أخبار الرافدين
تغطية خاصةتقارير الرافدين

هل باتت المواجهة المسلحة أقرب من أي وقت مضى بين التيار والإطار؟

سحب عناصر من سرايا السلام من سامراء لحماية مقتدى الصدر في النجف.

لندن- الرافدين

رجحت مصادر سياسية أن المواجهة العسكرية بين الميلشيات المتصارعة على السلطة في العراق، أضحت أقرب من أي وقت مضى.
وقالت المصادر في تصريحات لموقع “ميدل إيست أي” الذي يصدر باللغة الإنكليزية من العاصمة البريطانية لندن، ان المسلحين يتدفقون على المنطقة الخضراء سواء من سرايا السلام أو ميليشيات الحشد الشعبي.
وذكر الموقع في تقرير كتبته سعاد الصالحي من العاصمة العراقية بغداد، أن الخيارات ضاقت أمام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وأن المواجهة المسلحة مع ميليشيا الحشد الشعبي باتت وشيكة وهي أقرب من أي وقت مضى.
ونقل الموقع عن أثنين من قادة سرايا السلام وقيادي مقرب من الصدر، قولهم إن بعض مقاتليهم قد تم نشرهم داخل المنطقة الخضراء منذ اليوم الأول للاعتصام “لتوفير الدعم اللوجستي” لكنهم رفضوا الحديث عن إدخال أي أسلحة إلى المنطقة.
وقال قيادي بارز في سرايا السلام شارك في الإشراف على الاعتصام “التعليمات صارمة فيما يتعلق بحمل الأسلحة أو استخدامها داخل المنطقة الخضراء. لم نسمح لأي من المتظاهرين بحمل الأسلحة”.
ونفى سحب أي قوات من سامراء أو حتى الحاجة لإرسالها إلى النجف.
غير أن عددا من مسؤولي الحشد الشعبي قالوا إن 1700 مسلح من سرايا السلام قد جيء بهم من سامراء خلال الأسابيع القليلة الماضية، كما تم ارسال نصف هذا العدد الى النجف لحماية مقر إقامة الصدر في الحنانة، وجرى نشر البقية داخل المنطقة الخضراء لحماية واستمرار الاعتصام الصدري.
ومع ذلك، قالت مصادر إن المقربين من الصدر قلقون للغاية بشأن الهجمات المحتملة على زعيم التيار في مقر إقامته في النجف.
وأكدت المصادر على اتخاذ تدابير احترازية لتأمين منطقة سكن الصدر وأحياء النجف القديمة، خشية من اندلاع أي مواجهات محتملة.
الى ذلك قلل مقربون من مرجعية النجف من احتمالات وقوع مخاطر الاقتتال الشيعي-الشيعي، ونقل الموقع عن مصدر مقرب من علي السيستاني قوله ان “جميع المعلومات والاشارات المتاحة تشير إلى أن التصعيد الحالي ما زال تحت السيطرة، وانه جانب من أدوات الضغط التي يمارسها الطرفان على بعضهما البعض”، مضيفا ان “تقييمنا للوضع هو أن الاشتباك سيحدث لكنه سيكون محدودا، وهو سيكون نتيجة الخطاب المتوتر”.
ولا يقتصر التأهب في المنطقة الخضراء على الميليشيات التابعة للحشد وأنصار التيار الصدري، حيث ينتشر الآلاف من القوات الحكومية في الأحياء المجاورة مثل الكرادة والجادرية، كما ظهرت الدفاعات الخرسانية حول غالبية المباني الحكومية المهمة.
وبرغم ان الصدر طلب من المتظاهرين التراجع عن محاصرة مقر القضاء والعودة إلى اعتصامهم حول البرلمان، إلا أن ذلك لم يخفف من ردود فعل معارضي الصدر ومنتقديه، وبينما كان العراقيون يتابعون انسحاب الصدريين على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن قادة ميليشيا الحشد عقدوا اجتماعا في بغداد، للبحث في التطورات والخطوات اللازمة لمواجهة ما يعتبرونه انتهاك الصدر لـ”حرمة مؤسسات الدولة”، بحسب ما قاله مصدر شارك في الاجتماع.
ولفت التقرير إلى ان تم الاتفاق على عدة خطوات في الاجتماع، حيث قرر المجتمعون رفع جاهزية عناصر ميليشيا الحشد في المنطقة الخضراء، من خلال تعزيزها بما بين 6 آلاف و8 الاف عسكري إضافي في المنطقة وحولها، واقرار خطة امنية استباقية لمواجهة أي تصعيد من جانب أنصار الصدر.
ونقل التقرير عن مسؤول في الحشد الشعبي قوله “إذا سعى الصدر الى مواجهة مسلحة، فإننا سنؤمنها له”، مضيفا أنهم منحوا الصدر “العديد من الفرص للانسحاب من اجل انقاذ ماء وجهه، لكنه تمادى كثيرا، ولن نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر خطوته التالية. بدلا من ذلك، سنقوم بتسريعها وننهي هذه اللعبة”.
ويعتقد بعد قادة ميليشيا الحشد ان الصدريين أدخلوا الكثير من الأسلحة الى المنطقة الخضراء مستخدمين مجموعة من سياراتهم ومستغلين التواطؤ الأمني عند نقاط التفتيش من جانب القوات الامنية التي تخشى من انتقام الصدريين منهم إذا اخضعوا سياراتهم لعمليات التفتيش.
وقال قيادي في الإطار التنسيقي ان “مواجهة الصدر بشكل مباشر لم تكن مطروحة على طاولة قيادات الإطار التنسيقي، إذ أن ذلك يكون بمثابة غباء”. معتبرا أن “البديل عن ذلك، صار يتمثل بخوض المعركة بعيدا عنه واستهداف حلفائه الأكراد والسنة مع استغلال أي فرصة تلوح في الأفق لتعزيز غطرسته ودفعه لارتكاب المزيد من الأخطاء”.
ونقل التقرير عن قيادي بارز في الإطار التنسيقي قوله إنه من “غير الواضح ما هي الخطوة التالية للصدر غير أنه كان توعد بتصعيد مفاجئ، ولهذا، فقد تم اتخاذ هذه الإجراءات الامنية الاحترازية”، مضيفا أنه مهما كانت توجهات الصدر هذه المرة، فانه لن يتم السماح بتكرار ما حدث في مجلس النواب ومجلس القضاء الأعلى.

اظهر المزيد

مواضيع ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى