة التيار الاجتماع مع زعماء الكتل السياسية.
وأضاف الحياني، أن القوى السياسية التي حضرت الاجتماع ترغب بحل الأزمة بالحوار ولا تريد أي تصعيد، مشيرًا إلى أن عدم حضور التيار الصدري للاجتماع يؤكد على أن الأخير لا يريد أي حلول وفق الأطر القانونية والدستورية على حد تعبيره.
فيما قال ائتلاف “الوطنية” برئاسة اياد علاوي ان الاجتماع لم يخرج بنتائج عملية بمستوى خطورة المرحلة ما أضاع “فرصة للخروج من الأزمة”.
وأبدى ضياء الهندي، عضو مجلس النواب عن حركة امتداد التي لم تدع إلى الاجتماع، استغرابه من تواجد رئيس مجلس القضاء فائق زيدان في اجتماع القوى السياسية.
وقال الهندي ان “حضور فائق زيدان وهو رجل قضائي مستقل، اثارت استغراب الجميع”، موضحا انه “لا ينبغي به الجلوس في اجتماعات سياسية”.
ويجمع المراقبون على أن الاجتماعات التي تسعى إلى إعادة تدوير الفشل السياسي والزج بنفس الوجوه الفاسدة التي ثار عليها شباب ثورة تشرين، مجرد ضحك على الذقون لا يغير من حقيقة الأمور.
فعندما تمزق دولة بسبب الفوضى، فأنه لا يمكن العثور على خلاف، إلا بحدوده الأدنى، بشأن الحاجة الى قيادة جديدة. لذلك لا يختلف العراقيون على التغيير اليوم، بقدر خلافهم على استمرار اللائذين بالمعبد الطائفي. قبل محاسبتهم قضائيا.
وكتب الصحفي كرم نعمة عندما يدفع المجتمعون باتجاه “العملية الديمقراطية” عبر الانتخابات باعتبارها أفضل الحلول الآمنة، فانهم ليسوا آباء رحومين للديمقراطية وحريصين على الوطنية، بقدر المحافظ على بقائهم بطريقة او بأخرى بتزييف ديمقراطي مارسوه كل تلك السنين.
واستدرك بقوله “لكنهم في عملية الضحك على الذقون تلك، لا يجيبون على أبسط سؤال عما إذا كان على مر التاريخ يمكن اشتقاق معادلة نجاح من الفشل نفسه، بغير تغيير المعادلة نفسها.”
وقال الكاتب علي الصراف أن بعض أطراف العملية السياسية، التي صنعها نوري المالكي بنفسه، تخشى أن تكون عودته إلى رئاسة الوزراء سببا لانهيارات جديدة. هؤلاء يتجاهلون حقيقة أن الانهيارات لم يعد لها متسع للمزيد. فحتى لو أراد المالكي أن يقيم مأتما للعراق، فجثمان العراق المسجى في الاقتصاد والخدمات وفوضى الصراعات الطائفية والمنافسات على الحصص بين الولائيين وغيرهم، تثبت أن العراق مات. وإكرام الميّت دفنه.
وأضاف الصراف “المالكي هو الذي صنع النظام القائم ورعاه ودبر شؤونه ووزع أدواره وقسّم حصصه. وما من قوة سياسية موجودة الآن على الساحة تستطيع أن تنكر أن المالكي لعب دورا في مكانتها. ولولاه ما كان للكثير من الكيانات السياسية القائمة أثر على الإطلاق”.
وشبه نظام المحاصصات الطائفية الذي أراد الاجتماع الذي دعا إليه الكاظمي لإعادة ترتيبه، بنظام المالكي. متسائلا عمن يستطيع الزعم أنه لم يستفد من هذا النظام. الكل كانت له حصة فيه. ولو لم يكن المالكي قد أصبح ثريّا بما يكفي، فلربّما كان من الجائز له أن يفرض ضريبة شخصية على كل هذه الكيانات التي استنفعت من حكومتيه.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى